قد يبدو ان التكليف بالواجبات يدعو الفرد إلى الإقتصار على تحديد الشخص الذي يقوم بأعمال من قبيل الشراء والإنتاج والرقابة والإصلاح وغير ذلك من الأعمال .

أما اذا انظرنا بدقة أكثر فإنه يجب ان نتساءل عما يتضمنه هذا التكليف بالواجبات ، لقد حدثت محاولات تدميرية في توصيف الوظائف ولكن من الصعب بدرجة شديدة ان نوضح هذه المحاولات ونجعلها محددة – هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى من الصعب كذلك أن نميز بين الاختصاصات المتشابهة .

فمثلاً تحدد احدى الشركات لمندوب مشترياتها الواجبات التالية :


  1. ان ينصح رئيسه بشأن تشكيل الإجراءات المتعلقة بالحيازة .
  2. ان يقوم بالإتصالات اللازمة بالبائعين ، وان يقوم بدراسة مستمرة للشروط السوقية للسلعة .
  3. ان يشتري المواد والامدادات من البائعين في حدود الطلبات المرخص بها عليه .
  4. ان يفاوض البائعين في شأن الدعاوى الناجمة عن رفض البضائع نتيجة التفتيش .
  5. ان يدير الافراد والسياسات المالية بحسب تطبيقه لها.
  6. ان يقوم بتجميع المعلومات من اجل تحضير ميزانيته .



ويبدو لأول وهلة ان الاختصاصات التي تضمنها هذا الوصف واضحة ودقيقة ، ولكن ليضع القاريء نفسه محل مندوب للمشتريات مثلا ، ماذا يتطلب هذا الجهد ؟ ومتى يقدمه ؟ وإلى أي مدى ؟
هل نصح رئيسه بخصوص الإجراءات يعني التقدم بإقتراحات بناءة محررة على نموذج معين ،ومؤسسة على تحليل يقوم به مهندس صناعي ؟ وما كنه الاتصالات اللازمة مع البائيعن ؟ وماذا يفعل الشخص من أجل دراسة سوق السلعة بإستمرار ؟ وهل التفاوض في الدعاوى يعني السلطة المطلقة في عقد اتفاق بشأنها ؟
ان مجرد اثارة هذه الأسئلة يبين عدم الدقة الذي يتم به القيام بعملية التكليف بالأعمال ..

ان الشخص الذي يقوم بتنفيذ عمل قد وصف بهذه الطريقة سوف يضطر إلى العمل عن طريق الإستماع ، وفي الواقع ان معظم المديرين يعملون بهذه الطريقة .
ويعتبر التداخل في اختصاصات العمل ، بالنسبة لاثنين أو أكثر من المرؤوسين ، مشكلة صعبة عامة أخرى ،فما دامت التفويضات تقرر بعبارات عامة فلابد أن تبرز هذه الصعوبة .

فمثلاً في حالة التفاوض في عقود البيع أو الدعاوى ضد البائعين سو تتدخل الادارة القانونية ، وستتدخل إدارتا المبيعات والمشتريات أيضاً ، كذلك فإنه من الصعب ان يكون واضحاً المدى الذي تقف عنده وظيفة أحد المديرين لتبدأ عنده وظيفة مدير آخر ، وفي الواقع يجب على المديرين ان يتعلموا العيش مع هذه الأوضاع غير المحددة ، وان يفسروا معانيها في ضوء الحقائق التي يتضمنها أي موقف معين .