هذه النصيحة قد تبدو للكثيرين قديمة وفي الحقيقة أن أمي هي من نصحتني بها عندما كنت في المدرسة الثانوية (هي الآن لا تذكر ذلك لكنني أذكره جيداً). من خلال خبرة وحكمة السنين، خلصت أمي إلى أنني يجب عليّ أن أنتظر حتى اللقاء الثامن قبل أن أستقر مع صديقي حتى أتأكد من أنه يستحقني أو حتى أتيقن من أنني أميل إليه وأن ما أشعر به ليس مشاعر لطيفة أحسست بها في أمسية رومانسية. قد توافقني الرأي أو لا لكنني أرى أن دور المرأة في العلاقات العاطفية يشتمل على مهمة أساسية وهي كبح جماح العلاقة والتمهل حتى تنضج وتنمو قبل الانتقال إلى مستوى أعمق وأكثر حميمية مع الطرف الآخر. وقد أشارت الكثير من الدراسات إلى أن أغلب الرجال لا يمانعون في الزواج من أي امرأة أياً كانت لو توفرت لهم الظروف المناسبة. أريد هنا التأكيد على أنني أنصح بالانتظار والتمهل، لا كوسيلة للدلال على الطرف الآخر أو بدافع الخجل منه، وإنما كي تستطيع أن تقيم علاقتك به وأن تتأكد من أن لديه الصفات العشر التي تحتاجها في شريكك/ شريكتك وأيضاً حتى تنمو بينكما علاقة تتسم بالحميمية والحب.


إن العلاقات الحميمية لا تحدث شكل سريع مباغت، وفي عالم يبحث فيه الجميع عن المتعة الفورية يكون من الشاعرية أن ينتظر الفرد حتى تنمو علاقة وثيقة تجمعه بنصفه الآخر. إن هذه الفترة سوف تزيد من الرغبة لدى كلا الطرفين وبالتالي تزيد من المتعة التي يحصلان عليها بعد ذلك. فتصبح علاقتهما أكثر إشباعاً وإثارة. فلا تحرم نفسك وشريكتك من المزايا التي ستحصلان عليها بعد تنفيذ هذه النصيحة. إن التسرع في الزواج يؤدي إلى الكثير من العواقب الوخيمة. فقد تكون شريكتك غير مستعدة للتواصل الجسدي معك. قد تعرض نفسك للكثير من الأذى العاطفي حين تعلم أنك تحبها وتريدها وهي لا تحبك. وقد يكون ما تشعر به من أن شريكتك تحبك وتريدك مجرد خيالات لا أساس لها من الصحة. لذا فقبل أن تنخرط في علاقة زوجية مع طرف آخر لابد أن تتأكد من أنه قد أصبح لك وحدك وأنه لا يفعل ذلك مع كل من يواعده.


إن هذا من شأنه أن يحفظ لك كرامتك وماء وجهك. فإذا ما طبقت هذه القاعدة فسوف تتخلص من الذين يريدون فقط متعة لحظية ونشوة عابرة. ليس هناك عيب في البحث عن المتعة لكن إذا كان هدفك الاستقرار وتأسيس علاقة عاطفية مشبعة وقوية فينبغي عليك أن تتجاوز هؤلاء الذين يبحثون عن المتعة فقط. وإذا لم تطمئن إلى أن الطرف الآخر لديه النية الخالصة في إقامة علاقة مستقرة وأن يخلص لك فلا تتزوجه أبداً. ففي الحقيقة هناك العديد من المشكلات والأمور التي تطرأ في المواعدة وتحتاج إلى تفكير وحسم، لذا لا تضف إليها زواجاً فهذا كثير جداً. إن الرجل تحديداً حينما تتساهل معه سيدة يفكر في أنها تفعل ذلك مع الجميع ولا يستطيع التخلص من هذه الفكرة مطلقاً. قد تكونين قد انتظرت طويلاً حتى يظهر فارس أحلامك فلما تعرفت عليه انهارت مقاومتك للانتظار وكان ما حدث، لكن شريكك لن يصدق أن ما فعلته كان استثناء له هو وحده.


بعض السيدات يقلقن من قلة صبر الرجال وأنهم قد يتركونهن إذا ما أجلن موضوع الزواج في البدايات. فهن يعتقدن أن الزواج سيجعل الرجل مستمتعاً بالعلاقة مما سيخلق رباطاً وثيقاً بينهما. هذه الفكرة خاطئة جداً، فإذا حدث وتركك الرجل؛ لأنك لم تطرحي موضوع الزواج قبل اللقاء الثامن لكما فإنه لم يكن ليقيم علاقة مستقرة معك بأي حال.