إذا كان أحدهم من الإرهاق بمكان بحيث لا يقدر على الابتسام لك، فابتسم أنت له" المصدر غير معلوم. أظهرت الأبحاث أن لدينا 90ثانية لترك انطباع أول محبب. ذلك الوقت غير كاف لتقرير ما إذا كانت تلك العلاقة ستنمو وتزدهر أو أنها ستذوي وتموت. ولأن هناك الكثير على المحك، فإنك نحتاج أن تستغل اللحظة وتسرع من عجلة الانسجام، لأنه توجد حقيقة أخرى هي: الانطباعات الأولى نادرًا ما تتغير. لذا تذكر، عند تقييمك للآخرين فإنهم يفعلون المثل بالنسبة لك، فيحكمون على شخصيتك، وطباعك، وجاذبيتك، وأسلوبك، ومصداقيتك، ومدى مناسبتك لأن تكون صديقًا أو شريكًا، والكثير غير ذلك؛ لذا قابل الناس، وحيهم، واسعد معهم ! إذا كان الانطباع الأول جيدًا، فإنه يكون أداة قوية لحفر علاقات مستقبلية مع الآخرين، وكسب ثقتهم واحترامهم. نحن نحب من يشبهوننا أكثر ونثق بهم، لذا فالعثور على اهتمامات مشتركة يساعدنا علي زرع الثقة التي نريد الآخرين أن يمنحونا إياها. أما المحتوى الذي نعمل على إيصاله وكيفيه إيصاله، سواء اللفظي وغير اللفظي، فهي عوامل قوية لإثراء التربة التي تقوم عليها الصلات الجيدة.


تقوم أسس الانسجام علي تبادل إشارات تواصل أساسية. والإشارات الأربع الأكثر أساسية يطلق عليها "قابل الأربعة وحيهم". علي الرغم من بساطتها، فإن هذه الإشارات محورية في المناورة خلال المناسبات الاجتماعية ومناسبات الأعمال. تجاهل الإشارات الجسدية الأساسية مثل الابتسام والمصافحة بالأيدي ربما يجعل الآخرين يتساءلون حولك أولاً يثقون بك.


1. الابتسامة
"الابتسامة ضوء في نافذة وجهك يخبر الآخرين أن قلبك بالمنزل" جوديث بيرن. لغتها عالمية. الابتسامة هي نقطة الاتصال في العلاقة، إنسانية كانت أو مهنية. هي علامة. الاهتمام والعناية والرعاية. إنها تضيء الوجه وتلطف الجو. الابتسامة تحلق بك لأعلى والتهجم يهوي بك لأسفل. الابتسامة هي ما يقيم الصلة أو يقطعها؛ وغيابها يجعل الآخرين يقلقون أو يتساءلون عما تخفيه خلف التجهم. في العمل، الابتسامة من أساسيات الخدمة. إنها تتحدث بصوت أعلى وترسل رسالة قوية تؤكد على تركيز صاحبها على احتياجات الآخرين. الوجه البشوش يمنح راحة فورية، كأنما ينقذ الروح استجابة لاستغاثة s.o.s.؛ هو منارة للمساعدة والدعم. الابتسامة توضح الرغبة في التواصل وترسل إشارة تحث الآخرين على مد أيديهم بدورهم. حتى "الابتسامة غير المرئية" يمكنها السفر عبر كابل الألياف البصرية، فترسل النوايا الطيبة وتقيم صلة قوية. الابتسامة لا تكلف شيئًا، لكنها قد تعود بأرباح ضخمة.


لا ابتسامة، لا وظيفة
أفاد مقال مكتوب بصحيفة واشنطن بوست بأن عملاء التذاكر في شركة أمتراك فقد وظيفته لأنه "لم يبتسم بما يكفي". اعترف الموظف بأنه لم يستطع التظاهر بالفرح في الوقت الذي لم يكن فيه كذلك، لذا فقد اختار عدم الابتسام. فقدانه وظيفته ربما لم يحسن من قدرته على الابتسام، جاعلًا إياها أصعب عقب فصله ومعاناته البطالة! الشفتان المذمومتان، والابتسامة المرتعشة، وأنصاف الابتسامات كلها إشارات على عدم الارتياح أو عدم الإخلاص؛ لذا فلتتقدم وتشع ابتسامة عريضة وحقيقية!


موهبة الابتسامة
هوب برايس، عضوة قديمة في مجموعتنا، كانت تشتهر بابتسامتها المشرقة التي كانت ترمي بأشعتها على الجميع. دائما ما كانت تترك لدي الناس شعورًا جيداً بكلماتها الطيبة. أحبها الجميع وأحبتهم بالمثل. ولكننا لم نعلم السر حتى كان يوم تشييع جنازتها حين شاركتنا ابنتاها المزيد عن الابتسامة التي كانت العلامة المميزة لوالدتهما. عندما كانت شابة، اعتقدت هوب أن الجميع دونها لديهم مواهب خاصة. كانت محبطة، إذ لم تستطع الوقوف على أية مهارة خاصة بها، فسألت صديقة مقربة منها عما تظن أن بمقدور هوب فعله. ماذا يا هوب؟ أنت تملكين ابتسامة رائعة! إن ابتسامتك موهبة بالنسبة للكثيرين.


موهبة؟ نعم! ماذا تفعل الابتسامة؟ تجعلك تشعر بشعور جيد! تمامًا هذا ما تفعله ابتسامتك بالنسبة للآخرين. إنها تجعلهم يشعرون بالترحاب. لم تعتبر هوب من قبل الابتسامة موهبة، ولكن تحية الناس بابتسامة واسعة وكلمات طيبة كان سهلا وطبيعيًا بالنسبة لها. اعتبارًا من ذلك اليوم، كانت على دراية تامة بموهبتها البسيطة والقيمة، وأشعت ابتسامات حقيقية في كل مكان. لم تستخدم أبدًا ابتسامة "مستعارة". كانت تبتسم دائمًا بصدق وتواصل واهتمام. حيثما ذهبت، كانت تضيء العالم من حولها. ما الذي تفعله الابتسامة؟ إنها تصلنا ببعض. هوب تواصلت إيجابيًا في كل مكان ذهبت إليه. ابتسامتها فتحت الأبواب، وأرشدت إلى فرص جديدة، وأسست الصداقات والنية الطيبة. كانت موهبة هوب في وجهها كانت لا تقدر بثمن!– المؤلفة.

استخدمها في المصافحة!

في الثقافة الأمريكية، تعتبر المصافحة بالأيدي أولى نقاط التواصل الجسدية، وطريقة المصافحة تخبر الكثير عن المرء. إذا كانت المصافحة بالأيدي حميمية، فهي تدل على الدفء والمودة والثقة؛ أما إن كانت المصافحة بالأيدي تضغط على العظام، فغالباً ما ينظر لها علي أنها استعراض للقوة. كن البادئ بمد اليد. عندما تمد يدك اليمنى، احرص على التواصل البصري وابتسم ، وعرف نفسك أو قل "أهلا" بحماس (هز يدك ثلاث مرات بحزم، ثم أرخ قبضتك. النبضات الجيدة. التي تصدرها المصافحة هي جزء من الرابطة التي تكونها بإظهار اهتمامك للآخرين. نقطة تحذير: تجنب المصافحة إن لم تكن يدك نظيفة وجافة، مثلا لو كنت في خضم التهام أجنحة الدجاج المشوية أو كنت تتعامل مع قدر الشوكولا السائلة ( الفوندو) وكانت أصابعك تصلح للعق. اعتذر ببساطة للأسباب الواضعة؛ ومن الأرجح أنهم سيقدرون عدم اضطرارهم إلى "المصافحة والابتسام" حينها!