تشير منظمة العمل الدولية الى ان الحوادث والامراض المهنية المرتبطة بالعمل تكلف الاقتصاد العالمي حوالي (4%) سنوياً من اجمالي الناتج المحلي العالمي، وبما يساوي (1.250.000) مليون دولار امريكي، كما وتشير التقارير الصادرة عن المنظمة الى ان (160) مليون شخص تقريباً في العالم يعانون امراضاً مرتبطة بالعمل، وان حوادث العمل المميتة منها وغير المميتة تبلغ (270) مليون حادث سنوياً، وتزداد معدلات الوفيات الى اربعة اضعاف هذه المعدلات في بعض انحاء الدول النامية.

ومما لا شك فيه ان التكاليف المباشرة المترتبة على أوساط الاعمال مرتفعة جداً، ففي الاتحاد الاوروبي مثلاً، تسجل سنوياً خسارة (150) مليون يوم عمل بسبب حوادث العمل، وتبلغ تكاليف الضمان التي تتكبدها المؤسسات (20) مليار يورو، وتنفق المؤسسات الامريكية (170.9) مليار دولار امريكي سنوياً على تكاليف مرتبطة بالاصابات والامراض المهنية.

وفي المملكة المتحدة تشير البيانات، الى ضياع نحو (40) مليون يوم عمل بسبب سوء الصحة والاصابات المهنية في الفترة من (2001-2002)، وتثير الوفيات الناتجة عن الاصابات والامراض المهنية مشاكل معقدة، إذ يُعتقد ان حوالي (6000) عامل يلقون حتفهم كل عام في بريطانيا لاصاباتهم بمرض السرطان الناجم عن تعرضهم لمواد مضرة.

وفي اليابان لا يزال حوالي (550.000) عامل يعقون ضحية الحوادث كل عام، وتستأثر الاصابات التي تتسبب بالتغيب عن العمل لمدة اربعة ايام او اكثر بما قدره (130.000) من هذه الحوادث، وفيما يتعلق بالحوادث المميتة فقد تراوح عددها في عام (2001) ما بين (1700-1800) حادث، ويقع ما يزيد على (90%) من الحوادث المهنية في المنشآت الصغيرة والمتوسطة، التي يقل عدد العاملين فيها عن (300) عامل. وهنا في الاردن بلغ عدد اصابات العمل التي تم التعامل معها من خلال المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي خلال عام 2004 (13842) اصابة، كان من بينها (52) حالة وفاة.

هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن الامراض المهنية وكما تشير التقارير، الى ان اكثر الامراض فتكاً في مكان العمل هو السرطان، وتشير التقديرات الى انه سبب (32%) من الوفيات المرتبطة بالعمل لاسباب عديدة كالكيماويات والعمليات المسرطنة والاشعاعات، والغبار المسرطن، وثاني اكسيد السيكليون، وعوادم الديزل والتدخين في مكان العمل.

وان امراض الدورة الدموية شكلت (23%) من هذه الوفيات نتيجة ارتفاع عدد ساعات العمل، والضوط والاجهاد والكيماويات والتدخين.

وان الحوادث المهنية شكلت (19%) نتيجة نقص وسائل الصحة والسلامة وضعف التوعية والسياسات الحكومية ونقص التدريب والدراسات.