سواء أكنت تبحث عن وظيفة مؤقتة في بلد أجنبي لبضعة شهور، أو تم نقلك إلى الخارج بموجب عملك الحالي، فلا بد أن مهمة الرحيل صعبة عليك. وإذا كنت ممن يصابون بقلق شديد حين يجدون أنفسهم على أعتاب تغيير كبير، فإنك لن تدرك التفاصيل المتعلقة بالمكان الذي ستذهب إليه، وطبيعة الأمور التي ستفعلها فيه، إلا في وقت متأخر. لذلك، إليك بعض النصائح التي ستساعدك على التكيف مع المجتمع الجديد حين تصله، وستخلصك تدريجيا من الحنين المفرط إلى الوطن، وستوفر لك شبكة علاقات قوية، في الفترة التي ستمضيها خارج البلاد:
قل نعم: القاعدة الأولى لتكيف نفسك مع العيش في بلد جديد بسيطة: أن تقول نعم دائما، حين يقترح عليك الآخرون نشاطا معينا، كتسلق الجبال، أو الذهاب إلى أحد المطاعم بعد العمل، أو لحضور مهرجان للأفلام. وبالرغم من أنك قد لا تحبذ مزاولة أي من هذه الأنشطة، إلا أن خروجك من منزلك ورسم الابتسامة على وجهك، سيخرجك من قوقعة العزلة. وربما يمكنك من عقد صداقات جديدة أيضا.
صادق أحد المسؤولين في فرع مصرفك المحلي: خلال الأسبوع الأول من إقامتك، اجعل من بين أولوياتك البحث عن الفرع المحلي لمصرفك. ثم قدم نفسك وحاول الحصول على بطاقة العمل الخاصة بمدير المصرف أو مدير خدمة العملاء. وإذا صادفتك أي متاعب فيما يخص بطاقتك الائتمانية، فلابد أن امتلاكك لمعرفة شخصية في بنك محلي سيفيدك جدا حينذاك.
صادق الجيران: على غرار النقطة السابقة، فإن عقد صداقات في الحي الذي تسكنه، سواء مع الجيران أو باعة المتاجر في محيطك الجديد، سيكون خير عون لك طوال فترة إقامتك هناك؛ فهؤلاء الأشخاص سيقدمون لك معلومات ونصائح ثمينة، في حال كنت تدفع نقودا كثيرة مقابل سلع معينة أو نحو ذلك. كما أنهم لن يبخلوا عليك بمد يد العون إذا واجهتك المتاعب.
انضم إلى حصص تعليمية أو خدمات تطوعية: من أصعب اللحظات التي تمر على الإنسان عند انتقاله للعيش في الخارج، أنه سيشعر خلال الشهر الأول بالوحشة. وعلاوة على وجوب التأقلم مع محيطك الغريب واعتياد نمط حياة جديد، يتوجب عليك أيضا أن تسعى إلى إقامة صداقات عدة وبناء حياة اجتماعية طبيعية. ومن ناحية ثانية، إن محاولة التعرف إلى المعايير الاجتماعية للبلد الذي تقيم فيه عبر التلفاز مثلا، سيعينك قطعا. لكن المواقف الاجتماعية التي ستتعرض لها على أرض الواقع ستثير فيك هاجسا مستمرا مثل: "هل أنا على صواب؟"، لاسيما إن كنت تنتقل إلى بلد ذي معايير مختلفة تماما. وللتخلص من هذا الشعور، يكون التسجيل في حصص تدريب بدني أسبوعية وسيلة رائعة للتعرف إلى أصدقاء جدد، وللتمرن على مفردات اللغة الجديدة عليك، في حال كان أهل البلد يتحدثون لغة مختلفة عن لغتك. وحتى إن لم يحدث ذلك، فلابد أن قضاء ساعة من الأسبوع في مزاولة هذا النشاط بمثابة استراحة من الضغوطات. كما أن المشاركة في الخدمات الاجتماعية سيتيح لك فرصة التعرف إلى عادات المجتمع والتأقلم معها.
تواصل مع سفارة بلدك: لا شك بأن التواصل المباشر مع سفارتك مهم لأغراض سلامتك، لكن لا تغفل عن أهمية متابعتها على مواقع التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك. فهذا لن يفيدك في مواكبة كل المستجدات والأخبار المتعلقة بوزارة الخارجية في بلدك فقط، وإنما قد يتيح لك أيضا، فرصة المشاركة في الفعاليات التي تقام لجاليتك في السفارة بين الفينة والأخرى.
تردد على دور السينما: إن الذهاب إلى دار السينما لمشاهدة الأفلام، عقب انتقالك إلى بلد جديد، يساعدك في الاسترخاء والتخلص من مشاعر التوتر. كما يتيح لك الخروج من المنزل واكتشاف الثقافة المحلية.
ابتعد عن مواقع التواصل الاجتماعي لفترة من الزمن: في حين أن استخدام فيسبوك وإنستاغرام يعد وسيلة رائعة للتواصل مع أصدقاء جدد، إلا أن تركيز جهودك في الأسابيع القليلة الأولى على متابعة الأشخاص والأماكن التي تركتها خلفك، سيشعرك بالحنين المفرط إلى الوطن. لذلك اكتف في البداية باستخدام البريد الإلكتروني لمراسلة الأهل والأصدقاء وطمأنتهم عن أحوالك، وحاول أن يكون استخدامك له في حدوده الدنيا. واعلم أن من أفضل مزايا العيش في الخارج، متعة الاستقلالية التي ستكتشفها في داخلك، فلا تضح بها في سبيل القليل من التواصل.