أكد الدكتور فهد التخيفي وكيل وزارة العمل أن الوزارة تسعى بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية إلى أن تحقق المملكة سبق الريادة في تطبيق مفهوم العمل عن بعد على المستوى الخليجي والعربي.

وأضاف التخيفي في حديثه أمام ندوة "العمل عن بعد عالميا" أن هناك حاجة ملحة إلى استحداث قنوات جديدة ومبتكرة ومطبقة عالميا في سوق العمل السعودي، ليتمكن من استيعاب الأعداد الكبيرة من الباحثين عن عمل مناسب لمؤهلاتهم وخبراتهم، وهو ما جعل الوزارة تشجع المبادرة الخاصة بتطبيق العمل عن بعد، وخصوصا بعدما أصبح هذا المفهوم أحد وسائل العمل المنتج في أمريكا وأوروبا واليابان والهند والعديد من دول العالم، وخاصة في ظل التطور الكبير في البنى التحتية لتقنيات الاتصالات والمعلومات.

وأضاف الدكتور التخيفي أن منظومة العمل في المملكة ستشهد نقلة نوعية حقيقية مع تطبيق مفهوم العمل عن بعد، هذا المفهوم الذي سيتيح آفاقا أوسع وأكثر رحابة للمرأة السعودية لتحقق طموحاتها العملية والمهنية من خلال توفير بيئة عمل مثالية تجعل المرأة تقدم ما لديها من مؤهلات علمية وخبرات عملية من خلال العمل من المنزل في منظومة متكاملة تضمن العمل الجاد سواء كان دواما كاملا أو جزئيا بكل كفاءة وإنتاجية، مضيفا أن العمل عن بعد سيكون حلا مثاليا أيضا ويوفر مناخا مناسبا للعمل أمام ذوي الاحتياجات الخاصة، وأيضا يوفر فرص عمل حقيقية للعديد من الفئات ولقطاع كبير من الشباب المؤهل في المناطق النائية والبعيدة عن المدن الرئيسية.

كما أشار الدكتور التخيفي إلى الدعم الذي تقدمه الدولة لمبادرة العمل عن بعد وقيام العديد من الجهات بتبني الإجراءات والتقنيات التي تدفع هذه المبادرة قدم في اتجاه تحقيق أهدافها في توفير فرص عمل أفضل وأكثر للمرأة السعودية في العديد من المجالات وأيضا لذي الاحتياجات الخاصة وللشباب السعودي بشكل عام.

وأكد الدكتور التخيفي أن العمل عن بعد سيكون رافدا أساسيا من روافد سوق العمل السعودي وقناة هامة من قنوات تحقيق الهدف الاستراتيجي للحد من البطالة، وتحسين مناخ العمل، وتوطين الوظائف.

وأكد الدكتور التخيفي في ختام حديثه أمام الندوة أن الوزارة حريصة تماما على ألاّ يكون العمل عن بعد رافدا من روافد السعودة الوهمية، وأنها وضعت من الضوابط والوسائل الرقابية ما يجعل هذا التطبيق محفزا لزيادة الإنتاجية، وتحقيق وفورات ومزايا وفوائد حقيقة للمجتمع وصاحب العمل والعامل.

جاء ذلك في حديث الدكتور فهد التخيفي وكيل وزارة العمل أمام ندوة "العمل عن بعد عالمياً 2014" التي شهدتها الرياض يوم الأربعاء الماضي وأقيمت في فندق الفورسيزونز ببرج المملكة. ركزت الندوة على تسليط الضوء على التجارب والنماذج العالمية في مجال "العمل عن بعد"، وهو المفهوم الذي أحدث تغييرا جذريا في النظرة لمناخ العمل وعدم ضرورة التواجد في المكاتب. كما تناولت الندوة كيفية تطويع وتطوير هذه التجربة للتطبيق محليا، والأفق الواعدة لتحقيق أهداف استراتيجية هامة في سوق العمل السعودي من خلال هذه المبادرة.

وبدأت الندوة بحديث للمهندس سعود الطوالة الرئيس التنفيذي لمجموعة توشير السعودية، والرئيس التنفيذي لشركة العمل عن بعد Telework والتي تمتلك توشير حصة فيها، رحب فيها بالضحور المميز والذي كشف عن اهتمام حقيقي بكل مبادرة خلاقة، تعمل على تحقيق هدف وطني استراتيجي غاية في الأهمية، وركز المهندس الطوالة في حديثه على تجربة العمل عن بعد كنموذج ناجح عالمياً وله إسهامات في خلق فرص وظيفية كثيرة للمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة مما يساهم في توطين الوظائف وتخفيف الازدحام المروري، وهو في المقابل أقل كلفة لصاحب العمل ويوفر مساحات شاسعة لمقرات العمل ويمنح الموظفين فرصة الإبداع دون التقيد بأجواء المكاتب المزدحمة، وأشار المهندس الطوالة إلى أن هناك العديد من الشركات الأمريكية وصل عدد الموظفين لديها عن بعد لأكثر من ثمانية عشر ألف موظف، وبالإمكان تنفيذ نفس التجربة في السعودية كون المرأة السعودية وذوي الاحتياجات الخاصة أكثر حاجة لمثل هذه الوظائف نتيجة كثير من الصعوبات التي تواجههم.

ثم عقب ذلك شهد الحضور عرضا قدمه المهندس منصور العبيد عضور مجلس إدارة مجموعة توشير السعودية استعرض فيه بالتفصيل والإحصائيات والأرقام مدى جاهزية البنية التحتية للاتصالات والمعلومات في المملكة لاستقبال وتطبيق مفهوم العمل عن بعد.

ثم قدم جريج شول مدير عام شركة أوفسكيب الأمريكية عرضا موسعا على الحضور تناول فيه مميزات العمل عن بعد لكل أطراف علاقة العمل وللمجتمع ككل، وأثره الإيجابي على الاقتصاد الكلي للدولة. استعرض شول في عرضه التجارب المميزة للعمل عن بعد في الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من نماذج النجاح التي دفعت هذا المفهوم ليكون أحد أهم قنوات العمل سواء كدوام كامل أو جزئي أو للخبراء الذي يقطنون بعيدا عن أماكن العمل أو الذين يعملون كخبراء للعديد من الجهات في ذات الوقت، وأيضا حلا مثاليا للشركات التي لديها مشروعات لمدد محدودة من الوقت وتسعى لاستقطاب أفضل العناصر البشرية للعمل معها في تلك المشروعات.

كما أجرت الندوة اتصالا عبر الفيديو كونفرنس مع عدد من كبار المهتمين بالعمل عن بعد في الولايات المتحدة الأمريكية من بينهم فيلكس بوت مؤسس ورئيس شركة أوفيسكيب كبرى الشركات الأمريكية وأشهرها في العمل عن بعد، والذي تحدث عن تاريخ العمل عن بعد وتطوره عبر السنوات الأخيرة، وقصصص النجاح من خلال عملاء الشركة في الحكومة الأمريكية والعديد من كبريات الشركات الأمريكية.

يذكر أن شركة أوفسكيب هي الشركة التي عقدت اتفاق شراكة مع شركة العمل عن بعد السعودية لإنشاء منصات عمل محلية للعمل عن بعد تقوم بربط الشركات السعودية بالعاملين عن بعد، وذلك من خلال التجهيزات التي تقدمها شركة العمل عن بعد السعودية للاتصالات وتقنية المعلومات.

تلى ذلك اتصال عبر الفيديو كونفرنس أيضا مع ميكاكروس، مديرة برنامج العمل عن بعد بوزارة الزراعة الأمريكية التي قامت باستعراض الطرق المثالية لكيفية تطوير سياسات العمل عن بعد، بداء من الفكرة وتحديد الأهداف العامة للمنشأة، وتناولت كيف يمكن للعمل عن بعد أن يساهم مساهمة كبيرة في تحقيق هذه الأهداف، وتناول كروس بعد ذلك تجربتها مع برنامج العمل عن بعد في وزارة الزراعة الأمريكية وقصة النجاح الكبيرة التي تحققت من جراء تطبيق العمل عن بعد هناك.

الجدير بالذكر أن وزارة العمل قد أطلقت مبادرة العمل عن بعد بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" في إطار السعي المتواصل لخلق فرص وظيفية للسعوديين والسعوديات تناسب ظروفهم من خلال العمل من المنزل، وجلب التقنيات العالمية التي تعمل على توفير مناخ مثالي للمرأة السعودية تمكنها من أداء عملها من دون الحاجة إلى الوجود في مقر العمل، وفي هذا الصدد تقوم شركة "تكامل القابضة" التابعة لصندوق تنمية الموارد البشرية باختيار وتأهيل مزودي خدمة "العمل عن بعد" وتوفير الدعم اللوجستي وأدوات الربط مع قاعدة بيانات "حافز" وذلك بهدف ضمان تحقيق الفاعلية والنجاح لمبادرة العمل عن بعد، بالإضافة إلى الترخيص لمزودي الخدمة المؤهلين تقنيا لتقديم الخدمة في سوق العمل السعودي.