مدير «الموارد البشرية» السعودي: تأنيث المحلات لم يتسبب في خسائر مالية للشركات

انتقد إبراهيم المعيقل المدير العام لصندوق الموارد البشرية المستثمرين الذين أشاروا إلى تعرضهم إلى خسائر مالية بسبب دعم الصندوق توظيف النساء في محلات بيع المستلزمات النسائية، لافتا إلى أن الفتيات اللاتي جرى توظيفهن، تلقين برامج تدريبية متخصصة ساعدتهم في تحقيق أرباح للمنشآت التي يعملن فيها.

وقال المعيقل، أمس، خلال مؤتمر صحافي على هامش منتدى جدة الاقتصادي، إن المستثمرين الذين أرجعوا خسائرهم إلى توظيف السعوديات لم يتذكروا أنهم قاموا بتوظيف العمالة الرجالية غير المدربة، وليس لديها القدرة على فهم طبيعة وثقافة المجتمع السعودي، لافتا إلى الإشكاليات التي كان يسببها تشغيل العمالة الرجالية في المحلات الخاصة بمستلزمات النساء وذلك حسبما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط

وانتقد اتهام القطاع الخاص لمراكز ومعاهد التدريب، على قصورها في تدريب الموظفين، مبينا أن من يبحث عن سبب القصور «فلينظر في نفسه»، مشيرا إلى أن هذا الدور في الأصل هو مهمة المنشأة نفسها، فهي المسؤولة عن تدريب موظفيها، ويكفي إلقاء اللوم والبحث عن أسباب قصور أداء الموظفين وجودة تدريبهم.

وشدد المعيقل على ضرورة فتح المنشآت أبوابها لتدريب موظفيها ومنحهم فرصة فهم طبيعة عمل منشآتهم، مؤكدا أن معاهد ومراكز التدريب مهما قدمت من برامج ودورات فلن تكون مفيدة للموظف بقدر تدريب المنشأة نفسها لموظفيها.

وأضاف أن المنشآت في السعودية تطلب للتوظيف ملاكا، وليس موظفا، بحسب تعبيره، مشيرا إلى ضرورة أن يتقن الموظفين جميع المهارات كالإلمام بالحاسب الآلي واللغة الإنجليزية وغيرهما من المهارات التي تتطلبها بعض الوظائف.

وأضاف خلال المناقشات التي سبقت المؤتمر الصحافي في جلسة «تطوير المهارات التأسيسية والمحافظة عليها» أنهم يتشددون في هذه المتطلبات بحكم أنه سعودي، وعندما لا تتوفر لديه هذه المتطلبات فهو سيئ وغير مقبول للعمل, موضحا أنهم عندما لا يجدون موظفا سعوديا يتقن جميع المهارات يطالبون بمنح التأشيرات لاستقدام العمالة الأجنبية.

وأضاف: «يجب أن تتحطم هذه القاعدة وتتيح المنشآت للمواطنين الالتحاق، ومن ثم تدريبهم على رأس العمل؛ فلا يوجد موظف جاهز، بل موظف مستعد للتدريب» (بحسب قوله)، مبينا أنه لا يوجد أفضل من تأهيلهم على رأس العمل، حيث يصبح قادرا على التدريب بشكل سريع، والمنشآت لديها القدرة على القيام بذلك.

وأكد المعيقل أن صندوق الموارد البشرية مستعد لمساعدة المنشآت بتأهيل موظفيها ونقل الخبرات لهم, لافتا إلى أن الصندوق أُنشئ من أجل تقديم الخدمات وفق الإمكانيات الكبيرة الفنية والمهنية التي يمتلكها، إضافة إلى خبرته في هذا المجال، التي تنمو من عام إلى عام. وأشار إلى أن الشباب السعودي قادر على الإبداع متى ما أتيحت له الفرصة، وأكبر دليل على نجاحهم استخدامهم للـ«يوتيوب» و«تويتر» من غير تدريب، حيث شاهدنا نماذج مشرفة منهم استغلوا هذه الوسائل في أعمالهم الخاصة.

وكشف المعيقل عن إطلاق مبادرة جديدة تستمر لسنوات تقوم على أساس الوصول للطلاب في مقاعد الدراسة، موضحا أنه سيجري البدء في هذا البرنامج من المرحلة الثانوية كمرحلة أولى، لافتا إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى إكساب الطلاب مهارات في وقت مبكر، من خلال أخذ مقررات تنمي مهاراتهم العملية تأهل الطلاب. وتوقع ارتفاع معدلات قبول الخريجين المؤهلين، حيث يبحث سوق العمل عن مهارات وظيفية سيتمكن الطلاب من الحصول عليها، لافتا إلى أن الشباب سيستطيعون من خلال البرنامج اختيار خط حياتهم العملي والمستقبلي.