يعتقد العديد من الناس أن الخوف من التغيير أمر غير منطقي ويمثل حالة مرضية بشكل أو بآخر، لكن هناك ما هو منطقي في هذا الشعور؛ فالتغيير في مجال الأعمال مثلا، ليس من الأمور الإيجابية غالبا. ولهذا السبب تقول مجلة "فوربس" في تقريرها أن الكثيرون يعتقدون بأنه لا بد من التفكير في طبيعة الخيارات الآمنة بهذا المجال. ومن الأمثلة على ذلك: تم تأسيس شركة صغيرة ببعض آلاف الدولارات مع نظام حسابات بسيط. وبعد 7 سنوات اشترت مؤسسة أخرى هذه الشركة بملايين الدولارات. وعلى الرغم من تطور حجم الأعمال بشكل سريع وتوافر الميزانية المناسبة والبدائل الجيدة، إلا أن نظام الحسابات القديم لم يتم استبداله بسبب الخوف من التغيير فقط؛ فقد كانت فكرة الرعب من الفشل وخسارة النجاحات المتحققة في الشركة هي المسؤولة عن عدم تغيير النظام. وبمعنى آخر، تدور المخاوف المتعلقة بهذا الموقف حول أمرين: أن يصبح النظام قديما وغير فعال، أو أن يتم استخدام نظام جديد لم يتم تحميله على الإنترنت حتى تاريخ استخدامه.

كما ذكرت "فوربس" أن التغيير يمر عبر 4 مراحل:

1- الترقب: هي المرحلة الأكثر إثارة؛ إذ تترقب خلالها النتائج الجيدة وتعمل على ابتكار خطط تحويلية معينة.

2- التراجع: ويكون عندما تسير الأمور على نحو خاطئ قبل أن تتحسن.

3- التقدم المفاجئ: تأتي هذه المرحلة لتشعر فيها بأنه يمكنك تجاوز المراحل السيئة المتمثلة بـ"التراجع".

4- الإرساء: أما هذه المرحلة فتكون عندما تتحول منافع التغيير إلى عمل منجز.
ومن المعروف أن الشعور بالخوف سيلازمك عندما تمر بمرحلة التراجع، لهذا عليك الاستعداد لهذه المرحلة جيدا كي لا تخسر عملك بسببها إلى الأبد. ومقابل ذلك يمكن لهذا الشعور أن يساعدك على التقدم أيضا. ومثال ذلك: لم يحصل أي من مندوبي مبيعات أنظمة الحسابات على أي صفقة من شركتنا، وذلك لأنهم لم يتمكنوا من معالجة خوفنا من التغيير والتراجع الحاصل لدينا. ومما زاد الأمر سوءا وأثار شكوكنا تقديمهم خصومات كبيرة على أنظمة ذات جودة عالية، لاعتقادهم أن هذه أفضل طريقة للحصول على الصفقة، بدلا من أن يعالجوا مخاوفنا أولا. وفي ما يلي 6 طرق من "فوربس"، لتتجاوز الخوف من التغيير:


1. كن متعاطفا:

ضع نفسك مكان الشخص المقابل، سواء أكان موظفا أم زميلا أم زبونا. واعترف بأن المخاطر التي ترافق التغيير حقيقية، ففي المحصلة ستكون وظيفة هذا الزميل على المحك إذا ما فشلت خطط التغيير.


2. أسس نظاما لأخذ الآراء بالإجماع:

شرط أن يبدأ من الإدارات الدنيا إلى العليا، فقد انتهى زمن الأوامر والتعليمات فقط. كما أن أسس التغيير المعمول بها اليوم، تعتمد على اتخاذ الآراء بالإجماع، بدءا من الإدارات الدنيا وانتهاء بالإدارات العليا وليس العكس.


3. فلتكن لديك خطة واضحة لتحصل على موافقة مبدئية:

تأكد أن خطتك تراعي المخاطر المحتملة التي تحيط بعملية التغيير، وأنها تحظى بدعم المعنيين جميعهم. وتأكد أيضا من أنها تحتوي على خطة طوارئ لتتبعها في حال بدا الجميع ضد خطتك. وتذكر دائما أن الأشخاص الذين يقفون في صفك في مرحلة الترقب، قد يتحولون إلى أشد منافسيك عندما تبدأ بخوض مرحلة التراجع.


4. قلل من المخاطر:

لا بد أن تختبر خططك قبل تنفيذها. لهذا، ابحث عن قسم في الشركة يمكن التحكم في متغيراته، وتكون استثماره سهلا، ويمكن قياس النتائج فيه بكل سهولة، وأعد تجربتك مرة أخرى عند الضرورة حتى تسير على الطريق الصحيح. ثم أعلن عن نجاح تجربتك كي يتساءل الجميع عن هويتك، وعن كيفية الحصول على نتائج كالتي حصلت عليها أنت. وسرعان ما ستنتشر تجربتك بشكل كبير، وتدفع الإدارة العليا للشركة على إجراء التغيير دون أي خطورة.


5. قس النتائج باستخدام البيانات المحسوسة:

إن هذه الخطوة مهمة جدا؛ فإن لم تتمكن من قياس النتائج لا تتوقع أن يهتم أي مدير بتجربتك لإجراء عملية التغيير، إذ لا بد لك أن تربط جهودك برسالة الشركة على الصعيد المالي. كما أن البيانات تساعدك على معرفة مسار تقدمك، وتساعدك على تخطي مرحلة التراجع. فإن لم تتمكن من قياس النتائج لا تجر عملية التغيير.


6. التغذية الراجعة:

تأكد من أن لديك نظاما فعالا للتغذية الراجعة، لتستخدمه في إعلان النتائج الإيجابية التي تحتاجها الشركة. وتواصل مع الجميع كي يشعروا بأنهم جزء من العملية، لاسيما خلال الفترة الصعبة التي ستمر بها أثناء عملية التغيير.