في بعض الأحيان يحصل المرء على عرض عمل سخي يقدم له دخلاً يفوق ما يحققه في عمله الحالي بكثير بل يصل إلى أكثر من الضعف، فيجد الإغراء من القوة بحيث يصعب عليه مقاومته ويسارع لقبول هذا العرض دون إعطاء نفسه فرصة كافية للتفكير، لكن وبعد مرور أسابيع أو أشهر قليلة يشعر بأن العمل الجديد لا يناسبه، وأن وضعه المهني كان أفضل بكثير من مكان عمله القديم . فما الذي يتعين عليه فعله في مثل هذه الحالة؟ بطبيعة الحال سيكون من الصعوبة بمكان أن يعاود الاتصال بمديره السابق طالباً العودة إلى العمل، فمثل هذه الخطوة محرجة دون شك، لكن خبراء الموارد البشرية يؤكدون أن هناك أكثر من طريقة وخطوة تساعد الموظف على العودة لعمه القديم . وسنعرض في ما يلي إلى أهم هذه الطرق .
1) غادر باحترام:
عندما تقرر الاستقالة من عملك سعياً وراء فرصة أفضل عليك أن تلتزم بقواعد اللياقة والتهذيب لدى مغادرتك . ويتحقق ذلك من خلال إخطار مديرك قبل وقت كاف من تركك للعمل . والالتزام بإنجاز كل المهام المعلقة . ولا تنسى أن ذلك سيساعدك أيضاً في حال رغبت في استخدام اسم مديرك كمرجع لك في الشركة الجديدة التي تقصدها . ومن المهم كذلك أن تساعد في تدريب الشخص الذي سيتولى مهام عملك بعد مغادرتك المكتب .
2) ابق على اتصال:بعد الاستقالة ومغادرة وظيفتك السابقة احرص على إبقاء قنوات اتصال مفتوحة مع مديرك السابق وبقية الزملاء في الشركة من خلال الاتصال المباشر واللقاءات، أو حتى من خلال إرسال رسالة بالبريد الالكتروني مرة كل شهر . ففي حال احتجت للعودة إلى العمل ستكون مهمتك أكثر بساطة في حال كانت لديك صلات فعلية مع العاملين في الشركة . وإن لم تحتج للعودة من جديد، فما الضير من توطيد علاقاتك في قطاع عملك .
3) قدم عملاً جيداً:يعد الالتزام بتقديم أفضل ما يمكنك من جهد لإنجاز عملك على أفضل وجه ممكن خير شفيع لك يجنبك مرارة استجداء وظيفتك السابقة . فالموظف الجيد من الأصول المهمة التي يصعب على أي شركة الاستغناء عنها، أما إن لم يبذل المرء الجهد الكافي في عمله، ولم يقدم أفضل ما لديه، فمن غير المنطقي أن يطمح في العودة إلى شركته السابقة، التي ربما شعرت بالسعادة الغامرة عندما أراحها باستقالته من عمله .
4) كن صريحاً:عندما تقرر الاستقالة من عملك يكون لديك بالطبع أسبابك التي دفعتك إلى اتخاذ هذه الخطوة . وبالتالي عليك أن تكون واضحاً وصريحاً تماماً في توضيح هذه الأسباب لمديرك لدى تقديمك الاستقالة . فهل قررت ترك العمل بسبب الراتب؟ أم هل ترغب في السفر إلى مدينة أخرى، مثل هذه الأسباب بالطبع مفهومة ومقبولة . ولن تفقدك الفرصة للعودة من جديد في حال اضطرتك الظروف لذلك .
5) هل تنوي المغادرة ثانية؟عندما تتصل بمديرك السابق طالباً العودة للعمل، فعلى الأرجح سوف يسألك عن أسباب تركك لعملك الجديد . وهل تنتوي ترك العمل مرة ثانية؟ وعليك هنا أن تكون صريحاً تماماً معه، فالوقوع في الخطأ مرة واحدة يمكن احتماله، أما تكرار الخطأ فأمر يصعب تقبله . وفي حال كان لديك مشكلة ما مع مديرك السابق، فعليك مناقشتها والحرص على إيجاد الحل المناسب لها، قبل العودة للعمل معه مجدداً .
6) ادرس خياراتك:قبل الاتصال بمديرك السابق تأكد أولاً أن خيار العودة إلى العمل في وظيفتك السابقة هو الأنسب لك ولمستقبلك المهني . فقرار الاستقالة من الأساس كان له بالطبع أسبابه، فهل زالت هذه الأسباب؟ أم أن رؤيتك لعملك تغيرت . وينصح الخبراء هنا بوضع لائحة تشمل طموحاتك ولائحة أخرى تضم ما تقدم لك وظيفتك القديمة من فرصة لتقوم بالمقارنة بين اللائحتين لتتأكد إن كان خيار العودة بالفعل هو الخيار السليم .
7) تخيل وظيفة أحلامك:من المهم أن يجلس المرء مع نفسه بعض الوقت ليتأمل طموحاته في الحياة بحيث يتسنى له رسم صورة واضحة لما يرغب في تحقيقه خلال السنوات العشر المقبلة من حياته، وبتحديد ملامح هذه الصورة سيتسنى له من دون شك اتخاذ القرارات السليمة في ما يخص مستقبله المهني .
8) وطد علاقاتك:احرص على التعرف إلى مجموعة واسعة من العاملين في مجال عملك ووطد علاقاتك ضمن القطاع، ويتحقق لك ذلك من خلال حضور الاجتماعات والمؤتمرات ذات الصلة بالوظيفة التي تحلم بها . أو الالتحاق بالمنظمات المعنية بتخصصك إذ يكفل لك ذلك توسعة شبكة معارفك، الأمر الذي من شأنه أن يختصر عليك الكثير من الجهد في سعيك لتحقيق حلمك .