تغيير معتقداتك الذاتية المقيدة
كل هذه التغيرات في أسلوب حياتك في أسلوب حياتك ستؤثر على سلوكك الخارجي. فنحن نركز وعينا بدرجة كبيرة على أي تغير في الروتين، و من المؤكد أن الآخرين أيضاً سيلاحظون هذه التغيرات. لكن السلوك الخارجي هو مجرد جزء من ذلك التغيير؛ الجزء المرئي من الجبل الجليدي، إن كنت تحب التعبير عنه على هذا النحو. أما ما يحرك دوافعنا بحق، ويؤثر على أدائنا، فإنه يكمن تحت السطح في صورة مشاعرنا، وما نؤمن به، وما نتمسك به من قيم. وبالرغم من أن هذه الأمور تعتبر مستترة أو غير مرئية، وغالباً ما تكون خارج نطاق الوعي، إلا أن لها تأثيراً عظيماً على كل شيء نقوم به و ننجزه. التعرف على معتقداتك الذاتيةإن ما نعتقده حيال أنفسنا يقبع في أعمق أعماق ذاتنا، و هو الذي يتحكم في كل سلوكياتنا. وهناك دائماً توافق بين ما نعتقده بأنفسنا و بين ما نقوم به في الحقيقة. فإذا كنت تقول لنفسك دائماً: " أنا لست بارعاً في الحساب" أو " أنا لا أجيد ألعاب الكرة التي تتطلب توافقاً عضلياً عصبياً" أو " أنا لا أستطيع التعبير عن نفسي من خلال الكتابة" ، فأنا أكاد أضمن لك بأنك ستفشل في كل من هذه المجالات. إذ يدخل المرء في كل صورة من تلك الصور في حالة من الإحباط المضر بالذات. فهذه المعتقدات تتحول بسهولة إلى واقع. كما أن الكثير من المعتقدات التي يؤمن بها المرء بشدة مثل" أنا لست محظوظاً" ، " أنا لست شخصاً مبدعاً" ، أو كما في الحالات الأشد تطرفاً" أنا فاشل" ، كل هذا و مثله يضمن الفشل في كثير من المجالات. وفي كل حالة تنشأ دوامة مؤثرة بالسلب، لكنها من ناحية ثانية ليست مؤثرة على نحو خطير؛ ربما تكون قد نشأت منذ سنوات و بلا أي أساس منطقي. وكل تفسير لكل سلوك يثبت ذلك الاعتقاد تماماً و يعزز من دوامة تحقيق الذات، كأن تقول مثلاً: " لكم يتلاءم هذا الأمر معي" ، أو إذا تصادف وقمت بالأمر على نحو جيد فإنك تقول: " لقد كانت هذه ضربة حظ" . و على العكس، فإن اعتقاداً إيجابياً واحداً مثل" أميل دوماً إلى تحقيق كل ما أصب تفكيري عليه" سيؤتي بنتائج رائعة في كل نواحي حياتك، على هيئة دوامة مشابهة من أجل تحقيق الذات. ما من شيء يحدث بالمصادفة ! وطبقاً لهذه الرؤية، فإنه ما من شيء يحدث بالمصادفة. فكل سلوك يستند إلى نظم اعتقاد و قيم، بالرغم من أننا في أغلب الحالات لا نفكر على الإطلاق في هذه الأمور من سنة إلى أخرى. لذا فحينما ينشأ التغيير في المستوى العصبي، فعادة ما يكون تأثيره مفاجئاً ومثيراً. إذ فحينما ينشأ التغيير في هذا المستوى العصبي، فعادة ما يكون تأثيره مفاجئاً ومثيراً. إذ إن لكل اعتقاد فعال قيمة عظيمة جدا. وفيما يتعلق بالإنجاز الشخصي، فإن هذا يعد بمثابة النقطة الجوهرية. حيث إن معتقدات الذات تعد بمثابة أجهزة القياس التي تسجل كل إنجاز شخصي، كما أن معرفة كيفية تغيير المعتقدات هي أساس الأداء الراقي. أول ما عليك القيام به هو تحديد معتقداتك الذاتية، وقد يقوم أصدقاؤك المقربون أو أقرباؤك ممن سيكونون صرحاء معك بتوفير بعض الوقت عليك في هذا. إننا هنا لسنا بصدد تناول عادة التفكير حيال هذه المعتقدات، والتي عادة ما تعمل في مستوى اللاوعي. ولكن إليك طريقة يمكنك من خلالها تحديد المعتقدات السلبية للذات. عد بتفكيرك إلى قليل من التجارب التي تعتبرها فاشلة، أو المواقف التي تجعلك تشعر بالاستياء عند تذكرها. على سبيل المثال، ربما استسلمت لنوبة عصبية في أثناء إحدى المقابلات الشخصية، أو خسرت صفقة ما، أو أصبت بحالة ذهول عندما بدأت تتحدث أمام الناس، أو كان مستوى أدائك على درجة أقل بكثير مما تعتقد. وبينما تفكر بشأن كل تجربة، عليك بتدوين معتقداتك حيال ذاتك، أو حيال الآخرين، أو العمل أو الحياة، والتي كان لها تأثير على أدائك.