إذا كانت مفاهيمنا صورًا لماهية الأشياء, فربما يكون المزاح إطارًا تطل منه صورنا بوضوح.
  • كيف ومتى تستخدم المزاح في العمل؟ وما الغرض الذي يخدمه؟
  • من الذي علمك درسًا مؤخرًا من خلال المزاح؟ وماذا كان هذا الدرس؟ كيف يمكن أن تفعل الأمر نفسه؟
  • ما الدور الذي يلعبه المزاح في محيط عملك؟ وفي منزلك؟ وهل يستخدم الأشخاص المزاح بطريقة بناءة أم هدامة؟

التشبيهات والاستعارات تفتح الأبواب المغلقةالمزاح في العمل
يتضمن التفكير الإبداعي رؤية الأمور بطريقة مختلفة عن ذي قبل. وفد قال أحد علماء الفيزياء لدى تسلمه جائزة نوبل:"إنني لم أتوصل مطلقًا إلى اكتشاف قيم إلا من خلال التشبيه". ونادرًا ما تأتي الأفكار الجديدة من العدم. وقد أظهر "توم بيتر" صحة هذه الفكرة بالنسبة للمؤسسات التجارية عندما قال؛ "أكبر دور للمدير التنفيذي للشركة يتمثل في إيجاد استعارة مجازية مناسبة للشركة وإطلاع العاملين بها عليها".التشبيه المفيد هو الذي يعكس كثيرا من العناصر الأساسية في موضوع معقد من خلال مقارنته بشيء ما مألوف بالنسبة لك وللآخرين. على سبيل المثال، يُنظر غالبًا للمؤسسات البيروقراطية على أنها تشبه الماكينات؛ فالمؤسسات البيروقراطية والماكينات كلتاهما مصممة بغرض القيام بأمور ما على نحوجيد دون أمورغيرها، كما أنهما يتكونان من مجموعة من الأجزاء المتداخلة التي ترتبط فيما بينها بعلاقات محددة. وفي أغلب الأحيان تفتقركل منها إلى المرونة في طريقة القيام بالأمور، فبمجرد تكوينها تسير الأمير فيها من تلقاء نفسها دون سيطرة. ولن تتسم كل المؤسسات التي ينظر إليها كمؤسسات بيروقراطية بكل هذه السمات بالقدر نفسه، ولن تتسم كل الماكينات بهذه الخصائص بالقدرنفسه، لكن هناك الكثيرمن الأمور المشتركة بين الكيانين يجعلتشبيه أحدهما بالآخر مقبولاً لدرجة كبيرة. الغرض من التشبيه هو المساعدة على وصف البيروقراطية (شكل تنظيمي مجرد) من خلال الاستعانة بأمرمألوف وملموس "الماكينات". ويقصد بالاستعارات المقارنات بين اثنين أو أكثر من الأحداث أو الأشياء غير المترابطة، ويمكن أن تسهِّل الاستعارات فهم أمرمعقد من خلال استخدام أفكار مألوفة أوواضحة التفاصيل بالنسبة للمستمع. ويستخدم مجال الخدمات المالية "الماء" كاستعارة لكثيرمن مصطلحاته المتخصصة، مثل: تجميد الأصول، والسيولة، والتدفق النقدي، وتكاليف الإغراق. وتعكس فكرة المال القذر وغسيل الأموال استعارات أخرى مرتبطة باستعارة الماء.وإذا عكس تشبيه أواستعارة ما جوهر الموضوع، أمكن التفكير في الموضوع بطرق جديدة من خلال إمعان النظرفي التشبيه أوالاستعارة. إليك بعضًا من الاستعارات التي شاع استخدامها في ثمانينيات القرن العشرين:
  • المدفع المنطلق (شخص لا يمكن توقع تصرفاته التي تكون مدمرة في أغلب الأحيان).
  • الفارس الأبيض (مستثمر ينتقد شركة من الاستحواذ).
  • قميص فضفاض (شخص يبدو جيدًا لكنه يفتقر إلى المهارة الكافية).
  • المظلة الذهبية (عرض مالي للموظفين التنفيذيين في حال الاستحواذ على الشركة).
  • أواستعارات من عقود سابقة:
  • هذا الشبل من ذاك الأسد
  • الملاك الحارس
  • من المهدإلى اللحد
  • يترك لك الحبل لتشنق نفسك به

وقد وجدنا أن الاستعارات وسيلة قوية للغاية في تكوين الرؤى وتناولها في هذاالمقال، وإذا قرأت قائمة الإطارات الذكورة في المقال ستجد أن نصف الرؤى المعروضة تستخدم الاستعارات. وطالما ارتبطت الاستعارات المستخدمة بأمور مألوفة بالنسبة لك، زادت سهولة فهم وتذكر الرؤى.وللأسف لاتتمتع كل التشبيهات والاستعارات بالقوة؛ فبعضها يتميز بالقدرة على التعييرعن المعنى بدقة أكثرمن الكلمات، والبعض الآخريفتقرلهذه الميزة. ويشيع استخدام التشبيهات والاستعارات في الحوارات اليومية لدرجة أن كثيرًا من الناس تعتبرها لغة وصفية موجزة يمكن استخدامها لإيصال المعنى بدلاً من الاستفاضة في شرح ما يقصده مستخدمها.إذن، إلى أي مدى من ظلال المعاني يجب أن يعبر التشبيه أو الاستعارة كي يكون جيدًا؟ عندما يعبر التشبيه أو الاستعارة عن بعد واحد فقط من المعاني، فإنه يضيف قليلاً من القيمة إلى الحوار. ونجد أن سوبر مان كان أقوى من القاطرة وأسرع من الرصاصة المنطلقة، وبالتالي تعبر هذه اللغة التصويرية عن أمر ما بشكل مباشر، لكن كلتشبيه يتوقف عند توضيح بعد واحد فحسب.أما التشبيهات والاستعارات متعددة الأبعاد فلديها روابط أساسية متعددة، بالإضافة لكونها أكثر إمتاعًا. على سبيل المثال, يعبر "هيكل تنظيمي هرمي"عن التسلسل وعن العدد التقريبي للناس الموجودين في كل مستوى من هذا التسلسل. فهناك قلة مـن الأشخاص الأقوياء على رأس معظم المؤسسات، وكثير من الأشخاص غير الأقوياء في القاع. ويتضمن هذان البعدان صفة ثالثة للمؤسسات التيتتخذ الشكل الهرمي في التنظيم يتمثل في أنه ليس كل من ينتمون إلى القاع يمكنهم الصعود إلى القمة. ومن أجل أن تفتح التشبيهات والاستعارات الباب أمام التفكيرو الفهم ينبغي أن تكون متعددة الأبعاد.ويمكن أن تكون التشبيهات والاستعارات متعددة الأبعاد لافتة للنظر. لأنها تكون آتية من مجال تخصص أحد الأفراد لتوضيح موضوع أوحدث ناشئ. عندما بدأ واضعو نظريات المؤسسات التجارية في مقارنة هذه المؤسسات المعقدة بالأنظمة البيولوجية، حققت هذه المؤسسات قفزة كبيرة للأمام. وكل من المؤسسات و الأنظمة البيولوجية تقوم باستقبال المدخلات وإجراء عملية تحويل لها وإنتاج مخرجات مختلفة، وكل منهما يمكنه إعادة توليد نفسه، وكل منهما لديه دورة حياة تبدأ بالميلاد ثم النمو والنضج ثم التدهور. وكل منهما يتأثر بالبيئة ويتفاعل معها باستمرار. إن الربط بين المؤسسات والأمور المعروفة مسبقًا في العلوم البيولوجية تعد طريقة مفيدة و قوية للتعبير عن الرحلة التي يعتقد أن المؤسسات تمر بها.ويمكن أن تبعد التشبيهات والاستعارات عن المعنى المقصود إلى حد كبير. وعندما يحدث ذلك، تفشل التشبيهات والاستعارات في أن تصبح مألوفة وأن تحقق الفهم المرغوب. ويجب ألا يكون هذا عيبًا يحول دون استخدام التشبيهات والاستعارات طالما أن مستخدمها يدرك حدودها جيدًا.على سبيل المثال، في تشبيه المؤسسات بالأنظمة البيولوجية، نجد أن الأنظمة البيولوجية لا تستمر للأبد، في حين أن المؤسسات يمكنها ذلك (رغم أنه نادرا ما يحدث ذلك). إن الطبيعة القانونية للاندماج تسمح للمؤسسات بالبقاء بعد انتهاء حياة المؤسسين والموردين والمشترين والعملاء على سبيل المثال، تضم مؤسسة كوداك في الوقت الحاضر مجموعة شركات مختلفة تمامًا عن الشركات المكونة لها فيعام 1880.ومن أجل أن تفتح أبواب الفهم المغلقة باستخدام التشبيهات والاستعارات عليك أن تجيد التلاعب بهما، فعندما تسمع أمرًا ما يبدو غيرمألوف بالنسبة لك أوترغب في شرح أمر تعلم عنه الكثيرلشخص لا يبدو هذا الموضوع غير مألوف بالنسبة له، عليك أن تبحث عن تشبيهات واستعارات لشرح هذا الأمرله. وعليك إيجاد هذه التشبيهات والاستعارات قبل البدء في الشرح. اختبرها على نفسك وسلها: إلى أي مدى تبدوجيدة؟ كم عدد الأبعاد التيتنطوي عليها. وبعد ذلك حاول تجربتها مع أحد الأصدقاء، وأخيرًا استخدمها وساعد الآخرين على استخدامها.