يزعم المفاوضون الكبار بأن نجاحهم يعتمد على سبب رئيسي واحد، قد يكون استعدادهم للانسحاب من الاتفاق، أو معرفتهم لما يريدونه بالضبط، أو إعدادهم الجيد إلى آخر ذلك، فكما يقول عنوان أحد أروع الكتب التي كتبها "جافين كينيدي" Everything is Negotiable" أي كل شيء قابل للتفاوض.
ومن النادر أن تجد هنا مواقف يستحيل فيها التفاوض، فعلى سبيل المثال، تعد المقولة الشائعة "إننا لا نريد التحدث مع الإرهابيين" أكذوبة كبيرة، فسعيًا وراء التوصل لحل سياسي في إيرلندا الشمالية اقدمت حكومة "بلير" سرًا على تقديم عرضها لمقابلة ممثلين عن الجيش الجمهوري الايرلندي، وذلك على الرغم من كثرة المزاعم التي نفت صحة هذا الموقف.
هل فشكل في إنهاء صفقة ما يعتبر نهاية الطريق؟ لا ليس ضروريًا.
فمن الأجدى عند تعرضك لمثل هذا الموقف أن تواصل دورك الاستقصائي وتفحص الحلول المحتملة وتسأل نفسك هذا السؤال المهم: "ما الذي يلزم توفره للوصل إلى اتفاق على الرغم من الصعوبات الراهنة؟".وإذا ا أبديت استجابة لعدم الاتفاق على شيء، سيؤثر ذلك على تواصل المفاوضات، أما إذا تساءلت متحيرًا عن السبب وراء عدم الاتفاق على الصفقة فسيكون انسحابك منها أشد تأثيرا عليك.بدلاُ من ذلك عليك في المرة المقبلة التي تخفق فيها بشل واضح في الوصول إلى اتفاق وتنوي الاتجاه نحو الباب أن تتمهل ولا تتعجل واستمر في لعب دور المحقق، فما ستكتشفه قد يكون مدهشًا ويمكنك من العودة مجددًا للتفاوض على الوصول لاتفاق.