نظرة على المكاسب التي تجنيها من وراء إذعانك للقوانين والواجبات
فيما يلي وبشكل تفصيلي الأسباب التي تبرر بها تشبثك بالأوامر والواجبات. هذه المكاسب، كغيرها من المكاسب التي تجنيها من مواطن الضعف هي في أغلبها عوامل مدمرة للذات، ولكنها مع ذلك تشكل منظومة دعم مستقلة بذاتها.
  • يمكنك أن تجد عزاءك من خلال أن يحكم عليك الآخرون بأنك "ولد حسن" أو " فتاة مهذبة " حينما تلتزم بكل الواجبات التي افترضوها عليك. يمكنك أن تمتدح نفسك وتهنئها على كونك مطيعاً للأوامر وقائماً بالواجبات. هذا المكسب هو مكسب نكوصي من خلاله ترتد إلى فترة مبكرة من فترات النمو حينما كان يتم إثابتك على السلوك الحسن الذي قمت به، وذلك من خلال امتداحك. وهذا كله يدل على الاعتماد على الآخرين في تحديد قواعد السلوك التي ينبغي الالتزام بها.
  • إن إذعانك للقوانين والواجبات الخارجية يتيح لك أن تتهرب من مسئوليتك عن جمودك، وتلقي بها على الأوامر والقوانين. وطالما أن الواجب هو الحجة التي تحتج بها لكي تبرر الوضع الذي أنت عليه، فإنك بذلك تتفادى المجازفة التي قد تتعرض لها إن وثقت بنفسك وبقدرتك على التغيير.
  • إن هذه الأوامر والحتميات التي تتشبث بها تمكنك من مخادعة الآخرين. فحينما تخبر شخصاً ما بأن هذه هي الطريقة المثلى التي ينبغي أن يؤدى بها شيء ما، فإنك تستطيع أن تجعله يقوم بهذا الشيء بالطريقة التي تريدها أنت.
  • من الأسهل أن تتعلل بالواجبات والضروريات حينما تقل ثقتك بنفسك. فكلما بهتت صورتك الذاتية احتميت بالواجبات والضروريات.
  • يمكن أن تظل معتقداً بأن سلوكك دوماً على صواب وتحتفظ بعدائيك التي تهاجم بها الآخرون إذا هم لم ينسجموا مع ما تؤمن به من واجبات وقواعد تطبقها على نفسك وعلى بقية العالم. وهكذا فانك تقوم برسم صورة مثالية لنفسك في عقلك على حساب الآخرين الذين لايمتثلون لنفس الأوامر والواجبات التي تمتثل لها.
  • يمكن أن تحظى باستحسان الآخرين من خلال العمل وفق ما يملونه عليك. يمكنك أن تشعر بالرضا عن نفسك وبالاستحسان لها عن طريق الانسجام الذي يعني أن تقوم بكل ما أمرك به الآخرون، وأن تلتزم بكل الواجبات التي أخبروك بها. هذه الحاجة القديمة إلى استحسان الآخرين توجد ها هنا أيضاً.
  • طالما أن تركيزك منصب على الآخرين، وطالما أنك تعيش حياتك متأثراً. بنجاحاتهم وإخفاقاتهم فلست في حاجة إلى أن تسعى جاهداً للتغيير من نفسك. إن اعتقادك بفكرة "الأبطال" يمكن أن تزيد من تدني نظرتك لذاتك كما يمكن أن تسهل لك الهروب من العمل على إصلاح نفسك أو التغيير منها. وطالما أن الأبطال يمكن أن يكونوا السبب في شعورك بالرضا فليس هناك داع لأن تتحمل مسئولياتك تجاه نفسك. إن قيمة ذاتك في هذه الحالة تكون متوقفة على قيمة الآخرين، ومن ثم فإن قيمتك الذاتية هذه تكون شيئاً مؤقتاً وسريع الزوال. إنها حينئذٍ تكون مرهونة بأولئك العظماء ومتوقفة على بقائهم أحياء.