لقد استمتعت أيما استمتاع بتجربة تكاتف بعينها عندما عملت مع زملاء لي لنضع رسالة حياة شركتنا. فجميع أعضاء الشركة تقريبًا ذهبوا إلى الجبال حيث الطبيعة الرائعة، وبدأنا في وضع أول مسودة لما اعتبره بعضنا رسالة حياة ممتازة.وكان التواصل في البداية يتسم بالاحترام والحرص والقابلية للتنبؤ. ولكن ما إن شرعنا في الحديث عن البدائل المختلفة والاحتمالات والفرص التي أمامنا بدأ الناس في الانفتاح وتحدثوا بصدق وبدأوا يفكرون بصوت مرتفع. فالعمل من أجل كتابة رسالة الحياة خلق مناخًا تعاونيًا حراً وولد أفكاراً تلقائية مدعمة. وكان الناس يتحلون بالتقمص العاطفي الحقيقي وكذلك الشجاعة وانتقلنا من الاحترام والفهم المتبادل إلى التواصل المتكاتف الخلاق. وتمكن الجميع من الشعور به. وكم كان هذا الشعور ممتعاً. وبينما كان التوصل ناضجًا عدنا مرة أخرى إلى مهمة صياغة الرؤية الجماعية في كلمات تتضمن كل واحدة منها التزامًا بمعنى يخص كل واحد من المشاركين.وتقول رسالة حياة الشركة :إن رسالتنا هي مساعدة الناس والمؤسسات على رفع قدرتهم على الأداء لكي يحققوا أهدافًا قيمة من خلال التفهم والحياة وفقًا لمبدأ القيادة.وقد حُفرت عملية التكاتف تلك - والتي أدت إلى وضع رسالة حياتنا الشخصية داخل قلوب وعقول جميع الموجودين، وقد كانت بمثابة إطار مرجعي لما نحن عليه، وما لسنا عليه.وقد خضته أيضاً تجربة أخرى تنطوي على قدر كبير من التكاتف عندما قبلت دعوة للعمل كمحفز نقاش في الاجتماع التخطيطي السنوي لشركة كبرى من شركات التأمين. وقبل هذا بعدة أشهر التقيت باللجنة المسئولة عن التحضير للاجتماع الذي مدته يومان والذي سيتناول جميع المسائل الإدارية. وقد أخبروني أن النموذج التقليدي للاجتماع هو تعريف أربع أو خمس مشكلات أساسية من خلال استبيانات ومقابلات وقيام المديرين بتقديم العروض البديلة. وكانت الاجتماعات السابقة عادة ما يسودها تبادل وجهات النظر باحترام لكن غالبًا ما يتدهور الوضع ليتحول إلى معارك الأنا الدفاعية القائمة على مبدأ مكسب /خسارة. وعادة ما كان الحاضرون يتسمون بالافتقار إلى الإبداع والعمل.وعندما تحدثت مع أعضاء اللجنة حول قوة التكاتف استشعروا أهميته. وقد وافقوا على تغيير النموذج بينما ينتابهم شعور بالقلق والخوف. وطلبوا من العديد من الموظفين إعداد أوراق بيضاء لا تتضمن أسماء ليكتبوا على كل واحدة منها المشكلات التي لها الأولوية، ثم طلبوا منهم جميعًًا أن يدرسوا هذه الأوراق دراسة متأنية قبل الاجتماع لكي يفهموا هذه المشكلات ويتبادلوا وجهات النظر. وكان من المفترض بالنسبة لهم أن يحضروا الاجتماع للاستماع لا لتقديم عرض، للإبداع والتكاتف لا للدفاع والحماية وأمضينا نصف اليوم الأول من الاجتماع لتدريس المبادئ وممارسة مهارات العادات الرابعة والخامسة والسادسة. وأمضينا بقية الوقت في التكاتف الإبداعي.وقد انطلقت من داخلهم طاقات إبداعية هائلة لا تصدق. وحلت الإثارة محل الملل. وأصبح الناس أكثر انفتاحاً تجاه تأثير بعضهم البعض وتولدت رؤى وخيارات جديدة. وبنهاية الاجتماع ظهر تفهم جديد لطبيعة التحدي الأساسي الذي يواجه الشركة. وأصبحت تجربة مقترحات الورقة البيضاء عتيقة الطراز. وأصبح للفروق قيمة تتجاوز كل الحدود. وتشكلت رؤية جديدة مشتركة.وما إن يجرب الناس التكاتف الحقيقي لا يعودون لسابق عهدهم أبدأ. فهم يدركون إمكانية وجود مغامرات مستقبلية أخرى توسع مدارك العقل. وغالبا ما تجرى المحاولات من أجل إعادة خلق تجربة تكاتف ولكن نادراً ما يتحقق ذلك. ومع ذلك يمكن التمسك مرة أخرى بالغرض الأساسي وراء العمل الإبداعي. فمثلنا مثل فلسفة الشرق الأقصى التي تقول ´´ إننا لا نسعى إلى تقليد السادة بل نسعى وراء ما يسعون هم من أجله ´´. فإننا لا نسعى وراء تقليد تجارب التكاتف السابقة الخلاقة بل نسعى وراء خلق تجارب جديدة تدور حول أهداف مختلفة وأكبر أحيانًا