عندما كتب ماركس في كتابه رأس المال في أوائل الخمسينات من القرن التاسع عشر كانت ظاهرة الإدارة مجهولة وندر في تاريخ الإنسانية أن ظهرت أي مؤسسة بالسرعة التي ظهرت بها الإدارة أو كان لها ما للإدارة من سرعة التأثير حيث من المؤكد أن المجازفة الرئيسية للإدارة تبقى دون تغيير: يمكن تمكين الناس من القيام بالأداء المشترك بإعطائهم أهدافاً مشتركة وقيماً مشتركة وبنية صحيحة حيث قليل من التنفيذيين من يدرك التأثير الذي أحدثته الإدارة.
كانت الإدارة هي العامل الرئيس لهذا التحول غير المسبوق، ذلك لأن الإدارة هي التي بوسعها أن تفسر لماذا – لأول مرة في تارخ البشرية – نستطيع استخدام أعداد كبيرة من الأفراد المهرة والعارفين في العمل المنتج.

الانفجار التعليمي الذي حدث في المائة عام الأخيرة أم الإدارة التي استطاعت تحويل المعرفة إلى استخدام مثمر هو موضع نقاش من الواضح أن الإدارة الحديثة والمشروع الحديث لم يكن ممكناً وجودهما بدون قاعد المعرفة التي بنتها المجتمعات المتطورة ولكن من الواضح أيضاً الإدارة والإدارة وحدها هي التي تجعل هذه المعرفي فعالة وهؤلاء الناس العارفين فعالين لقد حول ظهور الإدارة المعرفة من زخرف اجتماعي ومن رفاهية إلى ما نعرف أنه حالياً هو رأس المال الحقيقي لأي اقتصاد.
ولم يكن باستطاعة العديد من قادة الأعمال أن يتكهنوا بهذا التطور عام 1970 عندما كانت المؤسسات الضخمة مثل التي تراها هذه الايام قد بدأ تتشكل لقد ظل بديهياً – حتى الحرب العالمية الأولى – أن تطوير إحدى الدول أو أحد الأقاليم لواحد من تقاليد العمل وللمهارات اليدوية والتنظيمية اللازمتين لإنتاج منتج معين وتسويقه، سواء كان هذا المنتج منسوجات قطنية أو كمانات –كان يستغرق وقتا طويلاً.ولكن أثناء الحرب العالمية الأولى كان لابد من جعل أعداد غفيرة من الأفراد الذين تعوزهم المهارة كلها والذين ينتمون إلى فترة ما قبل الصناعة أفرادا منتجين في وقت قصير جداً.وأثناء العشرينات والثلاثينات من هذا القرن تم تطبيق الإدارة على حقول كثيرة أخرى وعلى جوانب من الأعمال التصنيعية، فقد نشأت اللامركزية مثلا لتجمع بين مزايا الكبر ومزايا الصغر داخل مشروع واحد.وانتقلت المحاسبة من مسك الدفاتر إلى التحليل والرقابة بدأنا بعد الحرب الثانية أيضا نكتشف ببطء أن الإدارة ليست إدارة أعمال فحسب بل إنها تتعلق بكل جهد إنساني يجمع الناس ذوي المعرفة والمهارات المتنوعة في المؤسسة واحدة.ولا يعني هذا القول أن معرفتنا عن الإدارة كاملة، ذلك أن تعليم الإدارة حاليا يواجه كما هائلا من النقد، وكثير منه له ما يبرره.ومع ذلك فقد كانت تلك المعرفة أساس التوسع الرائع الذي مر به الإقتصاد العالمي منذ الخمسينات في الأقطار النامية سواء بسواء، هناك جهود جارية لتطوير أنظمة محاسبة تعكس تغييرات وتعطينا معلومات إدارية دقيقة لكنها لا تزال في أطوارها الأولى.