نجد العديد من المدراء، عند محاولتهم التأثير على رؤسائهم ورفاقهم، يعتمدون على طريقة واحدة ينتهجونها مع الجميع أيًا كان، فعلى سبيل المثال يقومون بإجراء البحث وخلق قضية والمناقشة بقوة حولها من أجل اكتساب الموافقة بشأنها، ولكن اعلم أنك لو تعاملت مع هدفك الذي تريد إقناعه على أنك مفكر كبير مثلاً فلن يجي ذلك نفعًا إذا كان ذلك الشخص يتأثر بشكل كبير بالشك، وسترى الشكو تراوده حول كل معلومة تتحدى بها وجهة نظره.وبالمثل عندما تحاول إقناع شخص لا يحب المخاطرة، فسيصعب عليك إقناعه لو اعتقدت فيه أنه يجب المخاطرة، أو تتعامل مع الشخص الذي يحب اتخاذ القرار بناء على كيفية اتخاذ القرار لرفاق آخرين موثوق فيهم، ففي ضوء خوفه من اتخاذ قرارات خاطئة، فمن المحتمل أن مثل هذا الشخص لن يرحب بما ستقدمه له من حجج تعتمد بشكل رئيس على الحقائق المحضة والتحليل.ومن ثم، فإن عملية الإقناع تم على نحو أفضل من خلال التعامل معها كعملية يتنوع تطبيقها من شخص لآخر، فلو تعاملت معها بشكل طبيعي دون ترتيب، فستزداد فرص مواقفة الآخرين لك في الرأي وذلك بمعرفتك للزر الصحيح للضغط عليه. اكتشف النقاط التي يتم توجيه النقد فيها للأشخاص وحاول فهم ردود أفعالهم السلبية، فعليك أن تعتقد أن هذا الأمر يزودك بمعلومات قيمة، أو كعرض لأحد الأشياء التي تحتاج إليها لتكتمل دائرة فهمك.


استيعاب الرسائل التي يقدمها كل فرد:

  • أحد الزملاء: "إنني مهتم إلى حد قليل بمدى تقدم هذا المشروع الذي وافقنا عليه".
  • المدير: "من المهم للغاية أن تنهي هذا المشروع في الوقت المحدد".
  • أحد الزملاء: "إنني أواجه بعض الصعوبات التي لا يمكنني حقًا أن أفهمها".
  • المدير: "لابد أن تواجهك بعض العقبات التي لا مفر منها، فقط واصل تقدمك".
  • أحد الزملاء: "إنني أحاول قدر الإمكان، لكني لا أعرف كيفية التعامل مع هذه الأمور".
  • المدير "انا واثق أنك سوف تجد حلاً ما، يتطلب الأمر بعض المثابرة".
  • أحد الزملاء: "حسنًا، لا بأس إذن".


هذا الزميل يشعر حقًا أن مديره لم يصغ له، فعلى الرغم من أن المدير يبدو منصتًا، فإن الرسالة الضمنية التي يريد الزميل إيصالها إله ولم يستمع هو إليها هي "إنني في مشكلة وأحتاج إلى مساعدتك".
في النوع الثاني من الاستماع الفعال، ينبغي عليك أن تسلط اهتمامك على الرسائل الضمنية للأفراد والتي تساعد على تحقيق النتائج المرجوة من الآخرين. فأنت حين تستمع إنما تستمع لتكتشف ما يفكر فيه الناس وما يشعرون به حتى يمكنك أن تجد الوقت والكيفية الأفضل لإصدار الاستجابة المناسبة، وهنا بعض المؤسسات التي تعمد الآن – انطلاقًا من إدراكها لقيمة هذا النوع من الاستماع الفعال – إلى تدريب موظفيها على القيام بشكل افضل.