هل تشعر بالقلق من أن تجد نفسك في موقف غير مرغوب فيه عند التعامل مع هؤلاء من مثيري المشاكل؟ هل من شيء تفعله لتجنب التعرض لمثل هذا الموقف؟ فحتى المدراء من ذوي الخبرة ينأون أحيانًا عن المواجهة المباشرة خشية تدمير العلاقات أو دعم قدرتهم على مواجهة صديق بسبب العواطف، على الرغم من ذلك لست المواجهة دائمًا تجربة مؤسفة، بل قد تكون مرضية وملهبة للمشاعر في بعض الأوقات، فمن خلال المواجهة تقوم بمعالجة السلوك السيئ فور حدوثه أو بعدما يحدث بفترة وجيزة. على سبيل المثال يمكنك أن تضع قاعدة لفريق عملك تنص على أن من يتصرف على نحو سيء سوف تتعامل مع سلوكه كالتعامل مع غرامة تجاوز حد السرعة؛ أي إما أن تتعامل معها في خلال أسبوعين أو لا تتعامل مطلقًا.
إن سرعة المبادرة تجاه السلوك السيء تمنع ترسيخه ومن ثم تهديده للثقة أو الاحترام. فقبل أن يترسخ هذا السلوك السيئ لدى الشخص عليك عقد جلسات تطوير دورية لمواجهة أو اكتشاف أي سلوك سيء. على سبيل المثال من الممكن أن تسأل أعضاء فريقك أن يجلسوا في مقابل بعضهم في ثنائيات وتتناقش معهم لمدة خمس دقائق:
• إن الشيء الذي أشيد ب فيه حقًا هو ...".
• "أقل شيء أريد منك هو ...".
الجمل التي تبدا بالضمير "أنا"
على الرغم من أن كونك مديرًا يعني استخدام المستمر للضمير "نحن" وليس الضمير "أنا"، فإنه من الأفضل لك عندما تواجه شخصًا بمشكلته السلوكية أن تستخدم جملاً تحتوي على كلمة "أنا"، التي يتضح من خلالها أنك تتحدث بلسانك فقط وليس نيابة عن الآخرين؛ حيث يضفي ذلك مزيدًا من الواقعية على ما تناقشونه من أمور لدى الطرف الآخر.
• "أنا أريدك أن تنتبه أثناء الاجتماعات عندما يأتي دور طرف آخر للحديث".
• "أنا في حاجة فعلاً إلى أن تكون هذه الغرفة منظمة عند وصول الطبيب غدًا".
تجنب استخدام الجمل غير المباشرة التي من قبيل: "يشعر الفريق بـ .." أو تود الشركة أن . ." أو "ليس هذا هو المطلوب هنا"، فالمواجهة الإيجابية هي التي تذكر فيها ما تريده وليس مالا تريد أن تذكره:
• فبدلاً من أن تقول: "رجاء، كُف عن الحديث الجانبي أثناء حديثي مع الفريق".
• قل: "رجاء، أعرني انتباهك أثناء حديثي مع الفريق".
وغالبًا ما تجدي المواجهة نفعًا عندما تقو على الإعداد الجيد وليس الإقدام عليها في الحال دون جمع الأدلة أو تخطيط مسبق.
إن الذوق العام يقتضي أن تكون هادئًا ولا تفقد أعصابك عند التعامل مع مثيري المشاكل، ولكن ذلك فقط لا يجدي كثيرًا في معرفة كيفية التعامل مع هذا الموقف، بل ما يجدي نفعًا هو المواجهة في الوقت الذي يصدر فيه الشخص سلوكًا سيئًا، وقد يكون من الأفضل أن تهدأ وتعود للترتيب لهذه المواجهة في وقت تختاره أنت.
إدارة أي مواجهة مع مثيري المشاكل:عند استجابتك لأحد أعضاء فريقك ذي السلوك السيئ، علي أن:
• تجمع الأدلة حول شعور أفراد فريق العمل الآخرين تجاه سلوكه.
• دعوته للاجتماع بك في مكتبك على انفراد.
• تصف له تأثيرات سلوكه السلبية على رفاقه في العمل، لا تستخدم عبارات مثل: "أعضاء الفريق يشعرون بهذا أو ذاك. . ."، بل استعن بأمثلة عملية لهذه التأثيرات مثل:
"ألاحظ أنك دائم المقاطعة للحديث في اجتماعات الفريق وأشعر أن بعض أعضاء فريق العمل يغضبون من هذا السلوك".
" لم أشعر بالغضب وحدي عندما انتقد "بيتر" نقدًا خارجًا على حدود اللياقة بل أثار ذلك غضب الجميع أيضًا".
• اطلب منه أن يشرح لك السبب وراء تصرفه على هذا النحو.
• اطلب منه أن يتصرف على نحو مختلف في المرة المقبلة.
• وضح له الطرق التي يستطيع من خلالها أن يغير سلوكه مستقبلاً، على سبيل المثال: حاول أن تستخدم روح الدعابة لديك لترى الجانب المرح لشخص يتسم سلوكه بالغباء أثناء الاجتماعات.