شركة الأعمال كأداة للنمو الاقتصاديومع ذلك، فإن التسويق لا يشكل وحده شركة الأعمال، وفي الاقتصاديات الساكنة لا توجد "شركات أعمال" - بل ولا يوجد “رجال أعمال” - وذلك لأن “الوسيط" في المجتمع الساكن هو مجرد "سمسار" يحصل على أجره في صورة رسوم.لا يمكن لشركة الأعمال أن توجد إلا في الاقتصاد النامي، أو على الأقل الاقتصاد الذي يعتبر التغيير شيئا طبيعيا ومرغوبا. والشركة هي الأداة المحددة للنمو والتوسع والتغيير.ولذلك السبب، فإن المهمة الثانية لشركة الأعمال هي الابتكار: أي تقديم بضائع اقتصادية ومنتجات أفضل وأكثر. لا يكفي لأية شركة أن تقدم أية بضائع اقتصادية وخدمات، فلابد أن تكون هذه البضائع والخدمات أفضل وأكثر. وليس من الضروري أن تزداد الشركة حجما ولكن من الضروري أن تزداد جودة باستمرار.وربما أخذ الابتكار صورة تخفيض السعر - وهى الصورة التي يهتم الاقتصاديون أكثر من غيرها لسبب بسيط، وهو أن هذه الصورة من الابتكار الصورة الوحيدة التي يمكن التعامل معها باستخدام الأدوات الكمية. ومع في فربما أخذ الابتكار أيضا صورة إنتاج منتج جديد وأفضل لم حتى لوكان بسعر أعلى أو وسيلة جديدة للراحة، أو ابتكار حاجة جديدة للعميل. وربما تمثل الابتكار في إيجاد استخدامات جديدة لمنتجات قديمة. إن رجل المبيعات الذي ينجح في بيع ال###### لقبائل الأسكيمو حتى لا يتعرض طعامهم للتجمد في جوهم شديد البرودة لا يقل ابتكارية” عمن يطور عمليات جديدة تماما، أو يخترع منتجا جديدا. إن بيع ###### لقبائل الأسكيمو للحفاظ على برودة طعامهم بمثابة إيجاد سوق جديدة، بل يعني في حقيقة الأمر إنتاج منتج جديد، وفي هذه الحالة لا يوجد - من الناحية التكنولوجية - إلا المنتج القديم نفسه، ومع ذلك فمن الناحية الاقتصادية يوجد ابتكار.والابتكار يوجد في كل مراحل العمل، حيث قد يكون ابتكارا في تصميم المنتج أو في أساليب تسويقه، وقد يكون في سعره، أوفي الخدمة المقدمة للعميل، وربما كان الابتكار في مؤسسة الإدارة، أو في الوسائل الإدارية، أو ربما تمثل في سياسة تأمين جديدة مكنت رجل الأعمال من تحمل مخاطر جديدة. إن أكثر الابتكارات كفاءة في الصناعة الأمريكية في السنوات القلائل الأخيرة ربما لم تكن في المنتجات الكيميائية أو الإلكترونية الجديدة أو في العمليات، بل في الابتكارات في التعامل مع المواد الخام وفي تطوير الإدارة.