ابتكر أكاذيب جديدةيلتقي المستثمر في اليوم العادي بمسئولي شركتين أو ثلاث شركات ويطلع على أربعة أو خمسة موجزات تنفيذية أخرى. وتزعم كل شركة من هذه الشركات بأنها تمثل فرصة فريدة لا مثيل لها حيث تتمتع بفريق متميز، وتكنولوجيا معتمدة، وسوق راسخة. وما من شركة يزعم مسئولوها بأنهم مجموعة من الفاشلين ليس لديهم أيه فكرة عما يفعلونه. علاوة على ذلك، بينما تعتقد أنك واجتماعك مركز الكون، إلا أن اجتماعك هو مجرد ذلك الاجتماع المزمع عقده في العاشرة صباحًا حيث سبقك اجتماع آخر في التاسعة صباحًا، وسيليك اجتماعان آخران في الواحدة والثالثة مساءً. إن جزءاً من وهم مركز الكون يكمن في أن رجال الأعمال كثيراً ما يظنون أنهم يطلعون المستثمرين على شيء جديد. ورأفة بالمستثمرين الذين ضجروا سماع نفس الأكاذيب القديمة، ورجال الأعمال الذين أساءوا لأنفسهم بهذه الأكاذيب، أقدم إليكم أشهر خمس أكاذيب يلقيها رجال الأعمال على آذان المستثمر. أحفظوها عن ظهر قلب، وكونوا على استعداد على الأقل لابتكار أكاذيب جديدة غيرها.الأكذوبة الأولى: تصورنا متحفظ"فعلى الرغم من تحفظ تصورك، إلا أنك تعتزم تحقيق أرباح تصل إلى 100 مليون دولار أمريكي في العام الثالث. وهكذا ستتحول الشركة إلى أسرع الشركات نمواً في تاريخ البشرية. إن تصورك إذن ليس متحفظًا على الإطلاق، بل والأدهى أنه ليس لديك أدنى فكرة عن مبيعاتك المستقبلية. إنني أحلم باليوم الذي يصرح فيه أحد رجال الأعمال بقوله: "إن تصورنا في واقع الأمر قائم على رقم خيالي. وإننا نحاول الارتقاء بهذا الرقم بقدر الإمكان لكي نحوز رضاك، ولكننا لا نزيده بشكل مبالغ فيه فنبدو كالحمقى. والحقيقة أنه لن يتشكل لدينا تصور فعلى سوى بعد شحن المنتج وتوقع مدى تقبل الجمهور له". إن رجل الأعمال هذا على الأقل صادق.الأكذوبة الثانية: تقول شركة جارتنر (أو"فوستر"، أو "جوبيتر" ، أو مجموعة "ينكى") إن سوقنا ستقدر قيمتها بخمسين دولار أمريكي في غضون خمس سنوات".في المقال الثالث، ناقشت آراء المستمعين عندما يحاول رجال الأعمال" إثبات" حجم السوق المستهدفة، فأيدت ساعتها "الكشف عن لب الأمور "أو تحرى الواقع. دعوني أكرر نصيحتي: لا تستشهدوا بهذه الأرقام،
وتتوقعوا إبهار المستثمرين بها. فما من أحد يزعم أنه "يعمل في سوق محدودة ومزرية". فالجميع يقولون نفس ما تقوله.
الأكذوبة الثالثة: شركة "بوينج" ستوقع معنا عقدًا الأسبوع القادم.إن قوة الجذب رائعة كما سبق وذكرت. فهي تعزز من احتمالات حصولك على التمويل اللازم. ولكن العقد لا يعد ساريًا حتى يتم التوقيع عليه. وإذا تحقق المستثمر بعد أسبوع من هذه الأكذوبة، واكتشف أن العقد لم يوقع بعد، ستقع في مشكلة عويصة. في غضون خمس سنوات، لم أشهد أي عقد وقع في أوانه. تحدث عن صفق "بوينج" وغيرها من الصفقات الضخمة بعد إبرامها. وتأكد من أن جميع المفاجآت التي تخبئها لمستثمرين إيجابية.
الأكذوبة الرابعة: سينضم إلينا كبار العاملين عندما نحصل على ا لتمويل اللازم.
دعوني أوضح هذه النقطة: لنفترض أنكما شخصان في شركة ناشئة، وتحاولان جمع بضع مئات الآلاف من الدولارات، ولازال أمام منتجكما 12 شهراً حتى يستكمل، هل تزعمان أن هؤلاء الأفراد البارزين سيتركون مناصبهم المرموقة التي تدر عليهم ربحًا سنويًا يصل إلى 250000 دولار أمريكي، إضافة إلى العلاوات، وأسهم الشركة لكي ينضموا إلى شركتكما؟ عندما استفسرنا من هؤلاء العاملين البارزين حول حقيقة انضمامهم للشركة الناشئة، كانت الإجابة التي حصلنا عليها في الأغلب :أكاد لا أذكر أنني التقيت المدير التنفيذي لهذه الشركة في أي من الحفلات". إذا كنت ستلجأ إلى هذه الأكذوبة، تأكد من أنهم على أتم الاستعداد للاستقالة والانضمام إليك.

الأكذوبة الخامسة: كثير من المستثمرين أولونا عنايتهم الواجبة بالفعل".
أي أنك "لو لم تسرع، سيبقيك الآخرون إلينا، ولن تتاح لك الفرصة مطلقاً". إن هذه الأكذوبة فعالة فقط في فترات الرخاء، ولكنه أسلوب يبعث على السخرية بصفة عامة. والواقع هو أنك تواصلت مع القليل منالمستثمرين ولكنك لم تتلق منهم ردًا بالإيجاب بعد، وهذا هو ما يدور بخلد المستمع إليك أيضًا.والأرجح أن المستثمرين يعرفون بعضهم البعض حق المعرفة. ومن السهل أن يتصلوا بأصدقائهم ويكتشفوا مدى اهتمام مستثمر آخر بصفقتك ولكي تنطلي عليهم هذه الأكذوبة، عليك أن تكون بارعًا في الكذب، وإلا لن تصمد أمام شبكة علاقات المستثمر.