تطوير نظام المؤسسات

"إن إجبار فريق ما على العمل بطريقة لا يقتنعون بها. سواء في عملية تطوير الفريق أو في اللغة التي يستخدموها في ابتكار نظام عملهم, هي وصفة أكيدة للفشل "

كنت مسافراً بالقطار منذ عدة أيام ( نعم, مازال هناك من يفعل ذلك منا) ثم واجهتنا مشكلة، مشكلة بسيطة في الواقع، حيث قام شخصٌ ما بالعبث بباب الأمان في البوفيه وانطلقت أجراس الإنذار إثر ذلك، أو شيئ من هذا القبيل، و قد تسبب ذلكفي توقف القطار، وهذا تصرف سليم. ولكن حدث ذلك في نفق طويل . و لم يتحرك القطار حتى تم إصلاح العطل، و هو ما تطلب استدعاء مدير القطار ( كانوا في الماضى يسمونه بالحارس، أتذكرون ذلك؟) حتي يصلح جهاز الإنذار الذي انطلق، كان ذلك أمراً بسيطا.

كنت قد تأخرت على اجتماع سأحضره، و لذلك تسائلت ألا يمكن وضع نظام أفضل من هذا، هل يمكنني أن أعمل على تطوير نظام المؤسسة؟ على سبيل المثال السماح لعامل البوفيه بإعادة ضبط جرس الإنذار، فلقد أمضى مدير القطار حوالى عشرين دقيقة يبرر أن هذا النظام هو الأفضل بالنسبة له، ولعمال البوفيه، ولهيئة القطار، وللجميع ماعدى أنا، الراكب المسكين. كان أفضل من ذلك بكثير أن يقول"نعم، إنه نظام عقيم و سأوصي بتغييره، وأشكركم على اهتمامكم".

وأنا واثق بأن لديكم عشرات الأنظمة العقيمة داخل مؤسساتكم، كُلنا نعانى من ذلك.ونسعى إلى تطوير نظام المؤسسات التي نعمل بها و لكن لاتحاول تبرير تلك الأنظمة. إذا لم تستطع تغييرها، و اعمل بها، ولكن لاتحاول أن تخدع فريق العمل لكى يظن إنها رائعة، لأنها بالعمل ليست بهذا الشكل سوف تفقد الإحترام و الثقة إذا حاولت إقناع الناس بأنها رائعة وهم يعلمون إنها ليست كذلك.

أنا لا أقول أنه يجب أن تطوف المكان صارخاً بصوت مرتفع أن كل شئ سيء في شركتك، إن قصدى بعيد كل البعد عن ذلك، فهذاالطريق يؤدى إلى الدمار. و عليكأن تتذكر أنه إن لم تستطع أن تقول خيراً، فعليك التزام الصمت. فقط لا تحاول _و خصوصاً مع فريق عملك_ تبرير شيئ تعلم أنه رديء.