عندما يتعلق الأمر بخدمة العملاء، والوسائل التي تستخدمها الشركات لتقديم خدماتها إليهم، يكون معظم الحديث في السوق حول: الخدمة الذاتية، وتطبيقات الهاتف الذكي، ووسائل التواصل الاجتماعي ونحوها. فكل هذه القنوات الحديثة نسبيا، مفيدة ومثيرة للاهتمام، كما أنها قادرة على توفير أفضل الخدمات للعملاء.
ومع ذلك، عندما تنظر إلى البيانات التي تدور حول كيفية تفاعل العملاء بعضهم مع بعض، ورغبتهم بالتفاعل مع الشركات، فإن البيانات تظهر حقيقة مختلفة. ومثال ذلك: يستند تقرير (دايمنشن داتا- Dimension Data) بعنوان: "مركز الاتصال العالمي لعامي 2013/2014" على دراسة استقصائية لـ817 مركزا من مراكز الاتصال، عبر 11 قطاعا و79 دولة. ويظهر من خلال الفئة التي أجري عليها الاستطلاع أن:
· ما يزيد عن 80٪ منهم، يستخدمون مراكز الاتصال داخل الشركات، في حين أن البقية يستعينون بمصادر خارجية.
· أكثر من نصف المستطلعين هم من مراكز اتصال تضم أكثر من 100 موظف.
· تمثل الشركات التي تقدم خدماتها إلى المستهلكين حوالي 63٪ من المستطلعين، في حين تمثل الشركات التي تقدم خدمات إلى مثيلاتها 22٪، أما مكاتب خدمة العملاء في مجال تكنولوجيا المعلومات فتمثل 16% فقط.
وعند التمعن في التقرير، سيظهر أن (دايمنشن داتا) وجدت أن الرسائل الإلكترونية عبر البريد الإلكتروني والرسائل القصيرة، باستثناء وسائل التواصل الاجتماعي، هي في المركز الثاني على صعيد قنوات التواصل الأكثر شعبية لمواليد ما بعد الحرب العالمية الثانية، ممن ولدوا في الفترة ما بين 1945-1960، ولمواليد الفترة ما بين 1961- 1989. فيما يظل الهاتف يحتل المرتبة أولى المراتب لديهم، كأفضل قناة مفضلة لديهم.
وفي الوقت نفسه، تمثل الرسائل عبر البريد الإلكتروني، القناة الأكثر شعبية بين جيل الألفية الثالثة وهم من مواليد ما بعد عام 1990. وقد تبين من خلال ذلك أن البريد الإلكتروني ما يزال قناة مهمة جدا بالنسبة للعديد من العملاء.
ومع ذلك، وجدت شركة (إبتيكا- (Eptica في دراسة أجرتها عام 2012 حول تجربة العملاء مع تعدد قنوات الاتصال، أن ما يصل إلى 25٪ من الشركات، تعمل على إيقاف البريد الإلكتروني أو لا تعتمده أساسا كقناة لخدمة العملاء. ومما يثير القلق أن هذه النسبة تتزايد باستمرار.
لكن ما نعرفه هو أن هذه الوسيلة ما تزال مهمة للعديد من الأشخاص في مختلف الفئات العمرية، ويجب عدم إلغائها، أو إغفال أهميتها، فلم لا نوفرها لهم؟
علاوة على ذلك، توقعت (مجموعة راديكاتي- Radicati Group) أن ترتفع عدد حسابات البريد الإلكتروني الفعالة من نحو 4 مليارات حساب في العالم لعام 2013، إلى حوالي 5 مليارات حساب بحلول نهاية عام 2017، مدعومة بازدياد أعداد الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المستخدمة في أنحاء العالم كافة.
وهذا لا يعني أن تتوقف الشركات عن تطوير قنوات جديدة ضمن: الخدمة الذاتية، تطبيقات الهاتف الذكي، ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، إذ ستصبح هذه القنوات ذات أهمية كبيرة مع مرور الوقت. فضلا عن أنه سيمكن مع بعض التفكير الذكي وتحليل البيانات، وضع استراتيجية واضحة لخدمة عملاء البريد الإلكتروني، تتوافق مع استراتيجية الخدمة الذاتية والقنوات الأخرى وتكملها.
إذا، على الشركات التي تقوم بإيقاف خدمة البريد الإلكتروني لعملائها أو لا تقوم باستخدامها، أن تستمع أكثر لعملائها، ومن ثم منحهم ما يريدون.
- See more at: https://www.forbesmiddleeast.com/rea....IdRDUKWw.dpuf