أظهرت دراسة جديدة صادرة عن (مجلة الجمعية الطبية الأمريكية – JAMA) بأن التأمل قد ينافس مضادات الاكتئاب للتخفيف من أعراضه. وقد وجدت الدراسة بأن التأمل قد لا يكون قادرا على شفاء الأمراض جميعها، لكن عندما يتعلق الأمر بعلاج الاكتئاب والقلق، فإن ممارسته قد تؤثر بما يوازي الأثر الذي تحدثه الأدوية.


ويعرف البعض التأمل على أنه التركيز إلى العمليات الداخلية في الجسم: (الأفكار والأحاسيس الجسدية). وهناك الكثير من الأشخاص الذين يعتقدون بأن التأمل يعني الجلوس وعدم القيام بأي شيء، لكن ذلك غير صحيح. فهو تمرين فعال لزيادة الإدراك. وإن برامج التأمل المختلفة تتناول هذا الأمر ذاته بطرق مختلفة.


وقد وجد من خلال هذه الدراسة أيضا، بأن حجم تأثير التأمل على الاكتئاب متوسط إلى حد ما. كما لم يتم تسجيل أي دليل على أن له أثرا على المقاييس الأخرى، كالانتباه والمزاج الإيجابي وعادات الأكل والنوم والوزن. ويوضح القائمون على الدراسة بأن كمية التمارين التي تلقاها المشاركون في التجربة التي تم إجراؤها قليلة نسبيا. ومع ذلك، فقد لوحظ وجود فوائد ملموسة على أعراض القلق والاكتئاب والألم. ويمكن أن يزيد هذا التأثير بإجراء المزيد من تمرينات التأمل والممارسة.


وسيعمل الباحثون على إجراء دراسة مقبلة، لتحديد ما إذا كانت خبرة المدرب ومدة ممارسة التأمل تؤثر على نحو أكبر على الاكتئاب. وعلى الصعيد نفسه، فإن أحد الفوائد الجلية للتأمل هو عدم وجود أي آثار جانبية ترافق العلاج، كما هي في حال تناول الأدوية. وفيما يتعلق بالأطباء والمرضى، فإنه لا يوجد أي ضرر رئيس للتأمل، كما أنه لا يسفر عن أي نتائج جانبية. ويمكن ممارسته مع أي علاج آخر، فضلا عن أن العلاج النفسي له التأثير ذاته الذي ينتج عن تناول مضادات الاكتئاب.


وعلى الرغم من أن كيفية تأثير التأمل على الاكتئاب ليست واضحة تماما، إلا أن الباحثين يعتقدون بأن التنبه الذهني يمكنه أن يحسن من تنظيم الانتباه والوعي الذاتي والتنظيم العاطفي والمنظور الذاتي، مما يؤدي دورا مؤثرا في التحكم بالاكتئاب. ومن الناحية البيولوجية أيضا، أظهرت الدراسات بأن ممارسة التأمل مرتبطة بتقليل نشاط اللوزة المخية، وهي المنطقة الموجودة في المخ والمسؤولة عن إدارة استجابات التوتر. كما أن أدلة وجود آثار للتأمل على الدماغ باتت أكثر إقناعا من السابق.