بناء فريق عمل ممتاز تحتاج إلى وجود وسائل قيادية ممتازة. وهذا يتطلب فهما عميقا للأشخاص ونقاط قوتهم والعوامل التي تولد الحماس لديهم. وهي تعني إدارة الشخصيات المختلفة وفهم حاجتهم للتقدير الدائم وإدراك مهاراتهم في جميع الأوقات. وهي علم وفن، وكل من يستطيع خلق فرق عمل عالية الأداء ودائمة هو شخص متميز يستحق كل الإعجاب. فقد أثبت التاريخ أن بناء شركات وفرق عمل عظيمة يتطلب وجود قائد عظيم له صفات ومهارات فريدة من نوعها لتساعده في تحقيق ذلك.



إن عملية إنشاء الشركات تعتمد على القدرة على بناء فرق عمل مميزة. ولهذا لا يكون أغلب المدراء قادة، ولا يصل أغلب القادة إلى القمة في ما يفعلون. فهذه عملية تتطلب إدارة مئات (إن لم يكن آلاف) الموظفين في آن واحد، وذلك عن طريق فهم كل واحد منهم واكتشاف طرق استغلال قدراتهم في جميع الأوقات. وهي تشبه لعبة الشطرنج، فلكل حركة خاطئة عواقب وتأثيرات على ميزانية الشركة.



وفيما يلي 6 طرق لبناء فرق عمل دائمة:



1. كن مدركا لطريقة عملك



كقائد للفريق، يجب عليك أن تكون مدركا تماما لأسلوبك في العمل والطرق التي تستخدمها. هل هي حقا فعالة؟ وكيف يتم تقبلها من قبل فريق عملك؟ كن حكما على نفسك وحدد نقاط ضعفك، خصوصا تلك التي تؤثر على الفريق. وتأكد من تحمل المسؤولية واعمل على تصحيح أخطائك وتغيير طريقتك حسب ما هو مطلوب لضمان بقائك في موقف قوة وكسب احترام الآخرين.



كن مسؤولا عن نفسك. وتعود أن تكون مرنا. واعرف امكانياتك الحقيقية كقائد



2. تعرف على بقية الفريق



يجب عليك تخصيص الوقت للتعرف على فريق عملك وبالتالي التشجيع على تكوين الصداقات بين الجميع. فمن المهم جدا إبداء الاهتمام بهم ومعرفة احتياجاتهم المختلفة وقبول الاختلافات بينهم. وبهذا، تستطيع التعرف على مهاراتهم وقدراتهم، واستغلالها بالشكل الصحيح وتطوير النواحي التي تحتاج إلى ذلك.



إن القادة العظماء يعلمون ماذا يجب فعله ومتى. فهم خبراء في تفعيل المهارات التي بين أيديهم. ولديهم القدرة على استغلال الكفاءات في حل المشاكل وإيجاد الإجابات. إن فهمك العميق لأفراد فريقك يعني قدرتك على استيعاب طريقة تفكيرهم ومعرفة العوامل التي تؤدي إلى تشجيعهم للعمل بشكل يفوق التوقعات.
أنظر لفريق عملك كأنهم قطع من أحجية يمكنك تركيبها بطرق مختلفة.



3. عرف الأدوار والمسؤوليات بوضوح



بعد تطبيق النقطة السابقة، يصبح بإمكانك تعريف الأدوار والمسؤوليات بشكل أوضح. وقد تظن أن هذه مهمة سهلة، إلا أنها ليست كذلك. فغالبا ما تكون الأدوار المناسبة للأشخاص هي تلك التي تقع خارج نطاق عملهم. ويجب أن يكون دور كل شخص في الفريق مترابطا مع أدوار زملائه ومعتمدا عليها. وعليك تمييز ما إذا كان كل واحد منهم مناسبا للعمل ضمن فريق أم لا.




فريق العمل يشبه لوحة فسيفساء، حيث قطعها فريدة ومختلفة، لكن عند جمعها معا، تعطي لوحة فائقة الجمال.



4. كن سباقاً في إعطاء الملاحظات



وهذا ضروري جدا لضمان البقاء على المسار الصحيح، والأهم من ذلك التطوير والتحسين المستمر. يجب عليك إعطاء الملاحظات دائما، فعادة ما يقوم المدراء بإبقاء ملاحظاتهم إلى حين ظهور مشكلة. وتعتبر هذه النقطة من عوامل التواصل الصحي بين الفريق. ويمكن أن تقوم بهذا بشكل رسمي، لكن احذر من جعلها عملية جامدة، فذلك يؤدي إلى الفشل في إرسال ملاحظات صادقة ومؤثرة. وتذكر دائما أن كل فريق يتميز عن غيره، بفروقاته وديناميكياته. فلا تعتمد أسلوبا واحدا مع الجميع. وشجع البقية على التواصل وإبداء الآراء والملاحظات ليصبح ذلك حافزا للجميع للتطوير.



اعمل على تخصيص الوقت لإعطاء النصائح للآخرين حول ما يجب عليهم فعله وكيفية التحسين في ذلك. ولا تعقد عملية التواصل واحرص على الاستماع إليهم أيضا.



5. لاحظ التحسينات الحاصلة على الأفراد واعمل على مكافأتهم



الإنسان بطبعه يحب التقدير ويقدر من يحترمه. وكما خصصت الوقت لإبداء الملاحظات للفريق، يجب عليك الآن تخصيص الوقت لمكافأة أفراده. فقد قابلت العديد من المدراء الذين لا يؤمنون بالمكافأة على "تأدية الوظيفة بالشكل الصحيح".



اعمل على أن تكون مديرا يراعي مشاعر الآخرين ودعهم يعلمون أنك تقدر كل جهودهم. ولا تنس أن تكون صادقا في كل ذلك، فهذا سيؤدي إلى بناء الثقة بينك وبينهم وتشجيعهم للعمل أكثر واستكشاف قدراتهم الكامنة.



التقدير يشعر أعضاء الفريق بالرضا ويجعل العمل ذا معنى بالنسبة لهم



6. احتفل بالنجاح دائما



وهذا يتعدى تقدير الموظفين ومكافأتهم، فهو يتمحور حول النظر إلى كل الإنجازات الفائتة والتعقيب عليها وتلخيص كل النقاط التي تعلمها الفريق. ففي عالم سريع كهذا، يقوم المعظم بتجاهل أهمية استيعاب أسباب النجاح وكيفية انعكاسه على الجميع.



إن الاحتفال هو نشاط قصير الأمد، لا تتجاهله، وخصص الوقت لهذه اللحظات حيث تبدأ بتذكر أسباب وصولك إلى النجاح