أ. سرى ابراهيم العايد - عضو هيئة التدريب بالمعهد



غالباً ما تفهم عملية تقييم أداء الموظفين - على أهميتها - على أنها مصيدة للموظف بمعنى أن نتائجها مسؤولة بشكل مباشرعن مكافأة الموظف أو حرمانه، وللأسف هذا المنطق راسخ في عقول معظم الموظفين، ولكي يحقق التقييم أهدافه يجب أن يفهم الموظف الغرض من عملية تقييمه.


لعل من أهم الأهداف الأساسية لإدارة الموارد البشرية هي مساعدة المنظمات للوصول لأهدافها من خلال إدارة وتنظيم موظفيها. بهدف تنمية الموارد البشرية والحفاظ على مستوى الجودة، وللحصول على قوى عاملة متخصصة ومؤهلة، ولهذا الغرض كان لابد من إنشاء نظام تقييم لمستوى الأداء. فتشغيل الموظف المؤهل ليس كافياً، بل إن ما تسعى إليه المنظمات اليوم هو إدراك قدرات الموظفين وتوقعاتهم ومحاور رضاهم ولو عدنا إلى الماضي لوجدنا أن إنشاء أول شكل لتطبيق إدارة الموارد البشرية من مدرسة جانز (فومبرن، 1984م)، إذ تم طرح إدارة الموارد البشرية على أنها دورة لأربع وظائف رئيسية تبدأ من
اختيار الموظفين ثم تقييم أدائهم ،من أجل تحديد نظام التعويض المتناسب مع تقييمهم بهدف تطوير أدائهم.
ويبدو أن هذا النموذج قد أثبت فشله في ظروف بيئة العمل الحالية ولم يعد مقبولاً حديثاً، ولكنه مع ذلك كان له الفضل في التركيز على ضرورة إنشاء نظام تقييم أداء الموظفين من خلال نظام إدارة الموارد البشرية في المنظمة. وعند الحديث عن تقييم أداء الموظفين لابد من معرفة و بيان الفرق بين إدارة أداء الموظفين وتقييمهم، حيث إن إدارة أداء الموظفين يتمحور حول المستقبل والتطوير، وإن تقييم أداء الموظفين يحتاج إلى النظر في المغزى (النظر إلى الوراء).


ولا يعبر قياس أداء الموظفين فقط عن كمية العمل للموظف أو جودته ولكن لابد أن يتضمن قياس أداء الموظفين محاور مثل اليقظة، والقدرة على العمل، والسلوك الوظيفي، والحضور والتغيب عن مكان العمل، والعلاقة بين الزملاء.


وبكل بساطة يمكن تعريف أداء الموظف على أنه نتيجة لتفاعل القدرات التواصلية لأداء العمل والجهد المعتمد على الدافع الداخلي، والظروف المنظِمة لمكان العمل والتي أعدت ونُظمت من أجل الموظفين، حيث إن الأداء المتوقع لا يمكن أن يرتفع مع فقدان أو تغيب أياً من هذه المحاور. فعلى سبيل المثال، لا يهم مدى جاهزية مكان العمل أو مدى تأهل الموظف في حال عدم رغبة الموظف على أداء هذا العمل حيث أن الأداء لا يمكن توقعه في حال كان الموظف ليس لديه دافع داخلي للقيام بالعمل.


ومن هنا فإن المعلومات المحصلة من هذه عملية التقييم لا تعد فقط لأداء الموظفين في العمل وقدرات الموظف وحاجاته المستقبلية، ولكنها كذلك تزود إداريي الموارد البشرية بمعلومات قيمة حول المتطلبات التطويرية التي تحفّز الموظفين على تطوير ذاتهم والتي تكشف نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم. وبالتالي وضع الأسس الصحيحة لمكافأة الموظفين وإدارة العمل وتعيين المؤهلين منهم. كما أنها تسهم بشكل أو بآخر بتأكيد مدى توافق أهداف الموظفين مع أهداف المنظمة، ومتى ما تم توضيح ذلك للموظفين فهذا سينعكس على زيادة الوعي وبالتالي الارتقاء بمستوى الأداء وصولاً لجودة أفضل...