الملاحظة Observing: يُقصَد بالملاحظة هنا استخدام واحدة أو أكثر من الحواسِّ الخمس: (الإبصار، السمع، الذوق، الشم، اللمس)؛ للحصول على معلومات عن الشيء أو الظاهرة التي تقع عليها الملاحظة. وهي عملية تفكير تتضمَّن المشاهدةَ والمراقبة والإدراك، وتقترن عادةً بوجود سبب قوي أو هدف يستدعي تركيز الانتباه ودقة الملاحظة، وهي بهذا المعنى ليست مجرَّد النظر إلى الأشياء الواقعة في مرمى أبصارنا، أو سماع الأصوات الدائرة من حولنا. واستنادًا إلى طبيعة الموقف وهدف الملاحظة، قد يكون التركيزُ على التفاصيل، أو على جوهر الموضوع، أو على الاثنين معًا، وقد يتطلب الأمر أقصى درجة من الدقة في المشاهدات، وقد يكتفي بصورة تقريبية لها. المقارنة Comparing: المقارنة هي إحدى مهاراتِ التفكير الأساسية لتنظيم المعلومات وتطوير المعرفة، وتتطلب عملية المقارنة التعرُّفَ على أوجه الشبه وأوجه الاختلاف بين شيئين أو أكثر، عن طريق تفحُّص العلاقات بينهما، والبحث عن نقاط الاتفاق ونقاط الاختلاف، ورؤية ما هو موجود في أحدهما ومفقود في الآخر. وتوفِّر المقارنة فرصةً للطلبة كي يفكِّروا بمرونة ودقة في شيئين أو أكثر في آنٍ واحد، كما أنها تُضِيف عنصر التشويق والإثارة للموقف التعليمي عندما يخطط لها لتحقيق هدف تعليمي واضح في إطار السياق الطبيعي للدرس، وحتى عندما يطلب المعلِّم إجراء مقارنة بين أشياء تافهة، فإن دافعية الطلبة للتعلُّم قد تكون أقوى مما هي عليه في أسئلة التذكر أو المحاضرة. وفي كثيرٍ من الحالات عندما يواجه الفرد شيئًا جديدًا لم يألفه من قبلُ، يلجأ بصورة تلقائية لعملية البحث في مخزونه المعرفي عن شيء مألوف سبق أن اختبره؛ حتى يفحص إمكانية نقل المعرفة عمَّا هو مألوف إلى ما هو جديد. والسؤال الذي غالبًا ما يُطرَح في مثل هذه الحالات هو: "ما هذا؟ وماذا يشبه؟". ويتوقَّف مدى نجاحه في التعامل مع الموقف الجديد على مهارته في المقارنة. التصنيف Classifying: التصنيف مهارةُ تفكيرٍ أساسية لبناء الإطار المرجعي المعرفي للفرد، وضرورية للتقدم العلمي وتطوره، بل يمكن اعتبارها من أهم مهارات التعلم والتفكير الأساسية، فإذا لم نتمكَّن من القيام بعملية التصنيف، لن يكون بمقدورِنا التكيُّف مع عالَمنا المعقَّد؛ ذلك أن قدرتنا على إلحاق أو تصنيف الأشياء أو الخبرات الجديدة ضمن منظومات أو فئات مألوفة لدينا - تحدِّدُ طبيعة استجاباتنا لها. إن تعلُّم مهارة التصنيف عبارة عن تعلم ماهية الخصائص المشتركة بين جميع مفردات فئة أو عائلة معينة، وغير المتوافرة لدى مفردات فئة أو عائلة أخرى من الأشياء أو الكائنات، وإيجاد نظام أو طريقة لفصل المفردات وإلحاقها بفئات لكلٍّ منها خصائصُ تميزها عن الفئات الأخرى. وعندما نصنِّف الأشياء أو نبوِّبُها، فإننا نضعُها في مجموعات وَفْق نظام معين في أذهاننا، فإذا طلب إلينا تصنيف مجموعة من الأدوات أو المواد أو الأفكار، فإننا نبدأ بفحصها أولاً، وعندما نرى أشياء معينة تجمعُها خصائصُ مشتركةٌ نقومُ بفصلِها ووضعها معًا، ونستمرُّ في ذلك حتى يصبحَ لدينا عدد من التجمُّعات، وإذا بقي شيء يبدو غيرَ قابل للتصنيف وَفْق النظام الذي ارتأيناه، فإما أن نستخدم نظامًا مختلفًا للتصنيف يستوعب ما تبقَّى من أشياء، وإما أن نصنِّفها في مجموعة تحت بند "متفرقات"، أو "غير ذلك". وفي بعض الحالات قد نجد أن مفردات عائلة أو فئة معينة يمكنُ إلحاقها بعائلة أخرى، وذلك تبعًا لنوع الخصائص التي اتُّخذت أساسًا للتصنيف. الترتيب Ordering: الترتيب هو مهارة تفكير أساسية من مهارات جمع المعلومات وتنظيمها، ويعني الترتيب هنا وضعَ المفاهيم أو الأشياء أو الأحداث التي ترتبطُ فيما بينها بصورةٍ أو بأخرى في سياقٍ متتابع وَفْقًا لمعيارٍ معيَّن، فالإنسان يكوِّن صورًا ذهنية أو مفاهيم للأشياء التي يتعرَّض لها من واقع خبراتِه التعليمية والشخصية، ويعطي لكلِّ مفهوم أو شيء اسمًا أو عنوانًا مختلفًا؛ فهذه شجرة، وتلك سفينة، وذلك فيل، ثم يبحث عن الخصائص الأساسية التي تتميَّز بها مجموعة من المفاهيم أو الأشياء، ويقوم باختزانها على شكل مجموعات ترتبط كل منها بخاصية مميزة. ويجدر الانتباه إلى أن عملية الترتيب ليست بالسهولة التي قد تبدو للوهلة الأولى؛ فهناك الكثير من المفاهيم والأشياء التي تجمعُها علاقة أو خاصية ما، ولكن الفروق في درجة الخاصية أو قوتها طفيفة إلى الحد الذي يصعب معه ترتيبها وَفْق هذه الخاصية. وفي مثل هذه الحالة ينبغي عدم التسرُّع والبحث عن خاصية عامة مشتركة يمكنُ أن تكون الفروق بين المفاهيم بالنسبة لها أكثر وضوحًا. تنظيم المعلومات Organizing Data: إن تنمية العقل البحَّاث لدى المتعلِّم أكثرُ أهمية من تلقينِه فيضًا من المعلومات التي يمكن أن يتوصَّل إليها بنفسه إذا أُتِيحَتْ له فرص الرجوع إلى مصادر هذه المعلومات.
ومن الطبيعي أن يُواجِه الطلبة مشكلة - ليست سهلة كما يبدو - في تنظيم المعلومات، وفي كيفية عرضِها بعد جمعها، ولمَّا كان هناك أكثر من طريقة لتنظيم المعلومات وإخراجها؛ فلا بد أن يتعرَّض الطلبة لخبرة الممارسة العملية؛ حتى يمكن تطوير مهاراتهم في المواقف المختلفة، ومن بين الاعتبارات المهمة التي ينبغي مراعاتُها في تنظيم المعلومات، طبيعةُ الجمهور الذي ستعرض عليه، والوقت المخصَّص لذلك، والسياق التاريخي الذي ستعرض بموجبه.