ترتبط عملية الاستدلال ارتباطًا وثيقًا باللغة، وقد يصعب التمييز أحيانًا بين القصور في القدرة على الاستدلال والقصور في استخدام اللغة وفهمها، بل إن هناك مَن يرى بأن اللغة هي الداء والدواء بالنسبة للقدرة على الاستدلال؛ ذلك أن الغموض وعدم الدقة في طريقة استخدام الكلمات عاملانِ مؤثِّرانِ في قدرة الفردِ على الاستدلال، وليس هناك أدنى شكٍّ بأن الكلمة الواحدة قد تستخدمُ للدلالة على معانٍ مختلفة وَفْقًا لسياقِ الكلام أو غاية المتكلِّم، وهكذا فمِن غير المحتمل أن يكونَ الشخص قادرًا على الاستدلال بصورة صحيحة ما لم يكن متمكنًا في استخدام اللغة بمنتهى الدقة والحذر. وإذا نظرنا إلى التراكيب اللُّغَوية الآتية يمكنُ أن نلاحظ مدى أهمية الإتقان اللُّغَوي في فهم مضمون التركيب اللُّغَوي ومغزاه: • "سندويتش فلافل" أفضل من "لا شيء". • "لا شيء" أفضل من "سندويتش فلافل". إن التركيب اللُّغَوي الأول؛ يعني: ببساطة "سندويتش فلافل أفضل من العدم"؛ أي: إذا لم يتوافر بديلٌ آخر للأكل، فلا بأس من تناولِ سندويتش الفلافل. أما التركيب اللغوي الثاني، فقد يُفهَم بطريقتين:
إحداهما: أن "سندويتش الفلافل مفضَّل عند المتكلِّم على أي طعام آخر"، وثانيهما: أن "العدم أفضل من سندويتش الفلافل"، أو أن "المتكلِّم يفضِّل جميع أنواع الطعام على سندويتش الفلافل".