وجدت دراسة جديدة من جامعة سيدني أجريت على مجموعة من الموظفين بأن 60% من مجموع الذين يعملون في المكاتب المفتوحة أو الكبائن داخل الشركات يفتقرون إلى الخصوصية. كما استنتج كل من جانغسو كيم وريتشارد دي دير، خلال دراسة استقصائية أجريت على 42 ألف موظف من الفئة نفسها، بأنهم أقل سعادة من غيرهم. بالإضافة إلى أن أكثر من 30% منهم، يشتكون من الأصوات المزعجة المحيطة بهم.


لكن، لماذا يجد الموظفون الذين يعملون في هذا النوع من المكاتب، انعدام خصوصية الصوت أمرا محبطا، أكثر من أولئك الذين لا يملكون أي جدران حول مكاتبهم؟ يعتقد الباحثان أن من يعمل في مكتب من دون جدران، يرتاح نوعا ما إلى حقيقة كونه قادرا على معرفة مصدر الإزعاج وتحديده، فذلك يمنح شعورا بالسيطرة.


ومن اللافت للنظر بأن الموظفين الذين يعملون في المكاتب المفتوحة، يرون أن معرفة مصدر الصوت أهم من مسألة الضجيج الناتج عنه؛ إذ يمكن تجنب الإزعاج من خلال ارتداء سماعة مثلا. لكن عند إجراء مكالمة هاتفية مع أحد الزملاء أو المدير، فإنه لا يمكن أن نمنع الآخرين من الاستماع إلينا، لذلك فإنه لا وجود لأي شكل من أشكال الخصوصية.


ويوضح كيم قائلا "قد يرى البعض أن تصميم المكاتب بهذا الشكل طريقة لزيادة الارتياح في مكان العمل وفعالية الفريق. لكننا وجدنا بأن الذين يعملون في هذا النوع من المكاتب أقل ارتياحا ورضا عن بيئة عملهم من أولئك الذين يعملون في مكاتب مغلقة."


إن الفكرة من وراء ذلك، هي دفع الموظفين للحديث والتعاون فيما بينهم. لكن هذه النظرية ليست مبنية على أدلة تجريبية؛ إذ إن الأفراد بطبيعة الحال يفضلون إجراء الأحاديث أو النقاشات في المكاتب أو الأماكن المغلقة، ليسمع كل منهم الآخر بشكل أفضل، فضلا عن تأمين الخصوصية المطلوبة.


ومن أحد العواقب غير المقصودة لنظام المكاتب المفتوحة، هو عدم جدواها لأولئك الذين يتفانون في إنجاز أعمالهم، وفقا لدراسة أجرتها آني مورفي بول في مجلة تايم. في حين أن المؤيدين لهذا النظام، يرون أنه يدفع الموظفين إلى التعاون لإنجاز المهام التي تنطوي على التحدي. لكن ذلك أيضا، قد يؤدي إلى إضاعة أوقات الموظفين.


إن هذه الدراسة تبحث في مدى انزعاج الموظف من حيث 15 ناحية، منها: مستوى الضوضاء والمساحة والضوء. وقد تبين بعد الاستطلاع، أن أكثر الموظفين تعاسة هم أولئك الذين يعملون في كبائن، فقد عبروا عن عدم رضاهم في 13 ناحية على الأقل.