تعزيز الصحة في مكان العمل
تقديم : م / جمعة محمد سلامة
مدير مكتب السلامة ( المنظمة الليبية للسلامة والصحة المهنية والبيئة )










يعدُّ مكان العمل أكثر مكان يمضي فيه الشخص ساعات يقظته , لذلك تمارس بيئة العمل دوراً كبيراً في تعزيز صحَّة الشخص ورفاهيته .
يَتغيَّب الكثيرُ من الموظَّفين بسبب الإصابات في مكان العمل واعتلال الصحة ، ويعدُّ الإجهادُ النفسي وألم الظهر أكثرَ سببين لتغيُّب الموظَّفين عن العمل .
هناك العديدُ من الطرق التي يُمكن للموظَّفين اتِّباعها ، ليس ليقلِّلوا من خطر إصابتهم بالأمراض التي يسبِّبها إجهاد العمل فقط , بل ليستغلوا الأوقات التي يقضونها في مكان العمل في تعزيز صحتهم .




الإجهاد النفسي :
يتغيَّب العديدُ من الموظَّفين عن عملهم بسبب إصابتهم بالإجهاد النفسي الذي يسبِّبه لهم العمل ، أو بسبب الاكتئاب والقلق ، ونظرا لتنوُّع أسباب الإجهاد النفسي الذي قد يصيب الموظف , فمن المهم معرفة كيفية التعامل مع ضغوطات العمل .
من المهمِّ معرفةُ أعراض الإجهاد النفسي ؛ لتجنُّب الإصابة به ، ومن أنجح طرق التعامل مع الإجهاد النفسي هي معرفة الأولويَّات في مهام العمل ، وعدم تحميل النفس فوق طاقتها .




ألم الظهر :
قد تَكون آلامُ الظهر سبباً في التغيُّب عن العمل ، بسبب وضعيَّة الجسم الخاطئة أو بسبب اضطرابات في الجهاز العضلي الهيكلي ؛ فالجلوسُ بشكل خاطئ والالتواء الخاطئ للجسم ( ثني الأعضاء أو محاولة الوصول لشيء ما ) أو كلاهما يُسبِّبان الإصابةَ بآلام الظهر وحدوث اضطرابات في الجهاز العضلي الهيكلي بشكل رئيسي .
وفي أغلب الحالات , يكون أفضل علاج لمثل هذه الحالات هو الحركة أو تناول بعض المسكِّنات إذا احتاج الشخص إلى ذلك ، وقد يشعر الشخص بالرغبة في النوم ، ولكنَّ ذلك قد يزيد الوضع سوءاً ؛ فكلَّما قلَّت حركةُ الشخص , ضعفت عضلاتُ ظهره وزاد خطرُ إصابته بآلام في الظهر .




إصابات الإجهاد المتكرِّر :
يزداد خطرُ الإصابة بالإجهاد المتكرِّر إذ استمرَّ الشخصُ في العمل لساعات طويلة من دون أن يأخذ استراحات قصيرة , أو إذا جلس لساعاتٍ طويلة على كرسي غير مريح أو بطريقة خاطئة ، وقد تُسبِّب وضعيةُ الجسم الخاطئة ، عندَ استعمال لوحة المفاتيح والفأرة والجوَّال والأجهزة اليدوية ، إصابات الإجهاد المتكرِّر .
ليست التكنولوجيا الحديثة السَّببَ الوحيد في حدوث إصابات الإجهاد المتكرِّر ؛ فأيُّ شخص يستخدم في عمله عضلاتٍ معيَّنة باستمرار قد يُصاب أيضاً بذلك , مثل عمَّال التجميع في المصانع والخيَّاطين وعمَّال النظافة .




الجلوس :
يجب أن يحرصَ الشخصُ على الجلوس بطريقةٍ صحيحة أمامَ جهاز الكمبيوتر ؛ فإذا كانت وظيفتُه تتطلَّب جلوسَه لساعات طويلة أمامه , وإذا كان لا يعرف الطريقةَ الصحيحة للجلوس أمامَ شاشة الكمبيوتر , يجب عليه أن يسألَ مديره المباشر عن ذلك .
إذا كان عملُ الشخص يتطلَّب استخدامَ الكمبيوتر بكثرة , فيجب عليه أن يأخذَ استراحةً قصيرة تتراوح ما بين 5 إلى 10 دقائق على الأقل كلَّ ساعة .




التمارينُ الرياضية :
يقضي الكثيرُ من الأشخاص ساعاتٍ طويلةً ومُتعِبَة في العمل وفي الذهاب والعودة من وإلى مكان العمل ؛ ولكن تعدُّ ممارسةُ الرياضة في مكان العمل أمراً أسهل ممَّا يتخيَّله الكثيرُ من الأشخاص ، وفيما يلي بعض النصائح لممارسة الرياضة في مكان العمل :
• عندَ الذهاب إلى مكان العمل , ينبغي أن ينـزلَ الشخصُ من الحافلة أو من إحدى محطَّات القطار التي تُقلُّه قبلَ أن يصلَ إلى المحطَّة النهائية , ويكمل طريقَه سيراً على الأقدام أو على درَّاجته .
• إذا احتاج الشخصُ إلى أن يتحدَّثَ إلى زميله في العمل , ينبغي أن يذهبَ إلى مكتبه بدلاً من أن يحادثه على الهاتف .
• استخدام سلَّم الدرج بدلاً من المصعد ، أو أن يصعدَ الشخص بالمصعد إلى بعض الأدوار ، ثم ينـزل ويكمل طريقَه باستخدام سلَّم الدرج .
• ممارسة التمارين الرياضية في استراحة الغداء ، حيث تشتمل بعضُ أماكن العمل على صالة رياضية أو حوض للسباحة أو ملعب الإسكواش .
كما يساعد تحسينُ اللياقة العامَّة للشخص وإنقاص الوزن الزائد على تصحيح وضعية جلوسه ، ويقيه من خطر الإصابة بهذه الأعراض .




حمل الأشياء :
إنَّ من أكبر مسبِّبات آلام الظهر التي تصيب الموظفين رفعُ الأشياء أو حملها بطريقة خاطئة ؛ لذلك يعدُّ تعلُّمُ واتِّباع أوضاع الجسم الصحيحة عندَ حمل الأشياء أو رفعها ممَّا يساعد الشخصَ على الوقاية من آلام الظهر .
بعض النصائح عند حمل الأشياء :
• يجب أن يفكِّرَ الشخصُ قبل أن يحملَ الأشياء .
• أن يكونَ وضعُ جسمه صحيحاً .
• أن يجعلَ الثقلَ قَريباً من خصره .
• تجنُّب انحناء الظهر أو الميل إلى أحد الجانبين .
• رفع الرأس عالياً أو إبقاؤه منتصباً .
• أن يعرف الشخصُ حدودَ مقدرته على حمل الأشياء .
• أن يدفعَ الشيءَ ولا يسحبه .
• حمل الثقل بالتساوي على جانبي الجسم .




الأكل :
يستهلك الأشخاصُ ثلثَ طعامهم اليومي على الأقل في مكان العمل ؛ لذا يؤثِّر نوعُ المأكولات والمشروبات التي يتناولها الشخصُ في مكان العمل في صحَّته وأدائه الوظيفي ؛ فإذا لم يتناول الشخصُ وجبات غذائية متوازنة ومنتظمة , أو لم يشرب كمِّية كافية من الماء ، فقد يُصاب بالصُّداع أو الخمول أو ضعف التركيز .
هناك الكثيرُ من الخيارات الصحِّية لوجبة الغداء ، سواء أشتَرى الشخصُ طعامَه من محل السندوتشات ( الشطائر ) أم المقهى أم السوبرماركت أم الكافتيريا الموجودة في مكان العمل ، ويُفضَّل احضارُ الطعام من البيت ليعرف الشخصُ بالضبط ماذا سوف يأكل , ويساعده ذلك أيضاً على توفير المال , فيستطيع تحضيرَ بعض الساندوتشات أو بعض ##### السلطة ، أو يُحضِر ما تبقَّى من وجبته المسائية إلى مكان العمل .