قد نجد الكثيرين ممن يعملون في وظائف ثابتة، يتوقون إلى إحداث تغيير جذري في نمط عملهم لجعله أكثر خصوصية واستقلالية. لكن تحقيق ذلك يتطلب وعيا إداريا، واختيارا موفقا لطبيعة المشاريع الخاصة التي يخطط لها، وجدول عمل يتميز بالمرونة والدقة والوضوح. إلى جانب ما يترتب على هذا الأمر من تحديات أيضا.


فيما يلي 3 تحديات قد تواجهك عند العمل لحسابك الخاص، بالإضافة إلى عدد من النصائح للتغلب عليها:


1. عمل غير ثابت:


من أكثر الأمور التي تخيف الناس عندما يتعلق الأمر بالأعمال المستقلة، هو عدم الأمان الوظيفي؛ إذ حينما تكون موظفا لدى شركة ما، فأنت تعلم بأنك ستحصل على أجورك في نهاية كل شهر، بينما عملك لحسابك الخاص قد يجعل دخلك متذبذبا. ويعد هذا الأمر تحديا عند البدء بهذا النوع من الأعمال للمرة الأولى. وقد يتطلب منك بعض الوقت لبناء سمعتك الوظيفية والشعور بالأمان والاستقرار الوظيفي. وتذكر أيضا بأنك ستحتاج إلى الترويج لخدماتك وبيعها بنفسك، فأنت لن يكون لديك مدير يقوم بهذا الأمر عنك.


إن سر نجاحك في العمل لحسابك الخاص، يكمن في تخصصك في مجال محدد، بحيث تصبح خبيرا فيه. فالكتابة مثلا من أشهر مجالات العمل المستقل، لكن بدلا من الترويج لنفسك بأنك كاتب يعمل لحسابه الخاص فقط، انظر إلى كل من تجاربك وخبراتك ومعرفتك باهتمام أكبر لتتمكن من صياغة اسم أفضل لنفسك. وإن كنت شغوفا وتملك خبرة في مجال السياسة، فابحث عن أعمال الكتابة السياسية. وإن كنت أستاذا سابقا، فأنت مؤهل بطبيعة الحال إلى الكتابة عن الأمور المتعلقة بالتعليم. ومهما كانت طبيعة الخبرة التي تتمتع بها، اعمل على تطويرها.


2. الافتقار إلى المزايا:


غالبا ما تمتلك الوظائف التقليدية مزايا معينة، كالتأمين الصحي والإجازات المدفوعة وبرامج التقاعد. وكونك تعمل لحسابك الخاص، عليك البحث عن هذه المزايا بنفسك. فقد يكون التأمين أمرا مكلفا، وقد تجد صعوبة للتفرغ لإجازة أثناء العمل وفق جدول عمل ممتلئ، كما أنك لن تتلقى أجرا خلال هذه الإجازات.


وفيما يعد التأمين الصحي من أكثر المزايا التي يصعب تحقيقها، وذلك لأن سياسات الشركات قد تكون مربكة ومكلفة، قم بالبحث عن التأمينات المختلفة، واستفسر عن الأسعار وتحدث إلى ممثلي الشركات، لتتمكن من تحديد أفضلها لطبيعة احتياجاتك. وإن كان شريك حياتك أو أحد أفراد أسرتك يعمل موظفا، قد تتمكن من الانضمام إلى تأمينه الصحي ودفع تكاليف أقل بكثير.


وقد لا تستطيع أخذ إجازة مدفوعة إلا إن عملت خلالها. وفي الأحوال جميعها، لا تنس إعلام عملائك مقدما قبل الإجازة.


3. كيفية البدء بالعمل لحسابك الخاص:


قد يكون من الصعب معرفة كيفية البدء بهذا النوع من الأعمال، لاسيما لدى أولئك المعتادين على العمل في وظائف ثابتة. ويمكن القول: إن أهم صفة يبحث عنها العميل لدى من يعمل لحسابه الخاص هي الثقة. فعندما تكون مبتدئا في هذا المجال، يعد إقناع الآخرين بالوثوق بعملك ومصداقيتك أمرا صعبا. لذا، فإن التواصل الاجتماعي يعد من أفضل الطرق للبدء في مثل هذه الحالة، سواء مع الأصدقاء أو الأقارب أو مع الزملاء السابقين ممن يعرفون أخلاقياتك في العمل، وبالتالي سيساعدونك في إيجاد فرص مناسبة. كما قد تفيدك رسائل التوصية من معارفك، لهذا قم بإعلام جميع من هم في نطاق شبكتك الاجتماعية بطبيعة أهدافك، ليتمكنوا من مساعدتك في إيجاد الأشخاص المناسبين. وحين تنتهي من بناء قاعدة العملاء الخاصة بك، سيصبح من السهل عليك توسيع دائرة عملائك.


لقد أصبحت الوظائف المستقلة أكثر شيوعا في نمط الاقتصاد العالمي الجديد. ومن المحتمل أن تزداد شيوعا بين أوساط العاملين، إذ تعد خيارا قليل الكلفة لدى الشركات عند مقارنتها بالوظائف الثابتة.