هناك مزايا عديدة لوجود أفراد الشركة جميعهم في مكان واحد. وحتى الآن، ليس من بديل عن التواصل المباشر والعفوي بين الموظفين. لكن، هناك أيضا ما يدعو إلى وجود أكثر من فرع للشركة في أماكن مختلفة، مما يعني العمل عن بعد، والتواصل غير المباشر بين مجموعات الموظفين المتفرقة في فروع الشركة الواحدة. فيما يلي بعض الإيجابيات والتحديات الناجمة عن توزع القوى العاملة بين أماكن مختلفة، بالإضافة إلى نصائح من شأنها إنجاح عملية التنسيق فيما بينها، بما يخدم أهداف المؤسسة في فروعها المختلفة:
الإيجابيات:
· المرونة في العمل والتوازن في الحياة.
توضح دانيا تشيسكيس غولد، مديرة في شركة (سبارك كابيتال- Spark Capital): "من إحدى مميزات العمل عن بعد، قدرة الموظف على شراء حاجياته خارج أوقات الذروة، أو أخذ قيلولة إن احتاج إليها، أو حتى التنقل من موقع عمل لآخر وتحسين إنتاجيته."
· توظيف أفضل الأفراد بغض النظر عن مكان تواجدهم.
ليس بالضرورة أن يكون أفضل الموظفين ممن يعيشون على مقربة من المقر الرئيس للشركة. وإن كانت الشركة تقع في منطقة تقل فيها المواهب التقنية، فإن البحث عن موظفين في مكان آخر قد يكون أمرا جوهريا. وتضيف لوري مكليز، مسؤولة في قسم الموارد البشرية في شركة (أوتوماتيك– Automattic)، "يجب البحث عن الموظفين حيث توجد المواهب."
· زيادة التنوع في الإبداع.
إن الشركات ذات الفروع المتفرقة لديها إمكانية الوصول إلى مجموعة أكبر من الموظفين المطلوبين، كما أن موظفيها يملكون وجهات نظر وتجارب مختلفة، بالإضافة إلى أساليب مبتكرة في معالجة المشكلات. وتوضح لوري قائلة: "تحصل الكثير من المناقشات المثمرة في شركتنا، وذلك لأننا نختار الموظفين من خلفيات متنوعة."
التحديات:
· التواصل.
فيما يخص عملية التواصل، هناك الكثير من التفاصيل الإيجابية، والتي من شأنها تحفيز الموظفين بشكل مستمر، تفقد تأثيرها حين تكون من خلال البريد الإلكتروني. وتوضح دانيا ذلك بقولها: "من الصعب إيصال نبرة الصوت والمشاعر الحقيقية للمرسل عبر البريد الإلكتروني. لذلك قد تبدو الملاحظات أكثر حدة مما هي عليه في الواقع، ويكون من الصعب أيضا تحديد ما إذا كان صاحب الرسالة غير راض."
· ثقافة الشركة.
ترى دانيا بأن جداول العمل ستكون مختلفة من موظف لآخر، وهي مسألة مربكة للمديرين والمرؤوسين. ويمكن التخفيف من ذلك بتغيير نمط الإدارة منذ البدء، وتحديد الأوقات المناسبة للتواصل بين الموظفين ومديريهم، واعتماد نوع من الحلول الوسطى دائما لتجاوز العقبات المترتبة على هذا النوع من التواصل.
· قد لا تكون خطوة اقتصادية.
قد ينظر بعض أصحاب العمل إلى القوى العاملة الموزعة بين فروع المؤسسة، على أنها طريقة لخفض التكاليف. لكن هذا الأمر يحتمل عكس ذلك في بعض الحالات. وتوضح لوري: "قد تكون ميزانية السفر والتنقل، أكبر من تكاليف جمع الموظفين في مكان واحد."
كيف تجعل الأمر ينجح:
· الاعتراف بالإنجازات.
من أكثر الشكاوى شيوعا في الشركات، هي إطلاق الأحكام على الموظفين بناء على من يبدو عليه الانشغال أكثر من غيره، وليس على من ينجز أعماله بجدارة. لهذا فإن توزيع قوى العمل يعد طريقة بسيطة للتخلص من هذه العادات السيئة، فضلا عن ترك المجال أمام إنجازات الموظف لتعبر عنه حقا. وترى لوري بأنه يجب على الجميع، لاسيما المديرون، تقييم الآخرين بناء على ما يحققونه فعلا، وليس حسب الوقت الذي يقضونه في أداء مهامهم.
· الاستفادة من طرق التواصل المختلفة.
هناك الكثير من الطرق للبقاء متصلا مع زملائك أو موظفيك البعيدين، كالبريد الإلكتروني وبرامج المحادثة وسكايب. وقد تحتاج إلى تجربة أكبر قدر من هذه الوسائل لتحديد أفضلها، أو المناسب منها لأسلوب التواصل الذي تريده. تقول لوري: "ما قد ينجح مع مجموعة معينة من الموظفين أو شركة ما، قد لا ينجح مع غيرها."