ما هو السبب في شح أعداد النساء العاملات في قطاع التكنولوجيا، أو غيره من القطاعات الأخرى التي تشهد نموا كبيرا في الوقت الحاضر؟ إن مثل هذه المسألة تحد كبير قائم أمام عالم الأعمال، سواء من حيث أخلاقياته أو تنوعه أو تطوره أو أرباحه أو حجم الإبداع فيه.
ووفقا لمقال نشر مؤخرا في صحيفة (بوسطن غلوب-Boston Globe) فإن الرجال والنساء يتفقون على أن هناك شحا في النساء العاملات في المؤسسات الكبيرة والمناصب الحكومية الرفيعة وشركات الاستثمار. وهناك أيضا حاجة إلى تشجيع النساء على التوجه إلى مثل هذه القطاعات الريادية.
إذا ما هو السبب الكامن وراء هذه المشكلة؟ وهل النساء تنقصهن الكفاءة اللازمة للمشاركة في قطاع التكنولوجيا؟ تقول كلير كاين ميلر، كاتبة في صحيفة نيويورك تايمز: "إن النساء يتوجهن غالبا إلى التخصصات الإدارية أو القانونية، إلا أنهن عازفات عن عالم التكنولوجيا. ومعظمهن يحاولن الابتعاد عنه بدلا من خوض غماره لأسباب عدة، منها: أنهن لا تتم ترقيتهن فيه بسهولة، وأنه يتطلب إنفاق وقت طويل بعيدا عن العائلة، وأن معظم مؤسساته تسودها ثقافات غير موائمة لهن.
لكن بدلا من إلقاء اللوم على هذا الطرف أو ذاك، علينا أن نغير منظورنا للأمر تماما، ونلقي نظرة على أهم العوائق التي تمنع النساء من التقدم في أهم القطاعات النامية حديثا:
1. هناك نقص في أعداد النساء الرياديات: الكثير من مديري وأصحاب المؤسسات التكنولوجية العظمى في يومنا هذا بدؤوا كرواد أعمال، ولكن هناك شح في النساء الرياديات اللاتي يطمحن لإنشاء شركاتهن الخاصة، لاسيما في قطاع التكنولوجيا، مقابل عدد كبير من النساء الناجحات مثلا في قطاعي التعليم والإعلام. وثمة قطاعات أخرى تعاني أيضا من نقص كبير لن يحله إلا وجود رائدات أعمال وقائدات، يعملن جنبا إلى جنب مع المديرين والرياديين الذكور.
2. قطاع التكنولوجيا يتطلب عملا متواصلا: من المعروف أن خوض غمار عالم التكنولوجيا يتطلب العمل الدائم والصبر واليقظة على مدار الساعة. إلا أن معظم النساء يفضلن عملا أكثر سهولة وأقل ضغطا ويتميز بالمرونة، ليتمكن من الاعتناء بأطفالهن وقضاء الوقت معهم، وهذه الأمور أهم إليهن من الوصول إلى مناصب إدارية مهمة. وليس بالضرورة أن تقضي المرأة جل وقتها في العمل لتتقدم وتتعلم، إلا أن النساء يخشين المؤسسات الريادية التي تعمل بنشاط على مدار الساعة، مما يعيق تقدمهن ووصولهن إلى المناصب القيادية فيها.
3. النساء تهمهن المزايا الوظيفية: جرت العادة أن تتخذ المرأة قرارات مهمة لعائلتها، لاسيما تلك التي تتعلق بالرعاية الصحية، وهذا الأمر يؤثر بشكل كبير على حياتها المهنية واختياراتها؛ فهي لن تقبل بترك وظيفة ثابتة وذات تأمين صحي جيد ومزايا أخرى، لكي تحاول تأسيس شركتها الخاصة، فهذا يضع مصلحة عائلتها على المحك.
4. النساء تنقصهن الخبرة: ما زالت النساء جديدات على عالم التكنولوجيا، وهن بحاجة لاكتساب المعارف وإيجاد صلات مع أهم أقطاب هذا القطاع لكي يتقدمن. كما أنه على أصحاب المؤسسات أن يدعموهن دعما صادقا، لا كبعض الشركات التي توظف النساء لتبدو نزيهة وبعيدة عن التحيز الجنسي فقط.