ظهر في الأفق فرع جديد من فروع المعرفة يعتمد على الربط بين تحليل البيانات وعلم التنمية البشرية، وأطلق عليه «علم القوى العاملة». ويهدف هذا العلم — من خلال جمع وتحليل البيانات الرقمية الضخمة للرسائل والمكالمات والبريد الإلكتروني والاستطلاعات — إلى قياس وتقييم الصفات الشخصية وأداء الموظفين في الشركات؛ وبالتالي اتخاذ القرارات بخصوص التوظيف ورفع الكفاءة وتنمية القدرة على الابتكار. وقد كانت بيانات ٤٠ مليون موظف وراغب في العمل بشركة «كينيكسا» هي أحد الأصول الضخمة التي أدت إلى صفقة شرائها من قِبَل شركة «آي بي إم» ﺑ ١٫٣ مليار دولار. فعلى سبيل المثال، بناءً على بيانات كينيكسا عن مندوبي المبيعات، اتضح أن أهم صفة لنجاحهم هي ليست كونهم ودودين، وإنما مثابرتهم. كما توصلت شركة جوجل عبر المسح الذي قامت به لبيانات عن موظفيها، أن أكثرهم ابتكارًا كان مَن يشعر بقيمة الرسالة التي يؤديها، بالإضافة إلى الشعور بالاستقلال في اتخاذ القرارات. وقد استفادت شركة ترانسكوم لمراكز الاتصال من تكنولوجيا تحليل البيانات في الربط بين بعض الاستطلاعات عن الصدق عند الموظفين وبقائهم لمدة أطول في الوظيفة بنسبة ٢٠٪ إلى ٣٠٪؛ وبالتالي وفَّرت في تكلفة التوظيف والتدريب. ويعلق نيل راي — مدير خدمة العملاء بالشركة: «إن التوظيف أصبح أقرب للعلم منه إلى أحكام ذاتية.»