وسط وقوف حكومة الانقلاب عاجزة أمام إنقاذ المواطن البسيط من شبح الفقر الذي يهدده ليل نهار يعيش هذا المواطن في معاناة يومية بدءً من الخروج من منزله وحتي عودته.

يبدأ المصري يومه بمواجهة أزمة رغيف العيش ، عندما يبدأ يومه بالوقوف في طابور لأكثر من ساعتين وقد يُفاجئ بأنه غير محظوظ في الحصول عليه بعد وصوله للشباك وإن حصل عليه فإن رداءة الصنعة تمثل العقبة الكبري له ، ومن طابور العيش إلى مأساة الإفطار الذي يستهلك مايقرب من ربع ميزانية الأسرة اليومية نتيجة ارتفاع أسعار الفول والطعمية والبيض والخضروات.

قد تمر المرحلة الأولي في حياة المواطن اليومية بإهدار للموازنة لكنه قد لايعبأ بها بسبب انشغاله بالمرحلة الأسوأ وهي وصوله إلى مقر عمله والذي يواجه فيه أكثر مصاعب الحياة مابين جشع السائقين ورفع تكلفة المواصلات لثلاثة أضعاف مروراً بزحام الطرق من مختلف الاتجاهات وهو ما يعني وصوله إلى مقر عمله متأخراً وبالتالي يواجه مصير الخصومات من الراتب الذي لا يكفي حتي بالمكافآت.

انتهي عمله بعد شد وجذب وعدم قدرة على التركيز في العمل بعد رحلة المعاناة الصباحية لتبدأ مرحلة العودة إلى المنزل ومن ثم تكرار معاناة المواصلات مرة أخري بل قد تكون أشد في هذه المرحلة ، حيث يتزامن خروجه في هذا التوقيت مع خروج جميع الموظفين في المصالح الحكومية .. وانتظار المواصلات في حر الشمس الحارق وعودام السيارات المنتهية الصلاحية يلحق به أعباء الذهاب إلى الطبيب والذي يمثل الذهاب إليه مايقرب من نصف الراتب الشهري.

لا يقتصر الأمر على عودته للمنزل وإنما قبل دخول المنزل لابد من كتابة قائمة الطلبات اليومية من لوازم وجبتي الغذاء والعشاء وهنا يقف المواطن أمام منافذ البيع لاحول له ولا قوة لأن أسعار مستلزمات المنزل تمثل النصف الثاني من الراتب الشهري رغم أن هذه الطلبات قد لا يكون بين طياتها لحوم.

كانت أسعار الخضروات والفاكهة سجلت ارتفعات باهظة أرهقت الأسرة المصرية منذ انقلاب 3 يوليو ، وبلغ سعر البطاطس 6 جنيهات والبامية 12 جنيها وكيلو الفراخ 18 جنيهاً.

ورغم أن الفاكهة قد يراها المواطن فقط ولا يأكلها إلا أنها فاجأت الجميع بارتفاعات غير مسبوقة، حيث بلغ المانجو العويس في سوق الجملة الكيلو بـ22 والمستهلك بـ25، المانجه الزبدية بـ 10 جنيه وسعر الاستهلاك بـ12 جنيه، الكمثرى الجملة بـ8 جنيه والاستهلاك بـ10 جنيه، الموز المستورد الجملة بـ8 جنيه والاستهلاك بـ10 جنيه ، البلح الأسود الجملة بـ4 جنيه والاستهلاك بـ6 جنيه ، العنب الأحمر البناتى الجملة 8 جنيهات وسعر الاستهلاك 10 جنيهات.

ورغم هذه المعاناة اليومية للمواطن فإن التصريحات النارية لحكومة الانقلاب قد تضيف عليه عبئاً آخر وهو الإصابة بأمراض الضغط أو السكر عندما يخرج الوزراء ليؤكدوا أن المنتجات الاستهلاكية متاحة بأسعار رمزية في الأسواق وتخفيضات في المجمعات الاستهلاكية وأن الحكومة بذلت قصاري جهدها في احتواء أزمات الأسعرا والكهرباء والطاقة.