أول يوم

طبعاً أول يوم هو أهم يوم .. في كل حاجة أول يوم جواز أول يوم خطوبة أول يوم صيام أول يوم سفر أول يوم امتحانات أول يوم مدرسة أول يوم مبطّل سجاير أول يوم ريجيم .. لكن ما أقصده هو أول يوم وظيفة .. شغل

تخيّلوا معي الآتي, نوم مبكر حتى تستيقظ مبكراً – فايق ومصحصح – فسوف يكون منظر محرج حين تكون الموظف الجديد "المتأخر" لقب من النوع المغّري – نسبة للغّراء – صعب أن تمحوه حتى لو كان باقي مسيرتك المهنية لم تتأخر البتة, قد يصيبك قلق أثناء النوم وقد يقلب معاك بمغص "انت وأحاسيسك" وهذا ما سيتسبب في صنع صباح سيء لك في أول أيام الـ Career بتاعك, الى هذا الحد لا يوجد موضوع سوى أن أوصف المشاعر السيئة التي ستصاحبك في أول أأأاأول يوم عمل وهذا ليس من أهداف هذه المقالات.

شوية نصائح من شاب مصري بورسعيدي تجاوز الربع قرن على هذا الكوكب وقضى منهم 10 سنوات في سوق العمل وأرجو أن تكون في صالح تنمية ذاتك وجعلك الموظف الذي يحلم به الجميع.

حاول النوم مبكراً قبل يوم العمل بمدة أقلها ثلاثة أيام حتى تعيد ضبط ساعتك البيولوجية والمدة اللي هتصحى فيها نفذ فيها كل الروتين الذي ستقوم به في أول يوم بمعنى عمل بروفة لتحسين الوقت سواء في النوم والاستعداد للذهاب لمحل عملك.

عند الذهاب للعمل حاول – على قدر الامكان – تكون غامض ابتداءاً من وسيلة المواصلات لو ربنا فاتح عليك بعربية عندك أو بتاعة الوالد أمامك حلان الأول أن تستغني عنها في هذا اليوم وتستخدم مواصلات عادية وتحاول أن تنزل قبل محل عملك وتكمل الطريق سيراً أما لو السيارة صارت ضرورة حتمية فاركنها قبل محل عملك واذهب سيراً على الأقدام.

قابل الناس بابتسامة ودودة بسيطة والحديث يكون بالجمل المفيدة التي لا يتخللها التأتأة ولا التعتعة وعند الإجابة إصغي جيداً قبل الرد ولا تبحث عن الردود التي تظهرك ساحراً فالوميض القوي سريع الظهور وسريع الاختفاء
وعبارات كــ "لا أعرف" و "الله أعلم" و "سأحاول" وما على غرارهم لها سحرها لكن في ذكاء استخدامهم حتى لا تتحول للموظف ذو لقب جديد الموظف "الجديد" "المتأخر" "الخيبان".

قواعد الاندماج مع سائر الموظفين والكوادر الإدارية وحتى السعاة والأمن سهلة جداً في البداية وبعدها الاحتراف
في التعامل يأتي وحده بطول المدة وكثرة الاحتكاك, "حاول أن تسبق الجميع بثانية ونصف" بمعنى اضحك عالنكتة من خلال قراءتك لتعبيرات وجوه زملاءك المتلقين لها معك حين يسمعوها من زميلك الكوميدي, إرسم الجدية على وجهك حين تجد الموقف متطلباً لهذا واجعل تعبيرات وجهك أقل سينمائية, ولأخواتنا من الفتيات يا ليت تستمعوا لي في كل محل عمل شركة .. مؤسسة .. سوبر ماركت .. مصنع .. فندق ... ستجدوا سيدات أكبر منكم بعضهم يكون كعواجيز الفرح وتكونن بالنسبة لهن كقطعة لبان "بلدي" ذات التشتيق العالي الجودة فراعوا تلك المسألة, أسمع آنسة مهذبة تقول هذه حرية شخصية فلألبس ما أريد وأقوم بما أريد وأتمشى كما أريد ومن لا يعجبه فليبحث عن أقرب حائط رخامي ويطرقه برأسه حتى الفتات, آسف لا يعجبني الرد, سوق العمل في مصر قائم على بعض المقومات منها ما سيتغير بمرور الزمن ومنها ما أثبت الزمن إنه من الصعب تغييرها هذه المقومات هي سبب كتابتي لتلك المقالات للإسهام في عمل تنمية بشرية لإخواني وأخواتي من الشباب الباحث عن العمل .. في مصر

الحرية الشخصية مهما كانت موجودة وإن كنت أظنها أسطورة محلية كالغولة وأبو رجل مسلوخة, لها حدود مجسمة كالبودي الكارينا وحادة كشفرة جيليت ماخ3 بمعنى حالتك الاجتماعية مهمة في مكان العمل متزوج تساوي شخص سيكون حمل جديد على مكان العمل لوجود أولويات أخرى في حياته, خاطب يعني تليفونات ومسدات واحتمالات للسلف والاشتراك في كذا جمعية عشان الصيني والبلاستيك ورسوم عداد الغاز اللي زودوها يقطعهم زي ما قطعوا الغاز, أيضاً حالتك الروحانية لها دخل متدينة يعني ما بتسلمش على زمايلها الرجالة وساعات بتقفل المكتب عشان بتقلع النقاب مع زميلاتها المنتقبات, الأخ ملتحي يبقى ما نحكيش بقى في آخر كليب لهايفة ولا عمل إيه المسلسل التركي امبارح وغيره من تلميحات وتنبيطات وإفيهات تجعلك بالون منتظر بطشة يد طفل صغير كي تنفجر في وجهه محدثاً فزع كبير وأرباب العمل في مصر للأسف مصابون بالودنية نسبة للودن أو الأذن ذلك العضو المزدوج الذي ينبت في جانبي الرأس ومهمته السمع ولا يكتفي سمعاً أبداً.

ما أقصده إن الإنطباع الأول يدوم كما في إعلان السبراي الشهير فلابد لترك انطباع في أول أيامك يجعلهم متشوقين ليعرفوك أكثر ويستفيدوا منك أكثر ويفضلوك على غيرك لتعيش حياة هانئة في عملك وتبلغ مراتب أعلى مما كنت تتصور.