● ـ القيادة السائبة .

* ـ الحديث عن السبب في عدم قدرة بعض المؤسسات على تحقيق أهدافها أو بطئها في الانجاز هو ما تعانيه من النمط القيادي الذي يقودها حتى وصلت به الأمور إلى الفوضوية ليتبناها بقصد أو غير قصد فيما يسمى بالقيادة الترسلية أو الفوضوية وما نعيشه بكل أسف من إحباط أحياناً وعدم رضا وبالتالي تقصير في الأداء هو نتيجة لما أوجدته تلك القيادة, وما أحاول هنا الحديث عنه هو الدفاع عن تلك القيادات المسكينة التي وجدت نفسها في هذا النمط دون أن يكون خيارها كيف حدث هذا ؟ ومن المسئول عنه ؟ ولكني قبل ذلك سأعطي نبذة عن القيادة الفوضوية التي بليت بها ببعض مؤسساتنا.

• القيادة الفوضوية أو الترسلية وتسمى السائبة تترك للآخرين الحبل على الغارب دون تدخل في شؤونهم ويتخلى القائد عن مسؤولياته، ويعطي الحرية لكل فرد يتصرف حسب ما تمليه عليه أهواؤه وهكذا تختفي المسؤولية وتضطرب الأمور، وهذا النمط يبرز عندما يتولى القيادة من ليس أهلاً لها أو من تكون لديه مشاغل أخرى تصرفه عن النهوض بمهامها.

• تعيش بلادنا طفرة تغيير متسارعة الخطوات في العديد من الاتجاهات الفكرية والمادية محاولة بذلك اللحاق أولاً بالركب الذي فاتها بسبب حالات الجمود التي مرت بها في مرحلة من المراحل ومن ثم الإصرار الأكيد على التجاوز, لإحساسنا بالتقصير في حق أمتنا وكأننا نمارس إحدى عمليات محاسبة الذات بالقفز على الأسوار, وفي خضم هذا وذاك تفقد بعض الحلقات قوة تماسكها مما يعطي فرصة بأن يكون في الركب بعض النافعين المنتفعين لا ترى العين سواهم عند الحاجة فترمى إليهم حبال المراكب ليمسكوا بها ويشدوا الوثاق.

• أما من المسئول عن هذه القيادات فيحتاج الأمر إلى صناعة فكر يستطيع إقناعنا أن البحر مليء بالأصداف واللآلي كما هو مليء بغير ذلك من المخلوقات التي تقتات على بعضها, وهذا يحتاج إلى جهد وصبر وعندها يمكن أن نحسن أختيار أماكن الصيد ونحقق أهدافنا ونشعر بالرضا والاطمئنان.