حصل جروف على الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا بيركلى وبعد ان رحل عن الكلية التحق بالعمل لدى جوردون مور وروبرتس نويس المؤسسان لاحدى اول شركات اشباه الموصلات – شركة فيرتشايلد كاميرا اند انسترومنت التى سميت فيما بعد فيرتشايلد سيميكونداكتور وبعد ان شعر نويس ومور بعدم الرضا عن تقدم الشركة عملا على تاسيس شركة انتل واصطحبا جروف معهما ليراس قسم البحث والتطوير وبعد فترة اصبح المدير التنفيذى للعمليات عام 1976 .وفى عام 1979 بدأ حمله Operation crush لكى يستحوذ بها على الفى زبون من شركة موتورلا فى عام واحد وتجاوزت انتل ذلك الهدف بمقدار 500 زبون ومن بينهم شركة اى بى ام .
ولكن بسبب الهجوم المستمر للشركات اليابانية فى سوق صناعة الشذرات فقد ظلت شركة انتل تحقق خسائر لمدة عام ونصف , ولما كان جروف قد صمم على الا تمر شركة انتل بمثل هذة الظروف فقد ركز اهتمام انتل على صناعة المايكروبروسسور ولكن مع حاله من التنافس الذى يدفعه الهوس وجنون العظمه مما وضع الاساس للتقاليد فى الشركة والثقافة حتى اليوم وقد اصبحت فكرة " ان المصاب بالهوس وجنون العظمة هو وحده الذى يبقى " (وهو ايضا عنوان لاحد كتب جروف ) التى اخذت بها شركة انتل تمثل التقاليد الراهنة لشركة انتل .
ولقد اجرينا لقاء مع اندى جروف على افطار عمل فى مطعم هوبى الشهير فى ماونتن فيو بولايه كاليفورنيا .
سؤال:
ماهى فى رايك المواهب التى تتمتع بها كمؤسس لشركة وكمدير لشركة كبرى ؟
اولا انا لا اعتبر نفسى مؤسس شركة, وبالنسبة الى شركة انتل كان المؤسسان هما بوب نويس وجوردون مور وكل ما فعلته اننى انضممت الى الرحله وجوردون نفسه يشعر بعدم الارتياح لكلمة مؤسس شركة, وقد ظللت اعمل فى انتل مسئولا عن العمليات قرابة 20 عاما وقد ساعدت شركة انتل فى التحول من مشروع استثمارى لتحقيق الربح , ولم اشارك فى صنعها , الى مدير شركة متوسطة الحجم وهو فى الواقع من اصعب عمليات التحول من حيث التنفيذ .
سؤال
لماذا كانت صعبة ؟
حسنا كل انسان يستطيع البدء فى انشاء شركة مبتدئة وان يركز على منتج واحد – وانت ترى ذلك فى كل مكان . غير ان الوصول بالشركة الى شىء من نوع المؤسسة القدرة على تحمل مسئولية نفسها , ولها اساليبها واضافتها وتنظيمها الخاص - فذلك من الامور الصعبة فقد كان من الصعوبة بمكان التحول بالعاملين من عقليه موجهة تماما الى تنفيذ المهام الى عقلية اكثر توجها الى عملية وتتفاقم الصعوبة كلما كان انتباه هؤلاء الناس مركزا فى شركة مبتدئة .
سؤال
ماهو اول منعطف حاسم فى تاريخ شركة انتل – مفترق الطرق الذى كان من الممكن ان يصنعك اويحطمك ؟ هل كان ذلك عندما قررت شركة اى بى ام استخدام منتجاتكم ؟
كان اول منعطف حاسم هو تقديم اول منتج ناجح لنا , المنتج 1103 – اول ذاكرة متغيرة ديناميكي Dram
وقد كانت عمليه انتاجها فائقة الصعوبة وقد كان نجاح هذا المنتج باهرا.
سؤال:
منذ بداية العمل , هل كنت ترى ان المنتج 1103 هو الطريق الى الانطلاق ؟ وهل كان جزءا من خطة رئيسية فى شركة انتل؟
كلا لقد اكتشفنا انه سيكون منتج له جاذبيه كبيرة . وكان علينا صياغة نظام له فى اخر عام لانتاجه وكانت النتيجه النهائية هى التى املت علينا الاسلوب. لم تكن هناك خطة اساسية من اى نوع , كانت النقود لدينا فى سبيلها الى النفاذ لذلك رخصنا لشركة كندية اخرى حق استخدام المنتجات والبرمجيات وكانت الامور فى بداية السبعينات ابسط كثيرا واكثر عشوائية من وقتنا الراهن وفى ظل هذة الاجواء ولدت شذرة المايكروبروسسور ومع ذلك لم يحقق ذلك حدثا كبيرا . بل كانت فكرة مثيرة لم يعرها احد اهتماما كبيرا .
سؤال:
عندما قررت الاستغناء عن ثلث قوة العمل فمن الواضح انه كان امرا صعبا فكيف تتخذ مثل هذة القرارات ؟
حسنا لم يحدث قط الاستغناء عن ثلث قوة العمل مرة واحدة فقد كنا نستغنى كل مرة عن 10 فى المائة . حدث ذلك على ثلاث مرات فى عام 1982 تعرضت صناعتنا لضربة وكان الجميع يخفضون عدد العاملين ولحسن الحظ اننا اعتقدنا انها ستكون مجرد حالة عابرة وتبين فى النهاية اننا كنا على حق . فقررنا مواجه تلك الحاله بالتوقف عن استخدام عاملين جدد وقمنا بكل الاجراءات الغريبة مثل زيادة ساعات العمل 10 ساعات فى الاسبوع وخفضنا التكاليف وجعلنا يوم العمل بالنسبة للعاملين اطول , وقد كابد العاملين ذلك لمدة 6 اشهر ثم اقمنا حفلا كبيرا ثم حدثت لنا ضربة اخرى خفضنا بعدها الاجور بنسبة 10 فى المائة وهكذا ترى اننا واجهنا الامر باساليب مختلفة .
سؤال:
اذن لو اتيح لك الاختيار بين توظيف عاملين ثم الاستغناء عنهم فى الظروف السيئة والاكتفاء بعدد اقل من العاملين ولكن بتكاليف اكبر تتحملها الشركة . فماذا سيكون اختيارك ؟
الاختيار الثانى . لدى الان مبدء شخصى شديد القوة هو ان لانلجأ كشركة مرة اخرى الى تسريح العاملين مثلما فعلنا من قبل.
سؤال:
من بين المنافسين لك من هو المنافس الذى تشعر بالقلق تجاهه اكثر من غيره ؟
لا احد بالذات لان المنافسة ليست هى القضية فى حالتنا انما القضية فى احداث التغيير من الحاسب الشخصى محددة المعالم الى صناعة شبكات الحاسبات وهو امر شديد التعقيد وفى اعتقادى ان اكثر ما اخشاه ربما يتعلق بعملية الانتقال الى المرحلة التالية للحاسبات وكلما اصبحت شذرة المايكروبروسسور اقل اهمية من ذى قبل كان ذلك يعنى الخسائر بالنسبة لنا ..
سؤال:
لماذا تعمل بالتدريس فى جامعة ستانفورد ؟
لاننى اجد متعة فى ذلك فقد كنت دائما احب التدريس, وكنت ادرس سواء ايام عملى مهندسا او فى المرحله التالية عندما تحولت انتل الى العمل بادارة تقوم اكثر على اساس منهج. وقد بدات تدريس الممارسات العملية فى الادارة فى انتل التى اسفرت عن كتابى High output management وانا احب العلاقات المتبادله فقد وضعت جامعة هارفارد منهجا جعلت فيه شركة انتل حالة دراسة .
سؤال:
على ضوء كل الانشطة الخرى بالاضافة الى عملك فى انتل . مثل كتابة عمود صحفى عن الادراة وتدريس احد المناهج فى جامعة ستانفورد.فكم عدد الساعات التى يخصصها المدير التنفيذى الاول لوظيفته فى انتل ؟ وهل تعمل اقل او اكثر من ذى قبل؟
ان ساعات عملى لم تتغير حقيقة بمرور الزمن . فانا اقضى وقتا طويلا افكر فى امور تتعلق بصناعتنا . فصناعتنا لها تاثير على كل الصناعات الاخرى . ومن ثم لابد ان اقرا ثلث الصحيفة حتى وان كانت لاتشير الى شركة انتل او كان المقال ليس له علاقة مباشرة بشركة انتل وفى هذا الاطار تجدنى كثيرا افكر حول مايجرى فى العالم اذن تسالنى كيف يكون يومى ؟
اننى ابدء فى الثامنة صباحا وانتهى فى السابعة مساء بالاضافة الى ساعات اخرى اقضيها فى العمل بالمنزل.
سؤال:
سبعة ايام فى الاسبوع ؟
كلا خمسة ايام. اما فى اجازات نهاية الاسبوع فربما اقضى فى العمل من 3 الى 5 ساعات اعمل فى اشياء غير ادارية وانما فى الاعمال طويله المدى التى لا اقوم بها اثناء الاسبوع فلم اعد اعمل كثيرا فى الاعمال الادارية.
سؤال:
هب انك ستبدء من جديد الان , فما هى الصناعة التى توصى بها السباب الذين يحاولون تاسيس شركة , هل ستكون ايضا اشباه الموصلات ؟
اولا ان تاسيس شركة ليس هو نهاية المطاف بل هو وسيله لتحقيق هدف . والكثيرون من زملائك فى كلية ادراة الاعمال ياتون الى ويقولون لى " قل لى يل اندى . اريد ان ابدء فى تاسيس شركة . فماذا يجب ان تكون ؟"
ان الامور لاتسير ابدا على هذا النحو ولكن عليك اولا تحديد ماترغب فى عمله ولنفترض ان ذاكره اشباه الموصلات انك ترغب فى صنع ذاكرة اشباه الموصلات ولكنك لاتصنعها من الموقع الذى انت فيه لذلك يجب عليك ان تصنعها فى اطار شركة مبتدئة . والا سيكون الامر كم يسير فى طريق عكسى والاشخاص الذين قاموا بذلك يشبهون تماما من وجدوغا جبالا من الفرص لم تكن موجودة من قبل .