جِدْ مفتاح ذاتك، ستتمكَّنْ منها، قاوِم كلَّ مُحاولات الإحباط؛ سواءً كانتْ نابعةً من ذاتك، أم مِن مُحيطك الخارجي، واجْعَل هدفَ مُقاومتك ساميًا بعيدًا كل البُعد عن التُّرَّهات البشرية التي لا جَدْوى من الركض خلفها، كُن حروفًا متَمردة تطرق ذاتها على أسطُر التاريخ، ولا تجعل مِن نفسك حرفًا سقَط سهوًا مثل مُعظم البشر، جَدِّد حياتك، وغَيِّر من نفسك، وتوكَّل على المولَى – جلَّ علاه – وثِقْ أنه لن يَخذلك.فلتتغيَّر هنالك أمور على المحيط الذاتي والمحيط الخارجي، يجب أخْذ عين الاعتبار بها، ومعالجتها وَفْقًا لِمَا أنت تنوي القيام به:أولاً: مُحيط نفسك:
ذاتك: ضعْ غاية سامية، واصِل بجِدٍّ، خَطِّط، ستُحَقِّق، وأخيرًا ستكون على الأقل إنسانًا راضيًا عن نفسك، وإنَّك بذَلتَ ما في وُسعك لتحقِّق غايتك، حَدِّد أخطاءَك السابقة، وكوِّن منها كتابَ تجاربٍ يُحدِّد لك طريقَ الصواب.
• كوِّن لنفسك هدفًا واضحًا، واجْعَل بداخلك الرغبة؛ لإتمام هذا الهدف.
• بتفاؤل منك وابتسامة صادقة نابعة من القلب ستتغيَّر؛ لأن الابتسامة ليستْ فقط كفيلة بتغيير مجرى حياتك الخارجي، إنما حتى مجرى الدم سيسري بطريقة مختلفة، والتفاؤل باعثٌ جيِّد للأمل.
• أعْطِ نفسك حقنة من الثقة، تجعل كل محاولة لثنيك عن عزْمك محاولةً بائسة وناقصة؛ لأنَّ لَدَيك نفْسًا لديها مناعة جيدة ضدَّ الانهزاميَّة.


• حدِّد اتجاهك، وارسم خُطَّة واضحة، وأتْمِم عملك على نحو مختلف في كلِّ مرة؛ لتُحدِّد لنفسك المسار الذي يضمن لك الأفضل.
• لا تُقيِّد نفسك بزمن فعلي، إنما قسِّم وقتك إلى وقتٍ أَوَّلِي لإنجاز العمل، ووقت نهائي لاستدراك ما لَم تستطِع استدراكه في الوقت الأَوَّلي.
• رتِّب أفكارك، واجْعَل من كلِّ فكرة قبسَ إبداعٍ.
للأسف، إنَّ حولنا كثيرين لا يُعطون لأنفسهم قيمتهم الحقيقية، ولا يؤمنون حقَّ الإيمان بقُدراتهم؛ لأن كلَّ ما يعلمون عن ذَواتهم صورة سلبيَّة مُخزَّنة في ذاكرتهم، عند البَدء بالتغيير أبْدِل تلك الصورة بأخرى إيجابيَّة؛ حيث يكون لها تأثير قوي في جَذْبك ناحية السلوك الإيجابي.
ثانيًا: محيطك الخارجي:
أقرب الناس إليك، حتى وإن خَذَلك أقربُ الناس، كن مؤمنًا بذاتك وقُدراتك، وعندما يخبرونك بأنك لا تستطيع، فثِقْ تمامًا أنَّك تستطيع؛ لأنك بكلِّ بساطة تُريد أن تكون أنت لا أكثر من ذلك، وأنت تستحقُّ أن تكون ذاتك، وهذا يتحقَّق عندما تَثِق في نفسك الثقةَ الكاملة، وهذا يتحقَّق أيضًا بالإيمان المطلق بالله – عزَّ وجلَّ.
أعداؤك: بالنسبة لأعدائك ضَعْ نُصب عينيك أنَّ وجودك مهمٌّ بالنسبة لك لا لهم، وتذكَّر المقولة التي تقول: “إذا ظهَر أعداؤك على السطح، فتأكَّد أنَّ نجاحك هو مَن أخرَجهم من جحورهم”.
الظروف: قاوِم الظروف المختلفة، فلولا تساقُط أوراق الشجر في الخريف، لَم نستشعر جمالَ ولادة الربيع، اعْتَبر كلَّ أمرٍ وَلَّى عنك وذهَب ورقةً هَرِمة، حُقَّ لك أن تُسقطها من حياتك؛ لأنها لا تُجدي لك نفعًا، ولا أنت بذاتك ترجو منها فائدة.
وللأسف حولنا كثيرون يجعلون من الظروف الخارجية شمَّاعة يعلِّقون عليها غَلطاتهم في حق ذواتهم، وفي حق الآخرين أيضًا، الظروف التي تسري عليك تسري على غيرك، إنما الفَرق هو في طريقة تجاوز المِحن، ولا تُكرِّر جملة الفاشلين دومًا: “كان الحظُّ حليفهم، ولَم يكن حليفي”، فالحظُّ صناعة أنت مَن تُهديه لذاتك بثقتك في بنفسك، وباجتهادك في الأمر الذي تريد!
لتَملك المفتاح:
• استمع إلى كل نقْدٍ موجَّه إليك بهدف تطوير ذاتك لا تدميرها.
• اجعَلْ من نفسك قيمة لنفسك أولاًً، ثم لِمَن حولك.
• تخلَّص من كلِّ صفة سلبيَّة بأخرى إيجابية، وإن لَم تستطع ذلك، فأضِفْ مقابل كلِّ أمرٍ سلبي تفعله آخَرَ إيجابيًّا.
• أهمُّ ما يضمن لك بقاء الأمور الإيجابية هو الاستمرار، وتذكَّر طالما أنك تتنفَّس، فهذا يدلُّ على أنك تعطي نفْسَك دافعًا لتعيش الثانية؛ فلِجَعْل خُطَطك تعيش، أعْطِها قُبلة الأمل، وتذكَّر أنَّ الإحباط مِعْوَلُ هدمٍ لا بناء.
• لا تقل: سأتغيَّر، وأنت لَم تبدأ بشيء فعلي، قوِّ إيمانك بالله وذاتك، وانطَلِق.
• الإخلاص سيجعلك تَنعم بالرضا، وأنَّ ما تقوم به لن يذهب سدى، أخْلِص نيَّتك، وستشعر بالاختلاف.
• المحاولة هي بداية التجربة، وهي أوَّل خطوات التغيير، ولضمان المحاولة الجيدة الْتَزِم بالجِديَّة، واعْكُف على أن تكون المحاولة متميِّزة، لتكن البداية قويَّة، والأساس مَتين.
• إذا فَشِلت في المحاولة الأولى، فثِق تمامًا أنَّ هنالك ركنًا ناقصًا من أركان النجاح، فلتُعِد التجربة برَوِيَّة، ولتَعْرف ما الذي أفْقَدَك مُتعة النجاح في هذه المرة، وتخلَّص منه، وتذكَّر المقولة التي تقول: “الأمور على ما يُرام في النهاية، إن لَم تكن كذلك، فتلك ليست النهاية”.
• المثابرة على الوصول إلى ما تَمَّ تحديده، تَخلق في داخلك رغبة الإنجاز، ولكن يجب أن يُتْبع كل إنجازٍٍ بآخر؛ لأنه إذا انقَطَع المسير، وذهَب دافع الرغبة، ضاع الهدف، وذهَب لأدراج لا يُمكن العودة منها.
• ردِّد دومًا: أنا إنسان مهم، وقلْ مع كل صباح لنفسك: “وجودي في هذه الحياة مهمٌّ لنفسي ولغيري”، وستشعر بالفرق.
• كنْ ذا طموحٍٍ يُنهي الأحلام الخياليَّة إلى واقعٍ ملموس.
• وإذا رأيت الناجحين من حولك، فلا تقلْ: ساعَدَهم الحظ، بل تذكَّر أنهم تعلَّموا جيِّدًا كيف يصنعون الحظَّ.
• أخيرًا:
تعلَّم العطاء؛ لتحظى بالحب والحياة والسعادة، وتسلَّح بالإصرار والعزيمة والإرادة؛ لتَحظى بمفتاح نفسك، وهذا كلُّه يتحقَّق بالثقة، ثم الثقة، ثم الثقة.
أنا أقول:
“الخطوة الأولى صعبة، لكن هناك أُمنية سامية تَبيتُ في مُخَيِّلتي تَستحق عناءَ الظهور”، فماذا تقول أنت؟!