النجاح أفضل انتقام


من منا لم يسمع عن الجرح ان لم يجرح ، و من منا لم يسمع عن احد ما قد غدر من الظهر ان لم يغدر به ، و من منا لم يسمع عن الخيانة ان لم يخان هو
حكايات سمعنا عنها او حدثت معنا ، و أردتنا طريحي الفراش ، كريشة يأخذها الهواء هنا و هناك .
رافعا راية الاستسلام على جبينه من غدر الأصحاب أو من خيانة الأحباب او من جرح الأيام التي كثيرا ما تقسو علينا و كأن لها دين علينا أسيري الألم و عبيدي الندم.
ننتظر شخصا ما يطبب جروحنا أو أحد ما يخفف عنا آهاتنا ، او مرور قارب النجاة يوصلنا الى بر الأمان .
و ان لم يكن كل هذا ، فلا بأس بأن نهرب من واقعنا المر بان تمر ليالي العذاب في ساعات و نستفيق بعدها مستجمعين قوانا نحلم بمستقبل جديد.
كل و طريقته في مداواة نفسه.
لكن يبقى الأمل الحل الوحيد لتخطي كل هذا ، لبزوغ فجر جديد ، و يوم مشرق .
إلا أن التفكير في هذا اليوم يختلف ، فمنا من يقسم على رد الصاع بصاعين فالخيانة بأختها و الغدر بأكثر منه ، و الجرح بأصعب منه .
لكن سلم يومها من رد الإساءة بالحسنة على الأقل و فلح من ان لقي شرا جازى صاحبه بأحسن منه .
و مادام لم يستطع الغفران بعدها او استصعب عليه العفو فليحاول أن يداوي جراحه بطي ما مضى من صفحات ، و فتح عمرا جديدا يكتب في دباجته ، النجاح في حياته القادمة أفضل من أي انتقام .
وبهذا يلملم معاناته وحده بطريقة نظيفة ، فإن كان النجاح حلم ، فيبقى الفشل حق وارد في كل أمر.
لأنه ضريبة يدفعها من أراد ان يفلح ، لكن الفشل يعلمنا كيف نعيش و كيف نحيا من جديد.

- من منكم قست الحياة عليه ، و فكر بالانتقام كحل لتخطي وضعه؟
- و هل هو السبيل الوحيد لمعالجة نفسيتنا المحطمة ؟
- فما رأيكم في النجاح كأفضل حل للانتقام ؟