تأشيرة إندونيسيا للسعوديين.. انعكاس لأزمة أم تقليص لـ"سياحة البسطاء"؟


اندونيسيا تفرض تأشيرة لدخول السعوديين الى اراضيها

ريم سليمان، دعاء بهاء الدين- سبق- جدة: أثار فرض التأشيرة على السائح السعودي المتجه إلى إندونيسيا، العديد من ردود الأفعال في الشارع السعودي بين مؤيد يراه حقاً سيادياً لأي دولة، ومعارض يعتبرها بداية العراقيل أمام السائح، واللافت للنظر أنها المرة الأولى التي تضع فيها إندونيسيا "تأشيرة" للدخول إلى أراضيها.

وتعد إندونيسيا من الدول التي يفضلها الكثير من الأسر السعودية؛ نظراً لانخفاض أسعار المعيشة هناك، إضافة إلى الطبيعة الخلابة والمناظر الرائعة، حيث تعد إندونيسيا سياحة الأسر المتوسطة في المجتمع السعودي.

"سبق" تتساءل: هل سيتأثر السائح السعودي من إلزامه بالتأشيرة أم سيعتبرها حماية أمنية من حق الدولة القيام بها؟!

سياحة الأسر المتوسطة

اعتبر بندر نايف موظف حكومي أن وجود تأشيرة دخول إلى إندونيسيا لن تمنع من السفر إلى هناك؛ فهي أمور خاصة بكل دولة وليس لنا علاقة بها، معتبراً إندونيسيا من أرخص الدول للسياحة العائلية، وقال: تعودت أنا وأسرتي السفر إلى إندونيسيا سنوياً؛ حيث المناظر الرائعة والأسعار المخفضة.

ووافقه في الرأي المحاسب فهد عبد الله قائلاً: الإقامة في إندونيسيا زهيدة والخدمة مميزة، فلا مانع من وجود تأشيرة دخول؛ فهي لن تمثل عائقاً لنا، مشيراً إلى أن زوجته تستمتع كثيراً بالسفر إلى هناك، خاصة أن الإقامة هناك أقل تكلفة من الإقامة داخل السعودية.

وقالت "أم عبد الرحمن" (ربة منزل): المناظر الطبيعية جميلة جدا هناك وغير مكلفة، وتعودت على الشراء من المراكز التجارية؛ نظرا لقلة الأسعار واختلاف الأذواق.

فيما قال المعلم أحمد الحربي إن هناك العديد من البدائل أمام السائح السعودي وتقترب من أسعار إندونيسيا، مثل دول المغرب العربي، ودول جنوب أفريقيا، فلا مانع من السفر إلى هناك، واكتشاف كل ما هو جديد، معتبرا أن ما قامت به إندونيسيا نوع من رد الفعل؛ لسوء معاملة القلة من الأسرة السعودية للعمالة المنزلية الإندونيسية.

أما المواطن عبد العزيز فهد فقال لـ"سبق": أنا أقوم بتأجير فيلا في أرقى الجزر داخل إندونيسيا بتكلفة يومية لا تزيد على 150 ريالاً سعودياً، شاملة الغذاء، معتبراً أن انخفاض الأسعار داخل إندونيسيا يجذب السائح السعودي إليها، حيث تعتبر سياحة الأسر المتوسطة التي لا تستطيع السفر إلى أوروبا وأمريكا أو حتى ماليزيا.



عامل طرد

ورأى مؤسس مجموعة الطيار للسفر والسياحة ورئيسها التنفيذي الدكتور ناصر الطيار أن التأشيرة تعد عامل طرد للسياحة قائلا: إن معظم الدول في موسم الصيف ترفع التأشيرة لتستقطب السائحين، متوقعاً أن تخفض الإجراءات الأخيرة معدل السياحة السعودية إلى إندونيسيا، وقال: تعتبر إندونيسيا سياحة "للأسر المتوسطة"، وهذه الإجراءات الجديدة قد تؤثر على السائح السعودي.

وبسؤاله عن سبب إقبال السائح السعودي على إندونيسيا تحديداً، أجاب الطيار: إنها بلد جاذبة للأفراد والعوائل، مضيفاً أن الأسعار منخفضة جدا بالمقارنة بالدول الأخرى، كما أنها تحوي مناظر طبيعية خلابة نادراً أن توجد في أي دولة أخرى.

طلبات بسيطة

واختلف نائب مدير شركة الصرح للسياحة والسفر طلال مهيدب مع الطيار قائلاً: لا أتوقع أن تؤثر الإجراءات التي اتخذتها إندونيسيا على السائح السعودي، مبيناً أن عمل التأشيرة يستغرق أربعة أيام، وباقي الطلبات بسيطة غير معقدة، وهذا لن يمنع السائح السعودي من السفر، وأوضح أن السياحة إلى إندونيسيا تمثل نسبة 25% من نسبة السياحة لدول شرق آسيا، فيشعر أنه غير مرغوب فيه.

بيد أنه لفت النظر إلى أن التأشيرة بداية للعوائق التي قد تضعها إندونيسيا مستقبلاً أمام السياحة السعودية، وقال: إنها تؤثر نفسياً على السائح، ورأى أن بعض الدول أسعارها زهيدة كبعض المناطق في ماليزيا، بيد أن المدة تختلف، فأسبوع في ماليزيا يعادل أسبوعين في إندونيسيا.

سياحة عائلية

من جانبه اعتبر الكاتب جمال بنون التأشيرة التي فرضتها إندونيسيا على السعوديين حقاً سيادياً لأي دولة وفقا لمصلحتها الأمنية، واصفاً السياحة في إندونيسيا بـ"العائلية"، وقال: هناك إقبال من السعوديين على السفر لإندونيسيا لسعرها الزهيد، والذي يختلف عن أي بلد آخر، فالإنفاق السعودي مرتفع جدا في دول شرق آسيا عامة.

ورفض "بنون" توقعات البعض أن التأشيرة رد انتقامي من الحكومة الإندونيسية لسوء معاملة بعض الأسر السعودية للعمالة المنزلية، نافياً أن تكون التأشيرة وسيلة لاستعادة هيبة الدولة، وقال: إن ما أصدرته إندونيسيا يعد حماية أمنية، خاصة بعد حوادث الفوضى والانفلات التي تمرّ بها بعض الدول، وختم حديثه مؤكداً أن السائح السعودي لن يتأثر بالإجراءات التي فرضتها الحكومة الإندونيسية أخيراً.