مفهوم اتخاذ القرار:

يعد اتخاذ القرار من أهم مراحل القرار ،وليس مرادفا لصنع القرار ، فمرحلة اتخاذ القرار هي خلاصة ما يتوصل إليه صانعوا القرار من معلومات وأفكار حول المشكلة القائمة ، ومن ثم فإن اتخاذ القرار يعتبر أحد مراحل صنع القرار ، بل هو نتاج عملية صنع القرار ذاتها.

ويتضح معنى اتخاذ القرار من خلال التعريفات المتعددة التي وضعها علماء الإدارة ، فيرى ليفيم وهو Lipham& Hoeh أنه أختيار بديل من بديلين أو أكثر ، لأنه إذا لم يوجد في الموقف إلا بديل واحد ، فلن يكون هناك قرار يتخذ ، وذلك لعدم وجود مجال للاختيار.

كما يعرفه ماركس Marks وآخرون أنه تصرف معين تم اختياره لمواجهة موقف أو مشكلة معينة ، والقرار الرشيد هو الذي يواجه كافة المتطلبات في الموقف ، وعموما يوجد القرار حينما تتواجد العناصر التالية : المشكلة ، متخذ القرار ، الهدف ، البدائل ، قواعد الاختيار ، الموقف المعين.

ويعرفه نيجرو Nigro بأنه الاختيار المدرك ( الواعي ) بين البدائل المتاحة في موقف معين.
ويرى يس ودرويش أنه مسار فعل يختاره متخذ القرار باعتباره أنسب وسيلة أمامه لإنجاز الهدف أو الأهداف التي يتبعها ، أيضا يرى علاقي أن اتخاذ القرار هو الاختيار الواعي الذي يتم بعد تقييم مجموعة من البدائل .

ويشير بوللي Polley وآخرون إلى أن إدراك عملية اتخاذ القرار يتضمن : معرفة المشكلة أو الموضوع وتكوين البدائل المتعلقة، والحصول على المعلومات ، ودمج وتحليل المعلومات ودراسة البدائل وتعديلها ، واختيار البديل المناسب والعمل إداريا على إقراره ، ويجب مشاركة المتأثرين بالقرار في كل مرحلة من المراحل السابقة ، ثم يلي ذلك مرحلة التغذية الراجعة ويعرف ليوثانز اتخاذ القرار بأنه الاختيار بين بديلين أو أ كثر ، ومع ذلك فالبعض يرى أن الاختيار الحقيقي للنشاط الفعلي يسبقه تجميع المعلومات وتنمية البدائل.

من التعريفات السابقة للقرار الإداري ، نلاحظ أن هناك عناصر جوهرية لازمة لوجود القرار ، يمكن أجمالها في عنصرين هما : وجود موقف معين به أكثر من طريق أو بديل ، وأن يختار الشخص بوعي بديلا من البدائل المتوفرة لديه، وهذا معناه أن يكون هناك مشكلة إدارية تتطلب حلا معينا ، وأن يكون هناك بدائل متعددة لموجهتها ، تطرح للنقاش ويتم دراستها وتقويمها حتى يتم اختيار البديل الأمثل.

ومن الملاحظ أن الأفراد لا يستطيعون اتخاذ قرار شامل وكامل ومعتدل في هذا المجال المعقد ، ومن فإن عملية اتخاذ القرارات الإدارية في أغلب الأحوال تهتم بالاختيار ، وتحقيق البدائل المرضية بدلا من البحث عن أفضل البدائل وأكثرها فائدة. وهذا ما أوضحه مارش وسيمون March & Simon من أن اتخاذ القرار سواء كان فرديا أو عن طريق المنظمة ، فإنه يهتم في المقام الأول باكتشاف واختيار البدائل المرضية ، ولا يهتم باكتشاف واختيار أفضل البدائل إلا في حالات خاصة.

مفهوم صنع القرار :
يقصد به جميع الخطوات التي يتطلبها ظهور القرار إلى حيز الوجود ، وتتضمن خطوات التعرف على المشكلة وتحديدها ، وتحليل المشكلة وتقييمها ، وجمع البيانات ، واقتراح الحلول المناسبة ، وتقييم كل حل على حده ، ثم اختيار أفضل الحلول.

وقد تعدد تعريفات صنع القرار ، فيرى تانبوم Tannenbaum أن صنع القرار عملية ديناميكية تتضمن مراحلها تفاعلات متعددة ، تبدأ من مرحلة التصميم ، وتنتهي بمرحلة اتخاذ القرار.

كما يرى الجوهري أن صنع القرار هو سلسلة من الاستجابات الفردية أو الجماعية التي تنتهي باختيار البديل الأنسب في مواجهة موقف معين.

ويمكن تحديد بعض السمات التي تتسم بها عملية صنع القرار بأن تتسم عملية صنع القرار من خلال إتباع عدة خطوات متتابعة كأسلوب متسلسل منطقيا ، للوصول إلى حل ملائم ، وأي موقف أو مشكلة لها –حلول بديلة ، يجب التعرف عليها وتحديدها وتحليلها ومقارنتها طبقا لأسس وقواعد ومقاييس محددة سابقا ، وفي عملية صنع القرار تعتمد طريقة اكتشاف البدائل وتحديد محكات الاختيار واختيار الحل الأمثل على الأهداف التي يمكن تحقيقها ، وتقوم عملية صنع القرار على الجهود الجماعية المشتركة ، ولهذا فهي تتصف بالعموم والشمول باعتبار أن نوع القرارات وأساليب اتخاذها تكاد تكون عامة بالنسبة لجميع المنظمات الإدارية.

من خلال العرض السابق نجد أن هناك فرقا بين مفهومي اتخاذ القرار ، وصنعه ، فاتخاذ القرار يمثل إحدى مراحل صنع القرار ، فهو من نتاج عملية صنع القرار.
المشاركة في علميات اتخاذ القرار(صنع القرار(.
قديما ساد اعتقاد أن القرارات ينبغي أن تتخذ في أي منظمة بواسطة فرد واحد هو المدير أو الرئيس ، وما لبثت هذه الصورة أن تلاشت بسبب مجموعة من العوامل ، منها ظهور أسلوب الشورى في الإدارة ، وكبر حجم المنظمات ، وتضخم مسؤولياتها ، والاعتراف المتزايد بقصور قدرات الفرد عن الإلمام بكل شيء.

ومع بداية الاهتمام بالعنصر الإنساني في بداية الثلاثينيات ، وبخاصة مع تجارب هورثون ، ونتتجة لإسهامات رواد الجانب السلوكي في المنظمة مثل إلتون مايو ، وكرس أرجريس ، ودوجلاس ماك جريجور ، وفردريك هرزبرج ، ورنسيس ليكارت ، بدأ يظهر إدراك مجموعات اتخاذ القرار بشكل مختلف ، إذ أصبح كثير من المديرين يدركون أن اتخاذ القرار بواسطة مجموعة يمكن أن يكون أكثر دقة وأكثر عمقا واتساعا، كما إن ألإفراد يكونون أكثر التزاما بتنفيذ القرارات التي شاركوا في اتخاذها وغالبا ما تأتي هذه القرارات بأفكار واتجاهات لا يستطيع الفرد وحده أن يأتي بمثلها.

من هنا يتضح أن عملية اتخاذ القرارات حصيلة جهد جماعي مشترك ، يتعاون فيه المدير مع المرؤوسين ، مما يتطلب جمع المعلومات والبيانات ، وتحليلها ، وتقديم الآراء والأفكار الممكنة ، وتحقيق الاتصالات الفردية لضمان نجاح خط سير القرار ، بمعنى أن المشاركة في عمليات اتخاذ القرارات هي اختيار جماعة من الأفراد بشكل مشترك حلا من بين بدائل الحلول المتاحة لمشكلة ما واتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ ذلك الحل.
حيث يرى هربرت سيمون أن التنظيم الإداري أساس يقوم على اتخاذ القرار وان اتخاذ القرار هو قلب الإدارة وأن النشاط الإداري ما هو إلا سلسلة من اتخاذ القرارات الجيدة.

لذا يمكن القول أن القرارات الناجحة تتميز بالغرضية والمعقولية والاختيار الصحيح لأنسب الاحتمالات الممكنة وهذا يستدعي أن يكون القرار قائم على مجموعة من الحقائق والبيانات وليس على التحيز والتعصب أو الرأي الشخصي.