يظن غير المتخصصين بالتدريب أن التدريب الذاتي لا يحتاج إلى مدرب، غير أن الصحيح أنه لا يحتاج فقط إلى مدرب بل إنه من الضروري أن يكون مدربًا بمواصفات ومهارات خاصة. والمدرب هنا سيكون دوره في إعداد المواد التدريبية بأشكالها المختلفة سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية.

أما هذا النوع من التدريب الذاتي الذي لا يعتم فيه المتدرب على دليل إرشادي فهو أقرب إلى التعلم الذاتي عن طريق الصواب والخطأ وليس إلى التدريب وإن كان التدريب قد يشمل كما سبق القول إلى ما هو أبعد من مجرد تلقي المعلومة.

وتوجد مجموعة من الإرشادات للمدرب الذي يستهدف إعداد مواد للتدريب الذاتي، لعل من أهمها ما يلي:

• يجب أن تكون المادة التدريبية قابلة للتطبيق وإلا تحولت إلى مادة تعليمية فقط.

• يجب أن تتناول المادة التدريبية المعدة للتدريب الذاتي ضوابط للمتدرب ليقيس بها مدى نجاحه في التطبيق ويتمكن من تقييم أدائه، وإلا سيترك التنفيذ في غياب المدرب وغياب الضوابط دون معرفة مؤشرات النجاح وبالتالي غياب الهدف التدريبي الرئيسي.

• يجب أن تراعي المادة التدريبية مستويات المتدربين المختلفة والمتفاوتة أحيانًا من البعد الثقافي وغيره لضمان حد أدنى من استيعاب المادة التدريبية والقدرة على تطبيقها، وإلا تحولت للبعض من المتدربين ذاتيًا إلى مادة تدريسية للحصول على معلومات فقط وليس للتطبيق.

• يجب أن تتناسب المادة التدريبية مع الهدف التدريبي، من حيث تنوع المادة بحسب الغاية والموضوع الذي يتم تناوله ومدى التفصيل والإجمال، فما يتم إعداده لمادة تدريبية في الحاسب الآلي على سبيل المثال قد تحتاج لكتابات تفصيلية وصيغ الأوامر الإلكترونية وصور الشاشات الرئيسية والفرعية وهكذا.

• يجب أن يتناول المدرب مواد معرفية ووجدانية ومهارية بأوزان نسبية متناسبة مع الشريحة المستهدفة من المتدربين، فنجد مادة معدة كمقدمة تختلف عن مادة تدريبية متقدمة، ويمكن تصنيف المواد في هذا الصدد إلى ثلاثة مستويات متتالية تبدأ بالمقدمة ثم المتقدمة ثم عالية التخصص.