كيف يفكر مدراء الشركات الكبرى حقيقةً؟
متى يتحركون وما الذي يفعلونه حقاً؟
يجيب هذا الكتاب
على هذه الأسئلة وغيرها. ويذكرنا الكتاب بأن لا نأخذ الأمور بشكل شخصي فهي مجرد عمل. كيف يفكر مدراء الشركات الكبرى حقيقةً؟
يصف الجزء الأول من كتاب "الفوز" فلسفة ويلش في القيادة. يقول ويلش "كافئ أصحاب الأداء الأعلى، وارع أصحاب الأداء المتوسط واطرد أصحاب الأداء المتدني. هل هذا قاس؟ يجيب ويلش بأنه ليس كذلك، على الناس أن يعرفوا أين يقفون.
يتحدث ويلش هنا كمدير، فالشركات تنظر للموظفين كمصادر دخل. باستثناء بعض الخصائص التي يعتقد أن بالإمكان التدرب عليها، فإن مهمة الشركة أن تختار وتحتفظ بالأشخاص الذين يستطيعون تقديم مساهمة حقيقية لأهدافها. لا يتطرق ويلش لما يحدث بعد ذلك، وذلك ليس مهمة المنظمة على أي حال. عوضاً عن ذلك فإنني أشجع الجميع على اعتبار التغذية الراجعة دليلاً للانتقال إلى مهنة أكثر إرضاءً.
يعتبر الجزء الثاني من الكتاب الجزء الأفضل، حيث يتعاطى مع إدارة الحياة المهنية الشخصية. إذ غالباً ما يعجز الأشخاص الذين يحققون نجاحات كبيرة عن تفسير ما يحدث. ولكن ليس ويلش. يقترح ويلش وضع مواصفات لاختيار الوظيفة والمنصب الذي يتقدم له الشخص، مثل هل ستساعدني هذه الوظيفة على التطور والتقدم؟ كما يناقش المؤلفان مدى تناسب شخصية وثقافة الفرد مع الوظيفة. فهذه العناصر هي في الغالب التي تقود الناس إلى مهن جديدة، وليس العمل بحد ذاته.
يطرح ويلش قناعته بأن السير في الاتجاه الوظيفي الخطأ يمكن أن يحجب فرص الوصول إلى مهنة مرضية للشخص. وفي هذا المجال لا يحاول ويلش أن يغرينا بمعسول الكلمات مثل "يمكنك أن تحقق كل ما تريد"، إنه يذكرنا بأن مجال العمل مجال صعب وقاس.
واستطراداً لهذه النقطة يطرح الكتاب سؤالاً عملياً هو: هل قبلت هذه الوظيفة لنفسك أم إرضاءً لأهداف شخص آخر؟ فأحياناً تكون مضطراً للخضوع للأسرة أو لاحتياجات أخرى، ولكن كن صريحاً ولا تتذمر.