القيادة رؤية أن تحاول الوصول إلى أبعد مما هو في متناول يدك ..أن توصل الآخرين إلى ما لم يستطيعوا الوصلو إليه ..شعارها لا رتيبة في الحياة بل ثورة نحو بناء مستقبل واعد.. ومن يملك رؤية يملك مقدرة قيادية ..القيادة تحتاج إلى موازنة ما بين الخوض في سلوكية التغيير وما بين التركيز على النتائج التي تثبت للغير على المدى القصير ،روح المخاطرة ثم هي عمليات التغيير ثمة تضحيات تلزم وراءها ..وأن أضحي بمصالحي ومصالح موظفي على المدى القصير لأضمن وضع أفضل على المدى البعيد خيرا لي من أظل على وضعي المتواضع والذي سيزداد سوءا كلما تقدم بالشركة العمر وَثمَ التقدم والنجاح بقرار التغيير الشجاع .. الناس أعداء ما جهلوا ..منطقة الراحة يصعب الخروج منها..الألم والمتعة وجهان لعملة واحدة ..أنت تريد متعة أدفع أولا ( ألم ) لا شيء بالمجان ..ستنال ما تستحقه من متعه إن كان الدفع محله .. لذا توقع مقاومة من قبل موظفيك في سبيل إعاقة مسار التغيير الذي هو أداة القيادة الأولى نحو تطوير المنظمات ..مخاطرة الحقيقة لكن التضحية يجب أن تكون بطريقة عقلانية مدروسة فالشركات الناجحة هي من تعمل موازنة ما بين مصالحها ومصالح عامليها فتضح نظام حوافز يشجع نحو التغيير وتعويضات لازمة لتقبله ومن ثم يتم السير نحو التغيير بطريقة تدريجية وبنجاح نحو الموائمة لتحقيق مصالح الطرفين أفراد التنظيم وقادته ومن ثم الجمهور الذي أنشأ لأجله ...إن النجاح في القيادة في ظل المخاطرة المبنية على ما تقدم يكمن في توفر العزيمة والصبر والاتصال بفن مع المستفيدين من حل القائد لكي يستطيع كسب ثقتهم فيقبلوا بما سيجعلهم يسرون به من ألم أو خسارة قبل أن يبدءوا بالاستمتاع بالنتائج ..الحياة قرار جريء القيادة ورح تحدي ومغامرة و مخاطرة فإن ملكت هذه الروح تفاديت وقوع الأزمات! ..إذ بها تطبيق لمبدأ الإدارة بالأزمات وليس إدارة الأزمات أنت تتفادى وتحد من المشاكل قبل حدوثها ولو وقعت فستكون أخف مما مفترض أن تكون عليه .نستشهد لكم بقصة
تجربة رئيس دولة الإكوادور جميل ماهواد أو الذي استقال بضغط من شعبه بعد أن تم انتخابه كبطل ليقودهم بسبب وعده لهم بالنتائج التي سيحققها ولكن عندما شرع بالتنفيذ اغفل الجانب الآخر ( أي جانب التكيف (Adaptive) – حسب تصنيف المؤلفين)، وركز على الجانب الفني (Technical) المعني بالوصول للنتائج من خلال السلطة والصلاحيات ولم يكن هذا ليتحقق إلا بمشاركة الناس والحكومة معا ولكن ذلك لم يحصل وهنا فشل في القيادة.

فعلى الرغم من أن الرئيس ماهواد نجح كعمدة للمدينة التي يرأسها بعد استقالته لأنه في ضمن نطاق المدينة والمحافظة استطاع من أن يفعل الجانبيين القياديين إلا أنه أخفق في تفعيلها عندما وصل إلى مستوى رئاسة الدولة، و شبه نفسه بعد ذلك بالطبيب في قسم الطوارئ مساء يوم السبت ويتعرض إلى حالة يجلب إليه شخص يحتاج إلى عملية قطع ساق لإنقاذ حياته ( من وجهة نظر الطبيب) ولكن أهله لا يقبلون بهذا الحل (أو بالنتيجة) فلا يستطيع الطبيب تأجيل حالته إلى يوم الاثنين لحين عودة الأخصائي ولا هو بقادر على إرضاء المعنيين بعلاجه، وهذا أسوأ موقف ممكن أن يتعرض إليه أي قائد في أي مجال يعمل فيه سواء كان رئيس دولة أو رئيس شركة.


نؤكد ثانية هنا أن القيادة خطرة Leadership is Dangerous

نعم فكيف لا وأنت ستعمل على إحداث تغيير في شؤون الغير أمر خطير ومغامرة ويؤدي إلى غضب شديد حتى وإن كانت نتائج التغيير ستصب في مصلحة الغير الذين هم غاضبين منه وغاضبين على الذي تتحدث به لكن ثمة مصلحة كما أخبرنا لن تتحقق إلا بقلب جريء يعبر بالناس بقوة ويفوز بهم إلى بر النجاة ؛ من جسر آيل للسقوط بهم جميعا مع مرور الزمن لو ظلوا على نفس الحال ..فثمة موازنة وموائمة بين جميع الأطراف والمصالح لأن ثمة مصلحة فردية لن تتحقق إلا بتحقق مصلحة الجميع فالجميع في مركبة واحدة فإن نجوا فجميعا وإن هلكوا فمعا ..فهي رؤية لمصالح جميع الأطراف - الجميع - على المدى البعيدة .. نعم ؛ هذه هي القيادة فكرة ومغامرة جريئة نحو مستقبل واعد نحو النجاح والفوز جميعا ..
تجربة رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين في بداية التسعينات وكيف انه قرر الخوض في تجربة السلام مقابل الأرض مع الفلسطينيين وتوصف قيادة إسحاق رابين لهذه النتيجة كلفته حياته بعد أن عاش قبل مماته في خطر التهديد من قبل الذين لم يرغبوا بالتوجه الذي أطلقه - مثال رئيس الحزب اليهودي اليميني بنجامين نتنياهو. وكما أسلفنا بأن إحداث التغيير في شئون الغير أمر خطير ومغامرة ويؤدي إلى غضب شديد حتى وان كانت نتائج هذا التغيير ستصب في مصلحة الغير الذين هم غاضبين منه وغاضبين على الذي يتحدث به ..ثمة حياة مع المخاطرة فالحياة إما مغامرة جريئة والقيادة على المحك "البقاء أحياء خلال مخاطرة القيادة"



انتهى

كتبته مقال خلاصة لكتاب :القيادة على المحك "البقاء أحياء خلال مخاطرة القيادة" لـ رونالد أ. هايفتز و مارتي لينسكي