النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: إلى رئيس صندوق الموارد البشرية

#1
الصورة الرمزية محمد أحمد إسماعيل
محمد أحمد إسماعيل غير متواجد حالياً المشرف العام
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
أعمال ادارية
المشاركات
7,346

إلى رئيس صندوق الموارد البشرية

إلى رئيس صندوق الموارد البشرية

المأمول هو أن يتحول الصندوق من واقعه الحالي إلى "بنك" لدعم وتمويل المنشآت الصغيرة، بحيث يشكل مع البنك السعودي للتسليف والادخار أداة تمويلية لرعاية وتشجيع الأعمال الحرة
تعمدت صياغة عنوان المقال بهذا الشكل بهدف إثارة انتباه رئيس وأعضاء مجلس إدارة صندوق تنمية الموارد البشرية، وفي مقدمتهم رئيس المجلس وزير العمل المهندس عادل فقيه، وذلك لقناعتي التامة بأن المسؤولين التنفيذيين في الأجهزة الحكومية ومَنْ في حكمهم يملكون كامل الصلاحيات في رسم وتنفيذ الخطط والبرامج الخاصة في القطاعات التي يرأسونها، وهم وحدهم الذين يملكون مفاتيح الإصلاح والتطوير، فثقافة - وأقول ثقافة - النظام الحكومي في المملكة تعتمد على تفويض كامل الصلاحيات للمسؤولين التنفيذيين في الأجهزة الحكومية بل أكثر من ذلك توفير كامل الدعم والمساندة اللوجستية والمادية لهم أملاً في معالجة القصور وتحقيق التطوير المنشود، فالخطط والبرامج والاجتهادات التي يتبناها المسؤولون التنفيذيون في القطاعات الحكومية تمضي دون فحص أو مراجعة أو تقييم من جهات عليا، بل إنها تحصل على الموافقات اللازمة التي تمنحها القوة النظامية وتوفر لها الدعم المالي المطلوب، والمشكلة أنه في حال تعثر أو فشل هذه الخطط والبرامج والاجتهادات فإن هؤلاء المسؤولين لا يطالهم شيء من الخسارة المادية أو المعنوية، وإنما الذي يدفع الثمن كاملاً هو الوطن والمواطن ومشروع التنمية والتطوير، فالهدر المالي والزمني وتفويت الفرص البديلة المتاحة للنجاح والتقدم ومعالجة المعضلات كلها خسائر تأكل من رصيد التنمية والإصلاح.. أقول من هذه القناعة الراسخة أتجه بالخطاب إلى رئيس وأعضاء مجلس إدارة صندوق تنمية الموارد البشرية أملاً في أن تكون الأفكار المطروحة في هذا المقال سبباً في مراجعة برامج وأهداف واستراتيجيات الصندوق وصولاً إلى صيغة مُثلى تؤسس لبرامج ناجحة تنحصر في التوظيف وفرص العمل ومكافحة البطالة، وهذا لا يعني أن المقترحات الواردة في ثنايا المقال هي الرأي الأصوب وإنما هي أفكار قابلة للنقاش والخطأ والصواب، ويكفي أن تدفع بمسؤولي الصندوق إلى طرح فكرة مراجعة برامج وأهداف واستراتيجيات الصندوق الآنية والمستقبلية.
وفي تقديري فإن الصندوق لم يوفق في اختيار المسار الصحيح الذي يُفضي إلى معالجة مشكلة البطالة، وإنما انحرف عن مسار التوظيف ومحاربة "عطالة" العمالة الوطنية واتجه إلى مسارات أخرى تمحورت في التدريب والتأهيل وتمويل برامج التعليم، وإذا كان من المقبول في بداية إنشائه الدخول في دعم برامج للتدريب والتعليم – لنقص أوعية التعليم والتدريب آنذاك - فإنه في هذا الوقت (1434هـ) يفترض أن ينأى ببرامجه ومشروعاته عن أي موضوع له علاقة بهذين المجالين، فالمملكة تتوافر في المرحلة الحالية على (25) جامعة حكومية وأكثر من (120) كلية تقنية للبنين والبنات ومعهد ثانوي صناعي تتوزع في أنحاء المملكة، ولأنه لا يوجد في الأنظمة ما يمنع أو يحول دون تطوير نظام الصندوق ولائحته الأساسية وأهدافه ومقاصده ومن ثم برامجه ومشروعاته وإنما يعد هذا الأمر ضمن صلاحيات ومهام مجلس الإدارة، فإن المقترح المطروح تجاه الصندوق في هذه المرحلة يتمحور في أمرين مهمين: أحدهما؛ إعادة النظر في مصادر موارد الصندوق. والثاني؛ قصر برامج الصندوق على مجالات التوظيف ودعم وتمويل الأعمال الحرة للشباب السعودي من الجنسين.
أما موضوع مصادر التمويل، فإن النظام الحالي للصندوق يكاد يقصر موارده على "الرسوم التي تقررها الدولة لصالح الصندوق"، دون أن تكون له مخصصات من الموازنة العامة للدولة أسوة بالصناديق الحكومية الأخرى، والمفترض أن يسعى مجلس إدارة الصندوق إلى الموافقة على تخصيص موارد مالية للصندوق ضمن موازنة الدولة، فسياسة الدولة تقوم على تمويل أي أفكار أو برامج أو مشروعات تخدم الوطن وأبناءه واقتصاده وبرامجه التنموية، وفي حال تحقق هذا الدعم سيكون الصندوق قادراً على تنفيذ برامج ومبادرات رائدة يمكن أن تجعل من البطالة في المملكة جزءاً من الماضي، أما موضوع قصر مهام الصندوق على برامج التوظيف المباشر وتدعيم فرص الأعمال الحرة فهو الهدف الذي ينبغي أن تتمحور حوله برامج الصندوق ومصروفاته، فالملاحظ أن مصروفات الصندوق حالياً تتجه نحو مسارين: أحدهما؛ التوظيف المباشر. والثاني؛ دعم وتمويل برامج التدريب والتعليم، والمثير للانتباه هو أن النوع الثاني يستأثر بالنصيب الأكبر من برامج الصندوق، فبحسب الموقع الإلكتروني للصندوق فإن عدد برامج الصندوق المطروحة هو (14) برنامجا منها (10) يمكن اعتبارها برامج موجهة للتدريب والتعليم، وباستثناء برنامج "دعم رواتب المعلمين والمعلمات في المدارس الأهلية" الذي يمثل قناة فعلية للتوظيف الحقيقي في المدارس الخاصة، وبرنامج "التوظيف المباشر" المحدود الذي تستفيد منه بعض المنشآت الكبيرة والمتوسطة، وعليه فإن معظم برامج الصندوق تتجه نحو دعم وتمويل برامج التدريب والتعليم، وهو أمر يتعارض مع واقع المملكة واحتياجاتها، فالمملكة في الوقت الحاضر لا تعاني من مشاكل القبول في أوعية التعليم والتدريب، وليس سراً أن الجامعات الحكومية الناشئة في المدن الصغيرة تعاني من نقص في الطلاب المتقدمين على برامجها، ناهيك أن الكليات التقنية خاصة في المدن الصغيرة تعاني هي الأخرى من محدودية الإقبال، أما المعاهد الثانوية الصناعية الموجهة برامجها للمتعثرين عن إكمال التعليم العام وغير المؤهلين فإنها تشهد حالة من العزوف غير المسبوق.. هذه البرامج التعليمية والتدريبية المتنوعة والمتعددة لم تعد قصراً على منطقة دون غيرها من مناطق المملكة وإنما أصبحت متاحة ومتوافرة في جميع المناطق والمحافظات ولم تعد هناك مشكلة في القبول، يضاف إلى ذلك أن الطلاب والطالبات يحصلون على مكافآت تشجيعية للالتحاق بهذه البرامج، فما الذي يدفع الصندوق إلى تمويل ودعم البرامج التدريبية والتعليمية أيّا كان المسمى الذي تحمله؟ وما الذي يدفع بالصندوق إلى صرف ما يقارب من نصف المليار سنوياً لبرنامج "ماهر"؟ وهل المبالغ المصروفة لهذا البرنامج دعم للعمالة الوطنية أم لملاك الجامعات الأهلية؟ أليس الأصلح والأجدى للوطن أن الذي لا يحصل على فرصة في التعليم العالي الحكومي في المدن الكبيرة أن يتجه إلى الكليات التقنية المنتشرة في كافة أنحاء المملكة، أو يتجه إلى الجامعات الناشئة؟ ولماذا يخُصص الصندوق مبالغ كبيرة لدعم تشغيل وإدارة المعاهد المنضوية تحت مسمى "الشراكات الاستراتيجية".. ألا يعتبر هذا الصرف هدراً في غير محله؟ فالمؤسسة العامة للتدريب التقني تضم حالياً أكثر من (120) وحدة تدريبية موزعة على كافة أنحاء المملكة، فإذا كان هناك خلل أو ضعف في مخرجات هذه الوحدات، فالأَولى والأَجدى هو معالجة هذا الضعف وليس تبني إنشاء معاهد أخرى بديلة ومُنافسة.
إن توجيه مصروفات الصندوق وحصرها في برامج دعم التوظيف المباشر من جهة، وتمويل انخراط الشباب في الأعمال الحرة من جهة ثانية هو الخيار الأنفع للوطن وأبنائه، بشرط أن يرتبط هذا الأمر برؤية واضحة تقوم على ابتكار وتنفيذ صيغ وأشكال جديدة للدعم والتمويل سواء للتوظيف المباشر أو للأعمال الحرة، مع التركيز على دعم وتمويل المنشآت الصغيرة جداً خاصة مع قرارات وزارة العمل الرامية إلى التضييق على التستر التجاري الذي يحوي الكثير من الفرص التجارية، مما يعني أن السوق المحلية في المرحلة القادمة مُقبلة على نشوء فرص تجارية نتيجة انسحاب عدد من منشآت التستر التجاري.
إن المأمول هو أن يتحول الصندوق من واقعه الحالي الموجه في غالبه إلى دعم برامج التعليم والتدريب إلى "بنك" لدعم وتمويل المنشآت الصغيرة والأعمال الحرة، بحيث يشكل مع البنك السعودي للتسليف والادخار أداة تمويلية فاعلة لرعاية وتشجيع الاتجاه نحو الأعمال الحرة، وقد يصبح من المصلحة مستقبلاً نقل مهام تمويل المنشآت الصغيرة من "بنك التسليف" إلى الصندوق، على أن تقتصر مهام الأول على القروض الاجتماعية والأسرية.
عبدالله المحيميد
استشارات :
- الهياكل التنظيمية
- الوصف الوظيفي
- اللوائح الداخلية للموارد البشرية
https://www.facebook.com/hrdiscussion
https://twitter.com/hrdiscussion

#2
نبذه عن الكاتب
 
البلد
فلسطين
مجال العمل
موارد بشرية
المشاركات
114

رد: إلى رئيس صندوق الموارد البشرية

جزاء الله كل خير على هذا المقال وهذه عيوب اللامركزيه حيث تفويض الصلاحيات واتخاذ القرارات دون وجود الرقابه والاشراف , لكن من الناحيه الاخرى ليس لدى اي علم عن الهدف من انشاء هذا الصندوق وما مدى علاقته وارتباطه بدعم المشاريع والاعمال الصغيره حيث حسب معلومات او حسب طبييعة البلد الذي اعيش فيه ان هناك جهات اخرى تدعم ذلك

إقرأ أيضا...
عرض تعريفي عن صندوق تنمية الموارد البشرية

عرض تعريفي عن صندوق تنمية الموارد البشرية يتناول الموضوعات التالية : نشأة الصندوق الهدف العام للصندوق اهداف الصندوق اهداف الصندوق اهداف الصندوق برامج الصندوق (مشاركات: 0)


عرض تعريفي عن صندوق تنمية الموارد البشرية

محتويات العرض : - نشأة الصندوق. - اهداف الصندوق. - الهيكل التنظيمي. - برامج الصندوق وآلياته. - الانجازات. مادة العرض كاملة فى المرفق التالى : (مشاركات: 0)


صندوق تنمية الموارد البشرية

تشكل البطالة أحد أبرز التحديات التي تواجهها المملكة في جهودها الرامية إلى تعزيز وتيرة النمو الاقتصادي عبر سلسلة إصلاحات اقتصادية بدأت تظهر معالمها، من خلال عدد من الإجراءات والقرارات التي اتخذتها... (مشاركات: 2)


دعوة لكل من يتعامل مع صندوق الموارد البشرية

تجميع كل مايتعلق بأجراءات الأتفاقيات (نماذج وخبرات) (نحن من الشركات التي وقعت اتفاقية دعم مباشر مع صندوق الموارد البشرية لتوظيف 200 شاب وشابة وكلهم من السعوديين وذلك في مجال الحراسات الأمنية... (مشاركات: 0)


دورات تدريبية نرشحها لك

دبلوم تميز واستدامة إدارة المواد والمشتريات بقطاع الرعاية الصحية

هذا البرنامج يزود المشاركين بالأدوات والمعرفة اللازمة لتحسين الاداء وتحقيق التميز في مجال إدارة المواد والمشتريات بقطاع الرعاية الصحية، وذلك من خلال تطبيق أفضل الممارسات والمبادئ المتعلقة بالاستدامة والجودة في عمليات التوريد والتخزين والتوزيع.


دورة سلاسل الإمداد المبردة - Cold Chain

برنامج يتناول فهم طبيعة وأهمية سلاسل التوريد المبردة ومكونات سلاسل الإمداد المبردة ومناولة وتوزيع المواد والأصناف المختلفة في سلاسل الامداد المبردة والموارد والمعدات المستخدمة في سلسلة الإمداد المبردة والإتجاهات الحديثة في ادارة سلسلة التوريد الباردة


دورة تأهيل مسئولي التدريب في الشركات

تأهيل المشاركين في البرنامج على اكتساب المهارات الفنية والادارية للعمل في مجال التدريب. وتحديد الاحتياجات التدريبية وتخطيط البرامج وتقييم مخرجات التدريب. وكذلك مهارات تنسيق العملية التدريبية وتخطيط جداول التدريب وما الي ذلك.


دبلوم تأهيل عضو مجلس الإدارة الفعال (EBM)

برنامج تدريبي يتناول موضوع اعداد عضو مجلس الادارة الفعال وذلك بهدف تدريب المشاركين على موضوعات حوكمة الشركات Corporate Governance والتخطيط الاستراتيجي Strategic Planning واساسيات التمويل للمديرين Finance for Directors وتقييم وادارة المخاطر Risk Assessment


برنامج الذكاء الاصطناعي وتحسين أداء الشركات ومنظمات الأعمال

برنامج تدريبي يؤهلك لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين اداء شركتك من خلال تحليل البيانات والكشف عن الاتجاهات التي يمكن ان تساعدك في اتخاذ قرارات استراتيحية رشيدة. وتحسين عمليات الانتاج والتشغيل والتنبؤ بالاعطال وتحسين انتاجية العاملين وتحسن جودة المنتجات والخدمات التي تقدمها


أحدث الملفات والنماذج