1. التسلط والاستبداد:
فهو ينشأ من بروز الفردية إلى حد الأثرة والأنانية والإعجاب، ثم الغرور والتكبر، ثم ترجمة هذا التكبر في صورة القهر والاستبداد والتسلط؛ فإن الإنسان الذي تبرز شخصيته ـ بانحراف ـ إلى حد الأنانية المرذولة أو الطغيان، لا يستطيع أن يعيش في وفاق مع الجماعة. وهذه هي علامة من أصيب بهذا المرض؛ علامته أنه لا يستطيع التآلف مع الآخرين، وبالتالي تجده دائمًا شاذًا منبوذًا عن المجموع، لا يطيق أحد التعامل معه، وما له من خليل ولا صديق حميم، ولا مخرج لأمثال هؤلاء مما هم فيه إلا التواضع وخفض الجناح واللين. 2. الكسل والخمول: وهو ينشأ من تلاشي الفردية وبروز الجماعية، حيث لا يصبح للشخص هم ولا هدف يريد تحقيقه ولا حرص على الإنجاز، بل يفقد إيجابيته وشعوره بذاته، وشعوره أنه يريد تحقيق شيء، ويصبح شخصًا سلبيًّا لا هم له سوى السير مع المجموع، والترديد معهم كما يرددون. وتجده مشغولًا بالقضايا التافهة ومنغمسًا في مشاكل ومشاغبات تافهة مع الآخرين، لماذا نظر فلان هذه النظرة؟ ما الذي يقصده فلان من وراء هذه الكلمة؟ وغيرها من الأمور التي لا طائل من ورائها إلا تضييع الوقت والتهرب من المسؤوليات والأعمال؛ مما يؤدي في النهاية إلى الترهل والكسل وفقد الحمية والعزم الموصلين إلى الأهداف. 3. الالتزام الأعمى: وهو أيضًا ينشأ من تلاشي الفردية وبروز الجماعية، وهذه الانضباط الأعمى يتمثل في اتباع الآخرين دون أي تمييز بين الصواب والخطأ، أو اقتراح للتعديل، أو مشاورة في الأمر. وينتج عن مثل هذه الطاعة العمياء وجود التسلط والاستبداد والقهر؛ مما يؤدي إلى إهدار العقول والطاقات وعدم الاستفادة منها.