ماذا ينتظر الناس من عملهم ؟



إختلاف عامل التحفيز من شخص لأخر


كل شخص لديه عوامل تحفيز مختلفة فى عمله . فهناك أسباب خاصة تدفع كل فرد للعمل ، ولكننا نشترك جميعاً فى أننا نعمل من أجل الحصول على أشياء فى المقابل . الأشياء التى نحصل عليها من العمل تؤثر على معنوياتنا و على مستوى معيشتنا . ها هنا بعض الأفكار حول الحافز الذى يدفع الإنسان للعمل .


هل يتعلق العمل بالمال



بعض من الناس يعمل بحب من أجل العمل ، والبعض الأخر يعمل من أجل تحقيق ذاته . وهناك من يرى متعته فى تحقيق الأهداف و يشعر بأنه بذلك تحدى نفسه و قدراتها . بعض الناس لديهم مهام ورؤى شخصية يتوصلوا لها من خلال العمل الجاد . أخرون يحبون ما يعملوا و يتعلقوا حتى بعملائهم . و تجد أن هناك من يحب التفاعل مع العملاء و الزملاء . كثير من الناس يحب شغل وقته بنشاط محدد و البعض ممن يعمل يحب التغيير و المنافسة و حل المشكلات . لذلك الحافز للعمل يختلف بحسب كل نوع من هؤلاء .



يظل كسب المال هو الحافز الرئيسى لدى كل فرد فهو الأمر الذى يعمل من أجله مهما تعددت الدوافع الشخصية . يقدم المال للفرد على صورة : تعويضات مادية ، راتب ، أجر ، مكافأت ، مزايا ، نقود لدفع الفواتير . المال يوفر المسكن والملبس و الغذاء ، ويسمح لك بتعليم أولادك كما ينبغى ، و يمكنك من ممارسة الأنشطة المختلفة فى أوقات الفراغ ، فهو الداعم لكل ذلك طوال فترة عملك إلى أن يحين موعد تقاعدك . لذلك من الخطأ التقليل من أهمية عامل المال كعنصر تحفيز للأشخاص العاملين .



ولعل حجر الأساس الذى تبنى عليه أى شركة نجاحها هو العدالة فى توزيع ومنح المزايا والرواتب للأشخاص المعينين لديها و التى ترغب فى الإبقاء عليهم كونهم موظفين ملتزمين . فإن قمت بتوفير أجر المعيشة لموظفيك ، فعليك إذاً العمل على قضايا تحفيزية أخرى ، فبدون الأجر العادل و المناسب لأعباء المعيشة سوف تتسرب الكفاءات لديك إلى أصحاب أعمال أخرى .



فى الواقع قامت شركة واتسون يات و هى شركة عالمية رائدة فى إستشارات الموارد البشرية بعمل كتاب بحثى بعنوان طليعة رأس المال البشرى : 21 ممارسة إدارية يجب أن تنفذها شركتك ( أو أن تتجنبها ) لكى ترفع من قيمة أسهمها . ينصح بمقارنة الرواتب التى تقدمها مع الرواتب المتعارف عليها فى سوق العمل حتى تجذب إليك أفضل الموظفين ، فأنت تحتاج لتحقيق هذا الجذب أن تدفع راتب يزيد عن متوسطات الرواتب التى يقدمها منافسيك ، فالمال هنا هو الحافز الأساسى .

هل حصلت على المال ؟ ما هو التالى بالنسبة لمرحلة التحفيز ؟


الدراسات و الإستبيانات التى تعود إلى أوائل الثمانينات و التى أشارت أن الناس ترجوا من العمل ما هو أكثر من المال ، ولقد أوضح ذلك أيضاً دراسة قديمة ضمت ألاف العاملين و المدراء فى مؤسسة نفسية أمريكية . فبينما كان يعتقد المدراء أن أكثر ما يهم الناس فى العمل هو المال كحافز ، وجد أن هناك عوامل تحفيزية أخرى هى التى تحظى بإهتمام أكبر من جانب الموظفين مثل الراحة الشخصية ، و ثقة المدراء فيهم .


فى مقالة حديثة عن القوى العاملة لبوب نيلسون خبير موارد بشرية و تحت عنوان ( المثبطات العشرة لعملية تحفيز الموظفين ) قال " أن الموظف يريد أن يتم تقدير ما قام به من عمل جيد من قبل قياداته " و أضاف أن الناس تحب وأن يتم معاملتهم بشئ من النضج .



ما يحتاج إليه الناس فى عملهم أمر نسبى يعتمد على الشخص نفسه وعلى إحتياجاته و على طريقة التقدير التى تعنى له . و إعطاء الناس كل ما يريدونه من العمل أمر يحقق التقدم للمؤسسة .



· التحكم فى العمل يدعم مستوى التحفيز :

يجب أن يدرك الفرد جوانب عدة فى عمله مثل قدرته على التأثير فى صنع القرارات ، ووضع أهداف واضحة و قابلة للقياس ، مع تحديد مهام العمل بالضبط و تقديم المكافأت على العمل .




· خلق عامل التحفيز :



تضمين عناصر مثل إستلام المعلومات فى أوقات محددة ، و إستيعاب مصوغات الإدارة حتى تتمكن من صنع القرارات ، توفير المشاركة فى الإجتماعات و فرق العمل ، و توثيق الإنجازات و التقدم فى العمل .






· من الفرص التحفيزية كذلك فرص النمو و التطوير :




و يتضمن ذلك التعليم والتدريب و المسار المهنى و المشاركة فى فرق العمل و خطط التدرج الوظيفى و التدريب المتنوع و رحلات إلى أماكن العمل الناجحة .


· رد فعل القيادة من أهم مفاتيح التحفيز :




يريد الناس توقعات واضحة توفر صورة متكاملة عن النتائج المرجوة مع وضع هدف و الحصول على تعليق و بناء مناسب لإطار العمل .

الإثابة على الأداء :




يحتاج الناس إلى التقدير على آدائهم الفردى فى عملهم و أن يرتبط معدل المكافأة بأدائهم ، فالموظف الذى يجتهد فى عمله يحب أن يرى الموظف الذى لا يعمل بكد خارج الصورة ، ولكن فى الواقع الفشل فى وضع نظام جزاءات و طرد الموظف الغير منتج من أكثر المثبطات فى محل العمل و التى يمكن للمؤسسة وأن تفعلها فهذا الإجراء يندرج فى قائمة الأشياء التى يجب تجنبها بعد المساواة فى الرواتب بين العامل المجتهد وغير المجتهد .


هناك فجوة بين فكرة صاحب العمل حول ما يحتاجه الموظفون وبين فكرة الموظف عما يحتاجه حقاً من صاحب العمل . إلى الأن يقلل صاحب العمل من أهمية أشياء مثل مرونة جدول العمل أو قرارات الموظفين حول الإنضمام إلى العمل أو تركه .



و هذا يعنى أن العديد من الشركات تعمل بجد ( وتستخدم موارد نادرة ) بأدوات خاطئة . يحتاج الموظفون من أصحاب العمل أن يدفعوا لهم رواتب مرتفعة تماثل أو تزيد عن معدلات السوق . فهم يسعوا أيضاً إلى جدول عمل مرن ، وإلى التعلم و إلى المشاركة الفعالة فى قرارات الإدارة والتوجيه .







ما الذى يمكن أن تفعله لرفع المعنويات ؟؟






أصبح لديك معلومات حول الأشياء التى يريدها الناس من عملهم . المفتاح حول خلق بيئة عمل تدعم التحفيز هو معرفة إحتياجات الفرد . ينصح بسؤال موظفيك عن مدى رضاهم عما يحصلوا عليه من عملهم . مع إلمامك بهذة المعلومات سوف تتوفر لديك فرص هائلة لتحفيز الموظفين . فإذا أعرت إهتماماً للأشياء التى تحفز الموظفين ورفعت من معنوياتهم ، فسوف تحقق نجاح باهر فى عملك .