(إنسان بدون هدف كسفينة بدون دفة كلاهما سوف ينتهي به الأمر على الصخور)
توماس كارليل
أقدم لك هنا الأسباب الخمسة الرئيسية، التي تجعل الغالبية العظمى من الناس لا يضعون برنامجًا لتحديد أهدافهم: 1. الخوف: الخوف هو عدو الإنسان اللدود، مثل: الخوف من الفشل، والخوف من المجهول، والخوف من مواجهة الرفض، وحتى الخوف من النجاح). والخوف بكل أنواعه، يقود إلى نفس الطريق المؤدي إلى الآلام، والبشر مستعدون لأن يفعلوا أي شيء لتجنب الألم أيًا كان، والغالبية العظمى منهم سوف يتجنبون الألم، حتى لو كان في هذا الألم مصلحتهم الخاصة، والآن دعني أسألك سؤالًا: هل تعتقد أن طفلًا صغيرًا في الثالثة من عمره، يخشى أي شيء؟ قد تقول ربما، لكن الإجابة العادية هي لا، حتى لو رأي البعض خلاف ذلك. الحقيقة أن الطفل لا يخشى، أو يخاف أي شيء، إلا إذا مر بخبرة ما أصابته بالخوف، فالأطفال قد يفعلون أي شيء، إذا لم يمنعهم أحد، فقد يضعون يدهم في النار، يقفزون من منحدر، وغير ذلك، لكنهم يتعلمون الخوف، عندما يبدأون في الكبر والنضج. فعندما ينضجون، فإن خوفهم يمنعهم من الإقدام على فعل أي شيء؛ لأنهم قد يصيبهم الفشل، فقد واجههم الفشل في الماضي، وقد يحدث هذا ثانية، لذلك فقد تعلموا أن يعيشوا دون أي برنامج لتحديد الأهداف. والخوف كما يقول زيج زيجلار: (دليل زائف يبدو كما لو كان حقيقة)، ويقول هوراس: (من يعش خائفًا لن يكون أبدًا إنسانًا حرًا)، فإذا لم نتعلم كيف نهزم الخوف بداخلنا، لن نستطيع الخروج من شراك أوهامنا وشكوكنا. 2. تصور الذات: يقول د. جويس براورز: (إن أداءك لن يكون ملائمًا، إذا لم يتوافق مع الطريقة التي ترى بها نفسك، فعندما يكون تصور الإنسان لذاته محبطًا، فسوف ينعكس هذا على مظهره، وعلاقاته وأدائه، وحتى الطريقة التي يعيش بها حياته، فالنظرة المحيطة بمفرداته تجعله يشعر أن النجاح خلق لأجل الآخرين، وليس له هو لأنه لا يستحقه، وهنا يصبح مثل هذا الإنسان، جزءًا مما يسميه زيج زيجلار: (الأغلبية المتجولة "التائهة"، وأن لديهم فكرة مشوشة عما يريدونه). فإذا لم يعمل المرء على تغيير تصوره الخاطيء لذاته، فسوف يقبل أي شيء ويرضى بكل شيء، ويرضى بما تأتي به الأيام، ولن يرى فيه تحديد الهدف، ولن يحاول أبدًا أن يحدد هدفًا. 3. التأجيل:
(التأجيل هو لص الوقت)
إدوارد دوينج
فإن تؤجل عمل اليوم إلى الغد، بأن تقول الأسبوع القادم، وفي الأسبوع القادم تقول إنني لست على ما يرام اليوم، وسوف أبدأ غدًا، وفي الغد تقول إن الطقس اليوم رائع، لم يحدث هذا منذ وقت طويل، وهو مناسب لقضاء يوم خارج المنزل، ويمكن أن أضع أهدافي في وقت لاحق. فأنت تعتقد أن لك حياة واحدة لتعيشها، وعليك أن تضع لك هدفًا في هذه الحياة، لكن على الرغم من ذلك لا تبادر بإتخاذ أي خطوة لتحدد هدفًا وتعمل على تحقيقه. 4. الإعتقاد بعدم أهمية تحديد الهدف: بعض الناس لا يؤمنون بقيمة تحديد الأهداف، ويعتقدون أنها مضيعة للوقت، وهؤلاء سوف يذكرون أسباب عديدة ليؤكدون عدم أهمية تحديد الهدف، بل قد يهبون لضرب بعض الأمثلة لأناس حققوا نجاحًا، ولم يعتقدوا بتحديد الأهداف، وهم على الرغم من ذلك مازالوا في أوج النجاح، وهؤلاء مثل المدخن الذي يعرف مدخنًا بلغ 100 سنة من العمر. وبالطبع فليس كل الـ 97% من الناس، الذين لا يحددون أهدافًا في الحياة فاشلين، لكن الغالبية العظمى منهم يواجهون أوقاتًا عصيبة أكثر من هؤلاء الذين يخططون ويتوقعون، فيقول وليام شكسبير: (ليس هناك شيء حسن وأخر سيء، لكن التفكير هو الذي جعله إما هذا أو ذلك)، فطريقة تفكيرك في تحديد الهدف، هي التي تجعلك تعيش حياتك دون أي أهداف. 5. عدم المعرفة بكيفية تحديد الهدف: فنقص المعرفة واحدة من الأسباب، التي تجعل الـ 97% من الناس لا يضعون برنامجًا منظمًا لتحديد أهدافهم. فما أعنيه هو أنهم لديهم الرغبة والحماس لذلك، لكنهم لا يعرفون السبيل إلى تحقيقه، وبالتالي لا يتخذون الخطوات اللازمة ليتعلموا كيف يتم ذلك.