لا شك أن تغيير الوظائف يشكل عنصرا روتينيا لكل وظيفة متطورة وهنالك عدة أسباب تجعل الموظف يقرر ترك صاحب العمل، لكن العامل المشترك لدى العديد من الأشخاص هو الخوف من عملية تقديم الاستقالة ذاتها. وما يلي بعض النصائح التي تساعد في جعل الاستقالة عملية سهلة إلى حد ما.
التحضيرات
يجب أن تتأكد أنك واضح تماما حول السبب الذي يجعلك تترك صاحب العمل الحالي. ما هي الأشياء التي استمتعت بها وما هي الأشياء التي لم تعجبك في دورك في وظيفتك الحالية؟ ما هي العوامل الهامة التي دفعتك إلى البحث عن وظيفة أخرى؟ ما هي الأشياء التي سيوفرها لك عملك الجديد ولا تجدها في وظيفتك الحالية؟ أليس هناك من شيء يمكن لصاحب العمل الحالي أن يقدمه لك مما يجعلك تفكر في البقاء في وظيفتك؟ إن معرفة الإجابة على هذه الأسئلة الثلاث لن يساعدك على شرح أسباب إقدامك على الاستقالة لصاحب العمل الحالي فحسب، بل أنها ستساعدك على الاحتفاظ بدرجة كبيرة من الالتزام بدورك الجديد بمجرد استلام العمل.
رسالة الاستقالة
ينبغي أن تكون رسالة الاستقالة مباشرة وفي صميم الموضوع وإيجابية في نفس الوقت. ينبغي أن تخبر صاحب العمل في الفقرة الأولى من الرسالة بنيتك على ترك الشركة بالإضافة إلى ذكر تاريخ آخر يوم لك في العمل، وربما تذكر شيئا عن خططك المستقبلية (إلى أين ستنتقل مثلا)، لكن ليس من الضروري أن تقدم شرحا مطولا لسبب اتخاذك قرار الانتقال إلى وظيفة أخرى (يمكنك أن تفعل ذلك بصفة شخصية). أما الفقرة الثانية فينبغي أن تعرب فيها عن شكرك وامتنانك للخبرة التي اكتسبتها خلال فترة عملك بالشركة، كما يمكنك أن تذكر (حسب الاقتضاء) إلى أي مدى استمتعت بالعمل مع رئيسك وزملائك. عادة ينبغي تسليم رسالة الاستقالة باليد، ويجب أن تتحدث إلى رئيسك حول نيتك في ترك العمل قبل تقديم الاستقالة رسميا (حتى وإن كانت محادثة مجاملة)، وعادة ما يتم تسليم رسالة الاستقالة إلى مديرك المباشر، لكن ربما تود إرسال نسخة منها إلى رئيس القسم أو إلى مدير قسم الموارد البشرية.
العرض المقابل
عادة ما يتم تقديم العروض المقابلة عندما يقوم موظف مهم بإبلاغ مديره بعزمه على ترك العمل بالشركة. وما هذا إلا اعتراف قوي بأهميتك وهذا بالطبع في حد ذاته نوع من المديح والإطراء. لكن ينبغي عليك أن تقييم بعناية شديدة كافة النقاط المذكورة في الجزء الخاص بالاستعداد لتقديم الاستقالة أعلاه وتعرف ما إذا كان هذا العرض المقابل يضعك في مكان أفضل من العرض الجديد. قد يكون من الأفضل لك أن تبقى مع أناس تعرفهم وتحبهم، وهنا يكون إغراء قبول العرض المقابل قويا، لكن ينبغي عليك أن تتأكد أن هذا العرض المقابل هو أفضل خيار لك في مستقبلك المهني على المدى الطويل. من ناحية أخرى إذا كنت لا تريد ترك العمل لكنك شعرت أنه لم يكن لديك خيار آخر (أنت ببساطة لا تستطيع العيش بالراتب الحالي) والعرض المقابل يصحح هذا الوضع، هنا ينبغي عليك أن تفكر بجدية. والأهم من كل شيء أنه لا يجب عليك أن تتخذ أي قرار سريع، لاسيما إذا قدم لك مديرك عرضا مقابلا، وطلب منك أن تعطي لنفسك بعض الوقت لإعادة النظر في خياراتك. أما إذا طلب منك مديرك ردا فوريا، فهذا يعني أنك تعمل في شركة غير مناسبة في كل الأحوال.
إاحترام تركك للوظيفة
بمجرد استقالتك من العمل، حاول أن تجعل أيامك الباقية بالشركة فترة سارة بقدر الإمكان. تأكد أن عملك منظم واجعل الأمور سهلة لبديلك. اكتب ملاحظاتك بشأن تسليم العمل إذا كان ذلك ممكنا ومناسبا. وخلال هذه الفترة، لا تتحدث دائما عن سعادتك الغامرة بترك العمل في الشركة، أو تتحدث بشكل سيء عن الشركة أو عن زملائك. اذكر دائما انك استمتعت بالعمل مع زملائك، وتحدث عن الخبرة التي اكتسبتها من عملك وأكد على الأسباب الإيجابية التي جعلتك تترك العمل (اكتساب خبرات جديدة إلخ.). الوظائف قد تستمر لعقود والصناعات يمكن أن تكون مثل المجتمعات الصغيرة. لذلك من المرجح جدا أن تلتقي بمديرك وزملائك مرة أخرى خلال حياتك المهنية، ويكون من الأفضل لك بالتأكيد إذا كان لديهم انطباع إيجابي عنك