(إنني لا أستسلم أبدًا، حتى عندما يقول لي الناس إنني لن أنجح أبدًا)
بوب ويكمان
على الرغم من أن محاولات توماس أديسون قد أخفقت نحو عشرة الآف مرة، إلا أنه إستمر فيها حتى نجح في إكتشاف المصباح الكهربائي، وقد أفلس والت ديزني ست مرات قبل بنائه لمدينة ديزني لاند الشهيرة، وعندما رفض 1007 مطعم فكرة دجاج كنتاكي، لم يتوقف كولونيل ساندرز حتى حظى بعد ذلك بالقبول والموافقة، فما هو الشيء الذي يشترك فيه هؤلاء جميعًا؟ بالطبع هو الإلتزام والإصرار، ولكن من أين جاءت لهم هذه القوة؟ إنها بدأت بقرار، فقد إتخذوا جميعًا القرار لأن يفعلوا كل ما هو ضروري لتحقيق النجاح، وبالفعل إستطاعوا أن يجدوا طريقهم نحو النجاح المنشود، ولعلنا نكون أكثر دقة إذا قلنا أنهم صنعوا ذلك الطريق الذي أدى بهم إلى النجاح، ويتفق ذلك مع قول هانيبال: (فإما أن نجد الطريق، أو نصنع واحدًا). فإذا كانت عملية صنع القرار على هذه الدرجة من القوة والأهمية، وإذا كانت هي الوظيفة الأولى للإدارة؛ حيث أنها تشكل جزءًا أساسيًا في الحياة، فلماذا ننظر إليها على أنها شيئًا صعبًا؟ لماذا إذًا لا يؤديها كل فرد؟ ولماذا تكون سببًا في المشاكل للجميع؟ الإجابة تكمن في الخوف ...الخوف من الفشل؛ ذلك لأن كل قرار يتضمن نوعًا من المخاطرة، والتي قد تعني الخسارة، فكثير من الناس يفضلون البقاء في المنطقة الآمنة، وعدم إستغلال قدراتهم المدفونة؛ لأنهم يخشون إتخاذ قرارات خاطئة، لكن توماس أديسون، والت ديزني، هنري فورد، كولونيل ساندرز، غاندي، وكثيرون غيرهم، قد نجحوا؛ لأنهم إتخذوا القرار، وإلتزموا بتنفيذه. ربما لا تدري أن لديك من القدرة على تغيير الأشياء أكثر مما تدرك، لكن ذلك لا يكون إلا عندما تقرر أن تكون أنت صانع قرارك، وقد تتساءل: وكيف لي أن أحقق ذلك؟ والإجابة أن تحاول أن تكتشف نفسك، فيقول بابليليوس سيرس: (لا سبيل لأن يعرف المرء ما يستطيع عمله إلا عندما يحاول). وقد يلجأ بعض المدراء إلى أن يفعلوا أي شيء يجنبهم إتخاذ أي قرار، فقد يجعلون شخصًا آخر يقوم بذلك حتى يجنبهم المخاطرة، ومثل هؤلاء يحتاجون لأن يتعلموا المهارات والأساليب، التي تمكنهم من إتخاذ قرارات سليمة.