أوهام

ها هو زفافها وها هو فستانها الابيض
وها هي الان تطرح جزئا من حجابها وتكشف عنقها وجزئا من صدرها
وضعت الماكياج...وتلونت بالألوان
... وبعد وأثناء الزفاف لا زالت واهمه
انها تظن أنها بهذا الغطاء على شعر رأسها فقط محجبه
واظن أنها....لم تخلع الحجاب
وعجبي!!


يلتقي بها كل يوم
يلتقي عيناه بعينها كل لحظة
يبتسم لضحكتها وتأنس بنبرات صوته
يقف معها أمام الجميع!
يسير بجوارها حتى أقترنت سيرته بسيرتها وعانق اسمه اسمها
لمس يدها وأمسك بكتفها
بل وأخبرته أنه حبها
معه الان صورتها وعلى جواله لحن صوتها
وبعد كل هذا وبعد أن تلوث في الاحياء اسمها
يظن
يظن
يظن أنه يحبها
وعجبي


طوال رمضان وهي تتهجد
لم تفارق يداها المصحف
ارتدت العباءة وتكرر ذهابها الى المسجد
صامت وقامت وسبحت واستقامت
كانت تحيي الليالي وتميت أشياءا أخرى
وبعد رمضان ألقت الحجاب
وكأنها لم تعرفه يوما
ولكنها لا زالت تظن أنها
صاحبة القلب الأبيض
ولو كان قلبا أبيضا...لأحب الطريق الأبيض
وعجبي!!


جلست أمام الشاشة تكتب عن المحبة في الله
وأحبت الجميع في الله
وظلت تحلم بمنابر النور
أغلقت هاتفها الجوال...فقد ملت من فلانه التي تسأل عنها
بل واهملت رسائلها
وأغلقت باب بيتها في وجه جارتها
ولم تسأل يوما عن قريبتها
ولا زالت تظن
وتظن
انها تحب الجميع في الله
وعجبي


جلس أمام الشاشة لساعاتِ
وساعات
نادته أمه
وناداه أباه
وحاولت أن تلاطفه أخته
وحاول أن يجلس معه أخاه
لكنه بوجهه العبوس قد أبى
فهو داعية...على الانترنت
حتى الصلاة تأخر عليها
ولا زال حظر التجول بجوار حجرته و(جهاز الكومبيوتر)خاصته قائما
ولا يزال متوهما ويظن
يظن
أنه يقضي وقته في الدعوة
وعجبي


خرج زوجها للعمل
وغادر الصغار الى مدارسهم
وجلست أمام شاشة الحاسوب
ومرت اللحظات وتوالت الساعات
كتبت وكتبت...وردت وشاركت
ونجحت
نسيت أن تعد الطعام وتجاهلت نظافة المنزل
قامت في اللحظات الاخيرة وأعدت طعاما سريعا ...وعاد الجميع
لكنها كانت في الحقيقة قد تعبت وأصبحت الان
غير جاهزة للأمومة...وغير مؤهلة الى وظيفتها الام
الا وهي
الام
لكنها تظن ولا زالت تظن أنهاتؤدي دورا هاما
وللأسف انهار دورها الهام
وكلها أوهام
وعجبي

منقول